نتنياهو يبلغ ماكرون بأن القيود على إسرائيل تخدم إيران
تثار التساؤلات حول إمكانية إقدام إسرائيل على تغيير خطتها بشأن قطاع غزة على إثر التصعيد العسكري على الجبهة الشمالية مع لبنان، خاصة أن وتيرة التوتر الأمني والعسكري ترتفع يومًا بعد يوم، وتتزايد احتمالات الحرب الشاملة.
منذ عدة أيام، تشهد الجبهة الشمالية مواجهة هي الأعنف منذ أكتوبر/تشرين الأول الماضي بين إسرائيل وميليشيا حزب الله، في حين يرجح أن يقدم الجيش الإسرائيلي على تنفيذ عملية اجتياح بري للجنوب اللبناني حال استمر التصعيد العسكري.
يرجّح أستاذ العلوم السياسية، أيمن يوسف، "على إثر التصعيد العسكري مع ميليشيا حزب الله، وضع المؤسسات الأمنية والعسكرية الإسرائيلية مخططًا جديدًا للتعامل مع الحرب على حركة حماس في قطاع غزة".
وقال يوسف، لـ"إرم نيوز"، إن "الخطة الإسرائيلية بشأن غزة تقوم على أساس تنفيذ ضربات جوية مكثفة لأي تهديد عسكري أو تحرك مشبوه للعناصر الفلسطينية المسلحة في القطاع، مع الاستمرار بالتمركز في المحاور العسكرية الإستراتيجية".
وأوضح أن "إسرائيل تعمل على إبقاء الوضع على ما هو عليه بالوقت الراهن في غزة، إذ تكثف عملياتها العسكرية بأقصى الجنوب والشمال"، مبينًا أن تل أبيب اضطرت لتأجيل بعض الخطط العسكرية والأمنية بسبب التوتر على الجبهة الشمالية.
وأضاف: "بتقديري إسرائيل ستخفف وتيرة عملها العسكري في قطاع غزة للحدود الدنيا، ولن تقدم على تنفيذ أي عملية عسكرية برية في الوقت الحالي، في إطار استعداداتها المتعلقة بالاجتياح البري للجنوب اللبناني".
وبين أن "إسرائيل تعمل على إبقاء قطاع غزة في حال الحرب واللا حرب، بما يضمن لها إطالة أمد عملياتها العسكرية في القطاع، وهو ما يحقق لها هدفها الأساس المتعلق بحسم مصير الحرب في غزة بعد الانتخابات الأمريكية".
ويرى الخبير في الشأن الإسرائيلي، فريد أبو ضهير، أن "إسرائيل لديها رغبة في العمل بشكل متزامن ضد حماس في غزة وحزب الله في لبنان"، لافتًا إلى أن ذلك يمثل رسالة عسكرية قوية لجميع أعدائها بقدرتها على العمل بمختلف الجبهات في آن واحد.
وقال أبو ضهير، لـ"إرم نيوز"، إن "ذلك يحقق لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وائتلافه الحكومي مكاسب سياسية غير مسبوقة، كما أنه يوفر الأمن لإسرائيل لفترة طويلة الأمد، ويفكك وحدة حلفاء إيران بمختلف الجبهات".
وأشار إلى أن "الخطة الحالية في غزة تقوم على أساس العمليات العسكرية الخاطفة، وإغراق القطاع بحالة الفوضى دون التوافق على أي حل يمكن أن يعيد الحياة لطبيعتها في غزة"، مؤكدًا أن ذلك يسهم في إضعاف الحركة.
وبين أن "السياسة الحالية ستؤدي إلى خسارة غير مسبوقة لحماس فيما يتعلق بحكمها للقطاع، ما يمكّن نتنياهو في وقت لاحق من فرض شروطه على حماس فيما يتعلق بالتهدئة ووقف إطلاق النار".
ورجّح أن تكون "الضربات العسكرية الإسرائيلية على غزة بأقل وتيرة ممكنة خلال الفترة المقبلة؛ بسبب تصاعد التوتر العسكري مع لبنان"، مشيرًا إلى أن "أي اتفاق في المرحلة المقبلة بين إسرائيل وحزب الله سيكون على حساب مطالب حماس وشروطها"، وفق تقديره.