غزة.. أسر لا تنام بسبب القصف وأطفال يلتمسون الأمان في أحضان آبائهم
ما زال منزل هاني الهندي يهتز على دوي الانفجارات لليلة الثالثة خلال هذا الأسبوع مع استمرار الضربات الجوية الإسرائيلية، ولم يجد أطفاله الستة ملاذاً يلتمسون فيه الشعور بالأمان سوى أحضانه هو وزوجته، حيث ينامون جميعاً في غرفة واحدة.
وبجانب الباب الأمامي، وضعت الأسرة وثائقها الضرورية، مثل شهادات الميلاد وبطاقات الهوية والتقارير الصحية، في حقيبة جلدية لتكون جاهزة للحمل في حال تعرض المبنى لهجوم.
وقال الرجل وزوجته إن الاستعداد للمغادرة سهل، لكن عدم معرفة المكان الذي يقصدونه هو الصعب.
وقال الهندي، وهو موظف عام سابق ويبلغ من العمر 41 عاماً، من خان يونس في جنوب غزة، إنهم قد يذهبون إلى "أقرب مدرسة أو مستشفى، والله ما أعرف وين أروح مع عيلتي لو البناية انقصفت".
وأضاف: "فيش عنا (ليس لدينا) ملاجئ، فش عنا أماكن آمنة في قطاع غزة".
وظلت الانفجارات تهز خان يونس، بينما تكوّم الأطفال على حشايا على الأرض بجانب والدتهم.
وعلم الوالدن من متابعة مواقع التواصل الاجتماعي أن إسرائيل قصفت شقة في خان يونس كان يسكنها قائد بارز في حركة "الجهاد الإسلامي" فلقي حتفه هو وعضوان آخران، قبل فجر اليوم الخميس.
وقال الهندي: "لما إسرائيل بتقصف، الأبراج (المباني) بتضرب في بعض (تهتز) والأولاد بيصيروا يلتمسوا (يشعرون بالذعر) ويصيحوا (يبكون)".
وقال مسؤولو الصحة في غزة إن 26 فلسطينياً على الأقل، بينهم نساء وأطفال، لقوا حتفهم منذ يوم الثلاثاء، الذي قتلت إسرائيل فيه ثلاثة قادة آخرين في حركة "الجهاد الإسلامي" اتهمتهم بالتخطيط لهجمات على جنود ومدنيين إسرائيليين، وأشعل هذا قتالاً جديداً عبر الحدود.
وامتد العنف حتى اليوم الخميس مع مقتل اثنين من قياديي حركة "الجهاد الإسلامي" في غارات على غزة، واستمرار إطلاق النشطاء الفلسطينيين صواريخ من غزة.
وأغلقت إسرائيل معابر القطاع الساحلي الفقير منذ يوم الثلاثاء مما يمنع دخول الوقود والطعام أو خروج المرضى الذين يحتاجون للرعاية الصحية خارج غزة.
ومع قلق سكان غزة، ظلت الشركات والمدارس مغلقة، وخلت الشوارع تقريباً من العابرين باستثناء طوابير من الناس أمام متاجر البقالة والمخابز، وفيما عدا بعض سيارات الأجرة وسيارات الإسعاف لا وجود تقريباً لوسائل النقل.
وتعاني غزة، التي تحكمها حركة "حماس"، من أزمة إنسانية تتفاقم نتيجة حروب متكررة مع إسرائيل على مدى عقدين، وحصار إسرائيلي واسع النطاق منذ 16 عاماً.
وقال الهندي وزوجته ملينا، البالغة من العمر 39 عامًا، إن بعض أطفالهما يتشبثون بهما ويطلبون رفقتهما حتى عندما يحتاجون للذهاب إلى دورة المياه، وقالت ملينا إنها لم تجرِ فحصاً شهرياً لأصغر أطفالها، لا تقدر على فراق باقي الأبناء.
وأضافت: "اليومين هدول (حالياً) حياتنا وقفت (معطلة)، بنحس فش أمان، (بعدم الأمان) حتى في بيوتنا فش أمان".