بلاغات عن سماع دوي انفجارات في حيفا دون سماع دوي صفارات الإنذار
رأى محللون سياسيون، أن حركة "حماس" لم تعد تمتلك أوراقًا تمكنها من التأثير في مستقبل الحرب على قطاع غزة، وذلك بعد مرور أحد عشر شهرًا على الحرب.
ومنذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول عام 2023، تدور مواجهة عسكرية هي الأطول والأعنف بين حركة "حماس" والجيش الإسرائيلي، فيما يسيطر الأخير على مساحات واسعة من غزة، وسط مخاوف من إعادة احتلال أجزاء كبيرة من القطاع.
ويرى المحلل السياسي، محمد هواش، أنه "إثر طول أمد الحرب في غزة، خسرت حماس جزءًا كبيرًا للغاية من قوتها العسكرية، وتعتمد حالياً على العمليات البدائية، والاشتباكات مع عناصر الجيش الإسرائيلي".
وأوضح هواش، في تصريح لـ"إرم نيوز"، أنه "لم يكن في حسبان الحركة القتال ضد الجيش الإسرائيلي لهذه المدة الطويلة، الأمر الذي لم يدفعها للاستعداد لذلك على المستويات العسكرية واللوجستية"، مبينًا أن ذلك تسبب لها بخسائر كبيرة.
وأكد أن "التقديرات الخاطئة لحماس، أفقدتها جميع أوراق القوة في التفاوض مع إسرائيل، أو المواجهة العسكرية، وهو الأمر الذي عرضها لخسائر غير مسبوقة في تاريخ صراعها مع الجيش الإسرائيلي"، مبينًا أن ذلك يدفع لتقديم تنازلات كبيرة في مفاوضات التهدئة.
وبيّن هواش أن "الحركة لا يمكن أن تصمد أكثر من ذلك في المواجهة العسكرية مع إسرائيل، خاصة أنه ليس بمقدورها تعويض الفاقد من الخسائر العسكرية والبشرية التي تتعرض لها"، لافتًا إلى أن ملف الرهائن فقد قوته أيضًا أمام تعنت الحكومة الإسرائيلية.
ووفق المحلل، فإن "حماس ليست لديها القدرة على ممارسة ضغوط على الحكومة الإسرائيلية من أجل قبول رئيس وزرائها، بنيامين نتنياهو، بتقديم تنازلات للتوصل لاتفاق تهدئة"، مشيرًا إلى أنه لا خيار أمام حماس لضمان استمرار حكمها للقطاع إلا القبول بأي مقترح يعرض عليها.
من جانبه، يرى الخبير في الشأن الفلسطيني، يونس الزريعي، أن "حماس لا تملك أي أوراق قوة من أجل الضغط على إسرائيل، باستثناء ورقة الرهائن"، لافتًا إلى أن "ملف الرهائن أيضًا بات ورقة ضعيفة في يد الحركة أخيرًا".
وقال الزريعي، في تصريح لـ"إرم نيوز"، إن "إسرائيل نجحت في إضعاف حماس سياسيًّا وعسكريًّا بصورة أكبر من المتوقع، خاصة مع عمليات الاغتيال التي طالت القيادات السياسية والعسكرية البارزة فيها، وهو ما جعل الحركة بأضعف حالاتها".
وأضاف: "بتقديري استمرار الحرب لأشهر أخرى سيجعل حماس في موقف لا يمكن لها فيه الحصول على أي من مطالبها"، مشيرًا إلى أن الحركة اختارت الوقت الخاطئ لدخول الحرب مع إسرائيل، وأن ذلك كان فرصة لنتنياهو وائتلافه الحكومي.
وبيّن المحلل السياسي أن "إسرائيل استخدمت إستراتيجيات سياسية وعسكرية ناجحة لإضعاف حماس، وإفقادها قوتها السياسية والعسكرية"، مشددًا على أن "إسرائيل ستنجح في الحصول على ما تريد من حماس فيما يتعلق بملف الرهائن".
وختم الزريعي قائلًا:"بتقديري نحن أمام أشهر أخرى من القتال، وأن التوصل لاتفاق تهدئة بين طرفي القتال في غزة لا يزال أمرًا بعيد المنال حالياً، رغم الضغوط الأمريكية والإقليمية غير المسبوقة على الطرفين".