القناة 12 الإسرائيلية: نتنياهو يعقد جلسة مشاورات أمنية مساء اليوم
قالت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية، إن تحديد العدد الدقيق للأطفال الذين قتلوا في غزة، في خضم حملة قصف شرسة، ودفن الجثث تحت الأنقاض والأحياء المدمرة، هي مهمة عبثية.
وتفيد التقارير بمقتل 5 آلاف طفل فلسطيني قتلوا منذ بدء الهجوم الإسرائيلي على القطاع.
وأضافت الصحيفة أن عدد الأطفال الذين قُتلوا في غزة في الأسابيع الستة الماضية أكبر بكثير من عدد الأطفال الذين قُتلوا في مناطق الصراع الرئيسة في العالم مجتمعة والبالغ عددهم 2985 طفلاً، عبر عشرين دولة، خلال العام الماضي بأكمله، حتى مع الحرب في أوكرانيا.
بينما يزعم الجيش الإسرائيلي أنه يشن حرباً "بالقوة لتفكيك قدرات حماس العسكرية والإدارية"، وأن القوات الإسرائيلية طلبت من السكان الفرار إلى جنوب غزة، وأنهم يصدرون تحذيرات قبل الغارات الجوية "عندما يكون ذلك ممكنا".
لكن الوتيرة العنيفة للضربات، أكثر من 15000 حتى الآن، وفقاً للجيش الإسرائيلي، بما في ذلك في جنوب غزة أيضا، تجعل حملة القصف الإسرائيلية على الأراضي الفلسطينية واحدة من أكثر الحملات كثافة في القرن الحادي والعشرين.
كما يحدث هذا في منطقة حضرية كثيفة السكان تحت الحصار وتتجمع فيها أعداد كبيرة من المدنيين، وخاصة الأطفال، الأمر الذي يثير إنذارا عالميا متزايدا، حتى من بعض أقرب حلفاء إسرائيل.
وأشار التقرير إلى أنه بعد التشكيك في البداية في عدد القتلى الذي أبلغ عنه مسؤولو الصحة في غزة، تقول إدارة بايدن الآن إن "عددا كبيرا للغاية" من الفلسطينيين قتلوا، معترفة بأن الأرقام الحقيقية للضحايا المدنيين قد تكون "أعلى حتى مما يتم الاستشهاد به".
وتم إحضار عدد كبير من الأطفال إلى مشرحة مستشفى الأقصى في دير البلح، لدرجة أن مدير المشرحة، ياسر أبو عمار، يقول إنه يضطر إلى تقطيع أكفان دفنه إلى شظايا بحجم طفل للتعامل مع تدفق الجثث.
ولفت التقرير إلى أنه خلال الحروب السابقة، كان الآباء في غزة، القطاع المزدحم الذي يسكنه أكثر من مليوني شخص، يضعون أطفالهم في بعض الأحيان في الفراش في غرف مختلفة من منازلهم. إذا دمرت غارة جوية جزءا واحدا من المنزل، فقد يعيش الأطفال الآخرون.
لكن نظراً لحجم القصف هذه المرة، والذي يصفه العديد من سكان غزة بأنه عشوائي ودون سابق إنذار، فقد وضع بعض الآباء مسافات أكبر بكثير بين أطفالهم، وقاموا بتفريقهم وإرسالهم إلى أقاربهم في أجزاء مختلفة من قطاع غزة لمحاولة زيادة احتمالات بقاء اطفالهم على قيد الحياة.
بينما اتجه آخرون إلى كتابة الأسماء مباشرة على جلد أطفالهم، في حالة فقدانهم أو تيتمهم أو قتلهم وللقدرة على تحديد هويتهم.
وفي غرفة الطوارئ بمستشفى الشفاء في مدينة غزة، قال الدكتور غسان أبو ستة إن العديد من الأطفال تم جلبهم بمفردهم وفي حالة صدمة، مصابين بحروق أو جروح شظايا أو إصابات خطيرة بسبب السحق تحت الأنقاض.
كما قال الدكتور أبو ستة، إن غرفة الطوارئ في مستشفى الشفاء سجلت قبل أسبوعين "1500 طفل مجهول الهوية مصاب بصدمة".
ورداً على ذلك، صرح الجيش الإسرائيلي أنه "يأسف لأي ضرر يلحق بالمدنيين (خاصة الأطفال)"، مضيفًا أنه يفحص "جميع عملياته" للتأكد من أنه يتبع قواعده الخاصة ويلتزم بالقانون الدولي.
لكن عددا متزايدا من جماعات حقوق الإنسان والمسؤولين يؤكدون أن إسرائيل قد انتهكت هذا القانون بالفعل، وفق الصحيفة الأمريكية.
وحذر بعض المسؤولين الدوليين من أن الأطفال معرضون للخطر بغض النظر عن المكان الذي يذهبون إليه.
وقالت كاثرين راسل، مديرة اليونيسف: "لا يوجد مكان آمن يلجأ إليه مليون طفل في غزة".
المصدر: صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية