سفينة تابعة للبحرية الإسرائيلية تعترض طائرة مسيرة أطلقت من لبنان

logo
العالم العربي

هل تنجح واشنطن في فرض "قواعد اشتباك" جديدة بين إسرائيل و"حزب الله"؟

هل تنجح واشنطن في فرض "قواعد اشتباك" جديدة بين إسرائيل و"حزب الله"؟
غارة إسرائيلية على جنوب لبنانالمصدر: رويترز
06 سبتمبر 2024، 4:40 ص

تتحدث الأوساط السياسية في لبنان وإسرائيل على حد سواء، عن "قواعد اشتباك" جديدة تعمل واشنطن على فرضها في جنوب لبنان تمنع أي "مغامرة" من ميليشيا "حزب الله" أو إيران. 

وكانت قد خرجت وسائل إعلام عبرية، بأنباء عن عقد مسؤولين كبار من الولايات المتحدة وإسرائيل اجتماعا افتراضيا منخفض المستوى لمناقشة سبل كبح التصعيد في لبنان والتوصل إلى حل دبلوماسي يمنع نشوب حرب شاملة بين إسرائيل وميليشيا "حزب الله".

وفي وقت سابق ذكرت تقارير إعلامية أن المبعوث الأمريكي إلى لبنان، حذر "حزب الله" من تجاوز "الخطوط الحمراء"، بالرد على اغتيال القيادي الكبير في الحزب فؤاد شكر.

أستاذ العلاقات الدولية، الدكتور حسين الديك، يقول إن واشنطن نجحت في فرض قواعد الاشتباك المعمول بها في السابق، ومنعت كلا الجانبين، إسرائيل و"حزب الله"، من تجاوز القواعد المعمول بها، وذلك وفقا لاعتبارات ومحددات خاصة لكل طرف.

أخبار ذات علاقة

في 6 أشهر.. 6611 صاروخاً أُطلق من لبنان باتجاه شمالي إسرائيل

وأوضح الديك، في تصريحات لـ"إرم نيوز"، أن "حزب الله" لديه معادلات داخلية ومواقف متباينة للفرقاء اللبنانيين، في ظل وجود معارضة كبيرة ترفض الزج بلبنان في حرب مفتوحة مع إسرائيل، إضافة إلى الوضع الداخلي اللبناني الاجتماعي والسياسي والاقتصادي وعدم انتخاب رئيس للجمهورية.

وأكد أن كل هذه الظروف تفرض على "حزب الله" عدم المغامرة في حرب مفتوحة مع إسرائيل، ومن ثم الثبات على ذات القواعد.

 أما المحددات المتعلقة بالجانب الإسرائيلي، بحسب الديك، فتخص استنزاف الجيش الإسرائيلي في قطاع غزة وفي الضفة الغربية من الناحية اللوجستية، مما يجعل من الصعوبة فتح جبهة جديدة وحرب أخرى في الشمال مع "حزب الله".

 وأضاف الديك أن قواعد الاشتباك التي يمكن الذهاب إليها، فرضتها واشنطن من خلال التدخلات الدبلوماسية أولا ثم وجود بوارجها العسكرية في منطقة الشرق الأوسط وخاصة البحر المتوسط وقواعدها العسكرية المنتشرة في دول بالمنطقة.

وأشار إلى أن ذلك انعكس في ثني طهران عن الرد على اغتيال الرئيس السابق للمكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية في إيران.

وأكد أن واشنطن لديها اعتبارات داخلية في ما يتعلق بالانتخابات الأمريكية، وأنها لا تريد فتح جبهة جديدة تذهب باستنزاف المزيد من السلاح الأمريكي من مخازنها ومستودعاتها إلى إسرائيل، وتعرض مصالحها لمخاطر في منطقة الشرق الأوسط.

وفي هذا الإطار، يقول المحلل السياسي اللبناني علي حمادة، إن رد "حزب الله" على إسرائيل كان منضبطا ومدروسا، وإن تقديرات كافة الدوائر السياسية والمسؤولين الأمنيين في بيروت أشارت إلى أن الأمر كان منسقا بين واشنطن وطهران.

وذكر أن هذا انعكس في ما ألمح إليه الأمين العام لـ"حزب الله"، حسن نصر الله، بعدم الانجرار إلى حرب شاملة، عبر تفادي استهداف المدنيين والمنشآت الاقتصادية والاكتفاء بإطلاق صواريخ بدائية غير دقيقة، ومحاولة إطلاق مسيرات.

 ويرى حمادة، في تصريحات لـ"إرم نيوز"، أن "حزب الله" أثبت هذه النظرية عندما قام أمينه العام في نفس يوم الرد الأخير، بـ "طي" صفحة الانتقام، ما يدل على أن كل شيء كان مدبرا ومهيأ. 

وبين حمادة أن هناك إدراكا إيرانيا أن استهداف إسرائيل سيفجر حربا أوسع، وهو ما لا تريده طهران في ظل تفهمها أن الحرب إذا اشتعلت، فلن تتوقف عند صدام مع الإسرائيليين، بل سيذهب الأمر إلى مواجهة الأمريكيين، ما يزعزع وضع النظام الإيراني.

وتابع: "في حال حدوث ضربة كبيرة كما كان يتوعد حزب الله، سيكون الرد من تل أبيب قاسيا للغاية".

وكشف أن هناك معلومات أن الضربة الاستباقية الإسرائيلية التي أطلقت قبل رد "حزب الله" بـ 30 دقيقة، أصابت مخازن أسلحة كبيرة ومنصات صواريخ في الجنوب اللبناني، حيث إن نصف ما تم إحصاؤه من 340 صاروخا وجهت إلى الشمال الإسرائيلي، لم تصل إلى هناك.

 وعلق حمادة على ما ذكر حول تحذيرات الموفدين الأمريكيين في المنطقة لإيران و"حزب الله" على سواء، بالرسالة الواضحة بأن استهداف إسرائيل عبر ضربات على المنشآت المدنية والاستراتيجية والمرافق الحيوية من موانئ ومطارات، أو تجاه المدن الرئيسية مثل حيفا وتل أبيب، سيكون له "ثمن كبير".

 وأردف: "هناك ما يزيد عن 25 قطعة بحرية رئيسية وقتالية منتشرة في المنطقة، وهذا عدد كبير، إضافة إلى مئات الطائرات المقاتلة والقاذفات والقنابل المتطورة من الجيل الخامس والسادس، ويفضل الإيراني أن يتجنبها حتى لو كان الثمن عدم قدرته على تنفيذ وعوده وتهديداته".

 من جهته يؤكد الباحث السياسي أنطوان ميشال أن هناك ضغطا إسرائيليا على واشنطن بأن تقتصر قدرة "حزب الله" على الاشتباك الداخلي اللبناني، وأن يكون تواجده سياسيا أمنيا دون تسليح يوجه إلى إسرائيل.

وأوضح أن هذا يتطلب العمل على تدمير الترسانة التسليحية الخاصة بـ"حزب الله"، وهو ما يجري حاليا ومنذ فترة، مع استكمال مسلسل اغتيالات القادة العسكريين في مناطق متفرقة تشهد تمركزات عسكرية للحزب في لبنان.

 وأشار ميشال، في تصريحات لـ"إرم نيوز"، إلى أن قواعد الاشتباك التي تضغط بها إسرائيل على واشنطن، تتطلب العودة إلى جنوب لبناني لا يشكل أي نوع من التهديدات أو المشاغبة.

ولفت إلى التخوف من استمرار إيران بالمراوغة مع ميليشيا "حزب الله" واللعب بقواعد الاشتباك في هذه المنطقة خلال الفترة القادمة لصالح مشروعها النووي والضغط من خلال ذلك، في ظل وجود مصالح اقتصادية في شرق البحر المتوسط تتعلق باكتشافات نفطية وموارد للطاقة لا يمكن أن يستقيم الاستثمار فيها باستمرار أي وجود عسكري مسلح لـ"حزب الله".

أخبار ذات علاقة

تفاهم غريب بين إسرائيل وحزب الله على عدم الانزلاق إلى حرب شاملة

 

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة ©️ 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC