وكالة الأنباء السعودية: الملك سلمان تماثل للشفاء من التهاب رئوي

logo
العالم العربي

لماذا لم يعترض نظام "حيتس" الصاروخ الحوثي؟

لماذا لم يعترض نظام "حيتس" الصاروخ الحوثي؟
لحظة إطلاق صاروخ من الدفاعات الإسرائيلية
16 سبتمبر 2024، 7:58 م

انشغل الإعلام العبري خلال الساعات الأخيرة بالحديث عن تفاصيل حادثة إطلاق  الصاروخ اليمني الباليستي، الذي انفجر في الهواء قبل أن يسقط في إسرائيل، دون اعتراض له من الدفاعات الإسرائيلية.

وأغلب السياسيين والعسكريين الإسرائيليين، وفي مقدمتهم نتنياهو وغالانت وهاليفي، خرجوا للتهديد ولتأكيد الرد الانتقامي، وسط ترقب وتخوف يمني من طبيعة الرد الإسرائيلي، لأن ميناء الحديدة اليمني لن يستطيع مواجهة هجوم مماثل.

وكان من أهم ما شغل الإسرائيليين سؤال عن سبب عدم تشغيل الدفاعات الإسرائيلية، ضد الصاروخ الباليستي، الذي لو وصل لمناطق عسكرية أو مدنية لتسبب بكارثة.

وأفاد موقع "والا" الإسرائيلي أن نظام "آرو" الدفاعي نجح بالفعل في اعتراض عشرات الصواريخ الإيرانية، فلماذا أخطأ في اعتراض الصاروخ الباليستي اليمني.

وقال الحوثيون إنهم أطلقوا صاروخًا متطورًا تفوق سرعته سرعة الصوت، وسيتعين على المؤسسة الأمنية الإسرائيلية التحقيق في كيفية عبور الصاروخ إلى داخل إسرائيل دون اعتراضه.

والاحتمالات المتاحة، هي التأخر في تحديد الهدف، ما أدى إلى عدم إطلاق 3 صواريخ عليه، وتأخر إطلاق الصاروخ الاعتراضي أو انفجار غير دقيق أو حتى عطل فني.

وفي 14 أبريل، اعترض تشكيل دفاع "آرو" أو "حيتس" التابع للقوات الجوية الإسرائيلية عشرات الصواريخ الباليستية التي أُطْلِقَت من إيران في الهجوم الصاروخي والطائرات دون طيار واسع النطاق، وهذا الاعتراض لم يحدث هذه المرة.

ولم يعْتَرض الرأس الحربي المخترق للصاروخ الحوثي، فاصطدم بالأرض وأحدث حفرة بعمق عدة أمتار. ولحسن الحظ الإسرائيلي فقد ضرب منطقة مفتوحة في الأراضي المنخفضة.

ولو أصاب منطقة مأهولة، لكان من الممكن أن يتسبب في أضرار جسيمة لمبنى سكني مكتظ بالسكان في مثل هذه الساعة المبكرة من الصباح.

ووفق مقاطع الفيديو الخاصة بالحدث، عندما حُدِّد موقع الصاروخ أخيرًا، أُطْلِق صاروخان على الأقل عليه، بالإضافة إلى صاروخ اعتراضي من طراز القبة الحديدية، رغم أن القبة الحديدية ليست مصممة للتعامل مع الصواريخ السريعة والثقيلة مثل الصواريخ الباليستية.

ولكن القبة الحديدية قادرة على اعتراض جزء من الصاروخ، في مرحلته الأولى، التي تنفصل في أثناء الطيران، ويستمر التحليق خلفه في اتجاه الهدف، وعلى الرغم من أنها لا تحتوي على متفجرات إلا أنها قد تسبب أضرارًا في أماكن سقوطها، وفق المصدر.

ويُطْلَق السهم على الهدف بعد أن يكتشف الرادار هدفًا ليُعْتَرَض، ويقوم نظام الدفاع الجوي بتشغيل العديد من هذه الرادارات، بما في ذلك رادارات وهران غرين ووهران أدير التابعة لنظام آرو، ويعالج صورة السماء، واختيار اعتراضه، وتحدد سياسة اقتصاد التسلح لكل هدف.

ولأن الصواريخ المتوقع أن تصل إلى منطقة مفتوحة لن تُعْتَرَض عادة، لتوفير الصواريخ الاعتراضية باهظة الثمن، حسب المصدر.

وأُطْلِقَت صواريخ من النوع أرو أو حيتس على الهدف بتكلفة إجمالية عدة ملايين من الدولارات، وهنا تقرر الاعتراض على أي حال. 

وربما أدى التأخر في تحديد الهدف إلى عدم استخدام صاروخ Arrow-3 الأسرع، القادر على اعتراض هدفه في الفضاء، على بعد أكثر من 100 كيلومتر من إسرائيل، مما يترك وقتًا كافيًا لإطلاق Arrow-2 احتياطيًا، وهذه المرة Arrow-2 أصبح الخيار الوحيد.

وبعد الإطلاق والاستهداف الأولي للرادار الأرضي، يجب أن يحدد صاروخ السهم الهدف بنفسه، ويوجه نفسه إلى المناورة النهائية، لا يصيب Arrow-2 الهدف بشكل مباشر، ولكن من المفترض أن ينفجر بالقرب منه، مما يؤدي إلى تدميره بنفث من الجزيئات المعدنية. 

وربما يعني إطلاق السهم في وقت متأخر جدًا أن اكتشاف السهم كان متأخرًا جدًا، وأن تفجيره لم يكن دقيقًا بدرجة كافية، وأشار الجزء المركزي من معترض القبة الحديدية الموجود في محطة القطار في "موديعين" إلى أن الصاروخ لم يصل إلى الهدف هذه المرة.

وقال الحوثيون إنهم أطلقوا صاروخاً متطوراً تفوق سرعته سرعة الصوت، وهذا هو سبب الإصابة، والصاروخ الذي تفوق سرعته سرعة الصوت هو صاروخ تصل سرعته إلى أكثر من 5 ماخ، أي أكثر من 5 أضعاف سرعة الصوت، ويقوم في هذه العملية بمناورات لتضليل الصواريخ الاعتراضية. 

ويقدر خبراء أمنيون في إسرائيل أن احتمال حدوث ذلك منخفض، فقد طرحت إيران صواريخ تفوق سرعتها سرعة الصوت، لكن من غير الواضح ما إذا كانت جاهزة للعمل، ومدى فعاليتها في المناورة بهذه السرعات العالية.

أخبار ذات علاقة

خلال 72 ساعة.. الحوثيون يعلنون إسقاط مسيّرة أمريكية ثانية

 والصواريخ الباليستية التي اعترضها صاروخ آرو بنجاح، بما في ذلك في الجنوب، تطير بنفس السرعات، وفي الدفاع عن منطقة صغيرة نسبيًا مثل إسرائيل، يجب أن يكون صاروخ آرو قادرًا على التعامل مع صاروخ باليستي.

لكن بعض مخزون صواريخ Arrow-2 لدى القوات الجوية يزيد عمره عن 25 عامًا، وعلى الرغم من خضوعها لصيانة دورية، إلا أن خللًا فنيًا ربما جعل من الصعب عليها ضربها بدقة هذا الصباح.

وسيشارك مهندسو صناعة الطيران، المقاول الرئيسي لشركة Arrow، في تحقيقات القوات الجوية الإسرائيلية لفحص هذا الجانب، بالإضافة لأفراد مديرية الجدار بوزارة الدفاع.

لا يزال معدل النجاح التراكمي لمنظومة آرو في اعتراض الصواريخ من إيران واليمن مرتفعًا جدًا، لكن سيتعين على نظام الدفاع الجوي الإسرائيلي أن يحدد على وجه اليقين مصدر الفشل، بشريًا أو تقنيًا، من أجل منع حدوثه مرة أخرى، وبكثير.

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة ©️ 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC