عناصر من الجيش الإسرائيلي خلال العملية البرية في غزة
عناصر من الجيش الإسرائيلي خلال العملية البرية في غزةرويترز

محلل إسرائيلي يكشف حقيقة إنجازات الجيش في غزة

قلَّل موقع "نيوز إسرائيل" العبري، اليوم الأربعاء، عبر محلله السياسي رامي يتسهار، من حجم ما يُروج له الجيش الإسرائيلي بشأن إنجازات ميدانية تتحقق في قطاع غزة، داعيًا الإسرائيليين إلى عدم الانسياق وراء تصريحاته اليومية، أو إدمان ما أسماها "الأكاذيب بشأن الحرب"، التي رأى أنها "تحقق نتائج صفرية".  

وذكر أنه "بعد مرور 33 يومًا على "السبت الأسود" الأكثر رعبًا في تاريخ إسرائيل، آن الأوان لقول الحقيقة، مع أننا نعلم أنه ليس لطيفا أن نسمعها، ولكن ينبغي أن تُقال، وعلينا أن نكف عن خداع أنفسنا"، على حد قوله. 

وأراد يتسهار أن يوضح أن ما يمكن تحقيقه من إنجازات ميدانية في غزة لا يمكنه أن يُقارَن بالخسائر التي لحقت بإسرائيل، كما أنه من زوايا محددة شكك في العمليات ذاتها، ودلَّل على ذلك بمثال يتعلق بعدم تصفية مسؤول كبير واحد في حركة حماس حتى اللحظة.  

عناصر من الجيش الإسرائيلي خلال العملية البرية في غزة
بعد شهر من حرب غزة.. ما الدروس التي استخلصتها إسرائيل من معركتها غير المسبوقة؟

مؤشرات الفشل 

وذكر يتسهار أن "شبكات التواصل الاجتماعي فقط هي التي تبيع لنا الآمال بشأن تصفية العدو، وعمليًا هذا لا يحدث". 

كما دلَّل على عدم تحقيق إنجاز عسكري بأن الصواريخ قصيرة ومتوسطة وبعيدة المدى، ما زالت تُطلَق من غزة بلا توقف، دون أن ينجح الجيش الإسرائيلي في منعها.   

ويعيش ملايين الإسرائيليين خوفا متواصلا، وتنحسر حياتهم اليومية بين الركض إلى الملاجئ، وانتظار متى سيركضون مرة أخرى.

ووفق المحلل الإسرائيلي، فإن" القدرة على تحييد الصواريخ المنطلقة من غزة إلى تل أبيب أو إلى ريشون ليتسيون أو بيتاح تيكفا أو بئر السبع أو أسدود، أو أية مدينة أخرى يفكرون في إمطارها بالصواريخ متى يشاؤون (حماس)، هي قدرة غير موجودة".  

وتابع أن "الاقتصاد في حالة شلل جزئي، وهناك نصف مليون إسرائيلي من جنود الاحتياط ارتدوا الزي العسكري وقرابة 100 ألف لاجئ هجروا ديارهم داخل إسرائيل"، مذكرًا أن تكلفة حرب "السيوف الحديدية" ستبلغ في نهاية المطاف مليارات الدولارات. 

وأوضح أن "مئات المخطوفين ما زالوا في أنحاء قطاع غزة، بينما لا تمتلك إسرائيل القدرة على إعادتهم إلى الديار دون أن تخضع للابتزاز غير المقيد بإطلاق سراح قرابة 10 آلاف أسير قاتل، سوف ينضمون في اليوم التالي لصفوف العدو"، على حد تعبيره.  

ويعتقد المحلل الإسرائيلي أن صورة إسرائيل أمام العالم أصبحت في الحضيض، وأن "معاداة السامية" في تزايد ضد الإسرائيليين واليهود أينما كانوا، مضيفًا: "العالم يتحدث عن إبادة تُرتكب ضد الفلسطينيين المساكين، بينما نحن نجد صعوبة في التغلب على الاستياء المتراكم الذي يحمل تداعيات سلبية مستقبلية بعيدة المدى".  

الكف عن خداع الذات 

ويرى يتسهار أن العالم بأسره يقف ضد إسرائيل، وأن الوضع خطير، مقتبسًا تغريدة لرئيس الوزراء الأسبق نفتالي بينيت قال إنها تلخص الواقع الحالي.  

وجاء في تغريدة بينيت: "علينا أن ننظر بعين الريبة إلى هؤلاء الثرثارين الذين يقضون مئات الساعات داخل الاستوديوهات للحديث عن هراء، دون مناقشة الأمر الحقيقي.. لا أحد هنا يعرض صورة المرآة الحقيقية. لم نفشل فحسب في السابع من أكتوبر، بل في كل ما أعقب ذلك من أفعال لا تحل المشكلة، بالعكس تفاقمها". 

ومضى يتسهار قائلًا إن "جميع الكتائب والألوية والفرق والدبابات والمقاتلات وقوات الكوماندوز والسفن، بمساعدة الجيش الأمريكي الأكبر في العالم، لا يمكنهم التغلب على زمرة صغيرة من مخربين لديهم إصرار، يتواجدون في مساحة صغيرة نسبيًا بالمقارنة مع قدراتنا، والنتائج هي صفر تمامًا".  

ولفت إلى أن "تدمير العقارات في غزة يخدم العدو ولا يضعفه، بالعكس، إن صور (الدمار) تخدم العدو وتمجده أمام العالم، إننا في تخبط منذ أكثر من شهر على جميع الجبهات، لكننا نتحدث بشجاعة مزيفة عن إنجازات افتراضية".

ومضى قائلًا: "إن إسرائيل لا تمتلك على ما يبدو خيار التسليم بالخداع من جانب ضباطنا وقادتنا؛ لأننا في حالة جوع وعطش لانتصارات حقيقية أو افتراضية". 

وختم قائلًا: "لو بلغتم في القراءة هذا السطر، ومن المؤكد أن الأمر تطلب جهدًا نفسيًا غير بسيط، عليكم أنتِ وأنتَ أن تسألوا أنفسكم بغضب: إذن ماذا تقترح أن نفعل؟"، وأجاب: "إن ردي الوحيد هو التوقف عن خداع الذات، من هنا سيمكن التقدم نحو الانتصار الحقيقي المنشود، أحيانًا قول الحقيقة للشعب أحد الخيارات، ومن هنا فقط سيأتي الخلاص".  

الأكثر قراءة

No stories found.
logo
إرم نيوز
www.eremnews.com