تقرير عبري: مناورة حزب الله الأخيرة تنذر بجر المنطقة لحرب كبرى

تقرير عبري: مناورة حزب الله الأخيرة تنذر بجر المنطقة لحرب كبرى

اعتبر تقرير عبري أن المناورة العسكرية الخاصة التي أقامها حزب الله اللبناني على الحدود الشمالية مباشرة، يوم الأحد الماضي، ما هي إلا استعراض عسكري للقوة أمام الجيش الإسرائيلي، وتحاكي تنفيذ هجوم على مستوطنات إسرائيلية واختطاف جنود.

من المهم جدًا عدم الاستهانة بقدرات وحدات حزب الله البرية، وخاصة القوة الخاصة "رضوان"، التي اكتسبت عملياتها خبرة في سوريا.
يوسي يهوشع

وقال إن الوثائق التي وزعت من التدريب، أظهرت استخدام الطائرات دون طيار، وراكبي الدراجات النارية وهم يحملون الأعلام الإسرائيلية ورموز نجمة داوود، التي كانت أهدافًا لإطلاق النار.

حزب الله هو القلق الحقيقي

وبحسب محلل الشؤون العسكرية في صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية، اليوم الثلاثاء، يوسي يهوشع، فإن القلق الحقيقي يتمثل الآن بحرب ضد حزب الله في جنوب لبنان. وفقط لفهم التناسب، بدأت حركة الجهاد الإسلامي عملية "السهم الواقي" بأقل من 6000 صاروخ، معظمها محلي الصنع وقصير المدى. وأطلق ما مجموعه 1100 صاروخ في خمسة أيام، سقط نحو ربعها في قطاع غزة، ووصل عدد قليل منها إلى وسط إسرائيل. وكانت النتيجة مقتل إسرائيلي واحد و33 فلسطينيا.

ومقابل ذلك، يمكن لحزب الله أن يطلق في يوم واحد في حال حدوث مواجهة مع إسرائيل، أكثر من 3000 صاروخ، على مدى أطول بكثير وأثقل وأكثر دقة. ولهذا على إسرائيل أن تستعد لذلك، ويجب أن تتوقف بسرعة عن الاستمتاع بنجاحات العملية العسكرية الأخيرة.

وقال يهوشع: "انتهت عملية السهم الواقي الإسرائيلية ضد حركة الجهاد الإسلامي في قطاع غزة بنجاح، وحصلت المؤسسة الأمنية والقيادة السياسية على الثناء الذي تستحقه، ولكن حان الوقت للدخول في النسب الصحيحة والتذكير بأن هذه المواجهة كانت مواجهة أكثر عدو ملائم لنا، وهو الجهاد الإسلامي، دون تدخل حماس".

عدم الاستهانة بقدرات حزب الله

وأضاف: "كان هناك في إسرائيل من سخر من بعض الفضائح التي شوهدت في مقاطع الفيديو، لكن من المهم جدًا عدم الاستهانة بها: هناك تحسن كبير في قدرات وحدات حزب الله البرية، وخاصة القوة الخاصة "رضوان"، التي اكتسبت عملياتها خبرة في سوريا. وعلى ما يبدو، وبتوجيه من نصر الله، تقدمت هذه القوات الآن باتجاه خط التماس مع إسرائيل. وهي خطوة هجومية مهمة للغاية، ومخصصة ليوم الأمر. فقد بدأت في أبريل 2022 واكتملت في غضون عام، بهدف زيادة مستوى الاستعداد للحرب".

ووفقا للتقرير، انتقل الأمين العام لحزب الله اللبناني، حسن نصر الله، منذ أكثر من عقد، إلى الحديث من "المدافع عن لبنان" إلى "فاتح الجليل". وهو لا ينوي إرسال كتائب تصل إلى عكا، بل وحدات خاصة تتسلل إلى المستوطنات على طول الخط الحدودي.

وفي العام الماضي، تعرض الجمهور الإسرائيلي للمزيد من مقاطع فيديو التنمر والاستفزاز على الحدود، لأن حزب الله أصبح يغير الاستعدادات على الخط ويخلق التخريب المتعمد لخلق استفزازات، وزاد عدد القوات في الجبهة، ومن سرعة رد الفعل ورفع مستوى وسائل الحرب.

أخبار ذات صلة
انتقادات واسعة لمناورة "حزب الله" العسكرية في الجنوب اللبناني

جرأة حزب الله

ولفت التقرير إلى أن "حزب الله لم يعد راضيا عن الأنشطة عبر الحدود، وأصبح يظهر المزيد من الجرأة والاستعداد للمخاطرة بالمواجهة. وكدليل على ذلك، لو نجحت العملية الخاصة المتمثلة بتسلل أحد عناصرها بعبوة ناسفة إلى مفترق مجيدو شمال إسرائيل كما هو مخطط لها، حيث وصل من مسافة بلغت 70 كيلومترا، لكان ذلك يتطلب ردا إسرائيليا كبيرا، ردا كان من شأنه أن يؤدي إلى ديناميكية تصعيد على نطاق أوسع بكثير مما نعرفه من غزة".

وعلق على ذلك، رئيس شعبة الاستخبارات، اللواء أهارون حليفا، وقال إن "قصة التسلل عند مفترق مجيدو ليست وحيدة للأسف. نصر الله يقترب من ارتكاب خطأ قد يجر المنطقة إلى حرب كبرى".

وأضاف: "دعونا لا نخطئ. ممارسة القوة من لبنان أو سوريا ضد إسرائيل، يمكن أن تؤدي إلى تصعيد وصراع واسع النطاق بين إسرائيل وحزب الله ولبنان".

وكانت شعبة الاستخبارات تلقت إنذارا عاما مسبقا قبل الهجوم على مفترق مجيدو بشأن نية تنفيذ هجمات، حيث كانت قوات الجيش الإسرائيلي مستعدة لذلك، وكان يجب منع الهجوم، لكنها أخطأت المتسلل.

وفي ضوء كل هذا، يجب على إسرائيل استغلال الوقت القادم لسد الفجوات والاستعداد بشكل أفضل للصراع. والتقدير الشائع في الجيش الإسرائيلي، هو أنه على الرغم من أن حزب الله أكثر جرأة واستعدادًا للمخاطرة، إلا أنه لا يخطط للدخول في حرب شاملة، على حد قول التقرير.

ويرى التقرير أن التوقع الآن هو "أيام المعركة"، لكن من الصعب التنبؤ بما يفعله حزب الله بالضبط. فقد غيرت "فرقة الجليل" استعداداتها بالفعل، وعززت دفاعها بوسائل أكثر فتكًا، وبنت رد فعل على النشاط المحتمل لقوة "رضوان"، ووضعت تدابير لإحباط خطة الهجوم التي تتضمن عقبة بالوسائل التكنولوجية، بل وأنشأوا بنكاً من الأهداف، ولا يهم إذا كانت حرباً واسعة ضد حزب الله أو جولة قتال، فالضربة الافتتاحية ستحدد على الأرجح حجم الإنجاز.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com