إعلام فلسطيني: زوارق الجيش الإسرائيلي تطلق النار باتجاه ساحل مدينة غزة
قال المحلل الأمني والخبير الاستراتيجي أحمد صالح خلف، إن حكومة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، بدأت استهداف الضفة الغربية بالتوازي مع بداية الحرب على غزة إثر هجوم حماس في السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023.
وأضاف خلف أنه منذ بداية الحرب على غزة، ظهرت بوادر مخططات نتنياهو والأعضاء المتطرفين في حكومته حول استغلال الظرف السياسي السائد لاستهداف الضفة الغربية.
وأشار إلى أن ذلك جاء في ظل الدعم الكبير المستمر من الولايات المتحدة على المستويين السياسي والعسكري، لتنفيذ أجندة نتنياهو المعلنة على مدار سنوات حياته السياسية، باعتبار أن اتفاقات أوسلو التي أوجدت السلطة الفلسطينية في الضفة الغربية هي خطأ تاريخي استراتيجي أضر بكيان وأمن إسرائيل.
وشبه نتنياهو في ديسمبر/كانون الأول الماضي، السلطة بحماس، وأن الفارق بينهما هو أن "حماس تريد إبادة فورية للإسرائيليين، أما السلطة فتخطط لذلك على مراحل"، مضيفا أن "الجيش مستعد لاحتمال القتال ضد السلطة وأجهزتها الأمنية".
ورأى الخبير الأمني أن هذه التصريحات تعبر عن رغبة نتنياهو في إعادة احتلال الضفة الغربية، وإنهاء وجود السلطة الفلسطينية.
وأردف أنه "خلال الأشهر العشرة الماضية كان التركيز الأكبر على مستوى الإقليم والعالم ينصب على الحرب على غزة والمأساة الإنسانية الناتجة عنها، في حين استمرت إسرائيل في تنفيذ عمليات الاستيلاء على الأراضي، واستهداف المدنيين، وهدم المنازل، وتوسيع المستوطنات في جميع أنحاء الضفة الغربية".
وتابع: "في آذار الماضي كشف وزير المالية الإسرائيلي اليميني المتطرف بتسلئيل سموتريتش عن خطط لأكبر عملية مصادرة لأراضي الضفة الغربية منذ عام 1993، بحيث خُصّص 800 هكتار (1977 فدانًا) في الأراضي المحتلة في الضفة الغربية كأراضٍ لدولة إسرائيل، الأمر الذي مهد لزيادة البناء الاستيطاني في الضفة الغربية".
ورأى أن "العمليات العسكرية والاعتقالات في مختلف مدن ومخيمات الضفة لم تتوقف منذ بدء الحرب على غزة. كما سلّحت الحكومة الإسرائيلية، وبإشراف مباشر من وزير الأمن القومي الإسرائيلي رئيس حزب "عوتسما يهوديت" أو "القوة اليهودية" اليميني المتطرف إيتمار بن غفير، المستوطنين، وحرّضتهم ضد الفلسطينيين".
"ولذا فإن العمليات العسكرية وحملات الاعتقالات والمداهمات التي ينفذها الجيش الإسرائيلي في الضفة الغربية تأتي في إطار استكمال القمع الممنهج والتوسع الاستيطاني الذي توسعت فيه إسرائيل على مدار العشرة أشهر الأخيرة".
وأفاد الخبير الاستراتيجي أحمد صالح خلف، بأن الهدف الاستراتيجي الذي يسعى نتنياهو لتحقيقه من خلال كل هذه الممارسات هو تقويض مفهوم قيام دولة فلسطينية، وفرض أمر واقع من الناحية الجغرافية والديموغرافيا تجعل ترابط المدن والقرى الفلسطينية أمرا مستحيلا.
وقال: "من الواضح أن نتنياهو يعتبر أن استغلال الظرف السياسي الإقليمي الحالي الناتج عن حرب غزة، والاشتباك مع إيران وأذرعها، والدعم الأمريكي اللا محدود لإسرائيل، يمثل فرصة سانحة من الصعب تكرارها مستقبلا لتنفيذ أجندة عقيدته السياسية المتطرفة القائمة على يهودية الدولة وعدم الاعتراف بالوجود الفلسطيني".