كيف بررت إسرائيل هجماتها العنيفة على غزة؟
قالت صحيفة "الواشنطن بوست"، إن إسرائيل تتعمد مقارنة هجماتها العنيفة التي تجري في غزة الآن بتلك التي حدثت في الحرب العالمية الثانية، في محاولة لتبرير العنف المتزايد وسقوط عدد كبير من الضحايا المدنيين.
وذكرت الصحيفة في تقرير، أن "نتنياهو عقد مقارنة بين ما حدث في مخيم جباليا بفعل هجوم جوي إسرائيلي بالصواريخ وسقوط 400 من المدنيين بين قتيل وجريح، والغارة الجوية البريطانية التي أصابت مستشفى للأطفال في كوبنهاجن عن طريق الخطأ قبل 80 عامًا وتسببت بمقتل نحو 80 طفلًا".
وبرر نتنياهو كلا الهجومين بـ"الأعمال العسكرية المشروعة ذات الضرورة التي تستهدف أهدافًا عسكرية"، زاعمًا بأن "القصف الإسرائيلي كان يستهدف القيادي في حماس، إبراهيم البياري".
وعقد نتنياهو أيضًا مقارنة أخرى مع ما فعلته الولايات المتحدة عام 1941 من إسقاط قنبلتين ذريتين على هيروشيما وناغازاكي، وهو ما هرول الكثير من الساسة والمحللين الإسرائيليين إلى اقتباسه أيضًا لتبرير أي آليات متوفرة لـ"تدمير حماس وهزيمتها".
وحذرت الصحيفة، من أن النظر إلى التاريخ بحثًا عن مبررات في صراع العصر الحديث قد يكون محفوفًا بالمخاطر، وأن نتنياهو أخطأ في التعبير والتشبيه وعقْد المقارنات لأن المثال أكثر تعقيدًا مما يسمح به خطابه".
ولفتت إلى اختلاف السياق في مناقشة جرائم الحرب الإسرائيلية في غزة، عما كان عليه في عام 1945، لأن ما يسمى الآن القانون الإنساني الدولي، أو قواعد الحرب، لم يتم إضفاء الطابع الرسمي عليها إلا بعد الحرب العالمية الثانية، وكنتيجة لما صاحبها من انتهاكات.
وأكدت الصحيفة، ضرورة مراعاة بعض العوامل، مثل "مبدأ التناسب" الذي يحظر العمل العسكري الذي من المتوقع أن يتسبب بخسائر في أرواح المدنيين بشكل مفرط مقارنة بالنتائج العسكرية المتوقعة، وعدم تفسير الأمور بما يتماشى مع المصالح الخاصة للدول.
المصدر: صحيفة "الواشنطن بوست" الأمريكية