ترخيص "البعث".. هل تحاول قوى عراقية افتعال أزمة بين عمّان وبغداد؟

ترخيص "البعث".. هل تحاول قوى عراقية افتعال أزمة بين عمّان وبغداد؟

أثار قرار أردني بتجديد ترخيص لحزب البعث العربي الاشتراكي "جناح العراق" لمزاولة العمل السياسي بشكل قانوني موجة من الغضب والاحتجاجات الرسمية في العراق.

وانتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي مقاطع فيديو لأعضاء من حزب البعث الأردني بعد حصوله على الترخيص وهم يطلقون هتافات تمجد بالرئيس العراقي الراحل صدام حسين وتندد بإيران والأحزاب الشيعية الموالية لها.

وفي بغداد، انتقلت الاحتجاجات من أروقة البرلمان إلى الشارع، حيث انطلقت صباح اليوم الأحد، تظاهرة احتجاجية تندد بالقرار الأردني بترخيص الحزب المحظور في العراق بموجب قانون "اجتثاث البعث" منذ العام 2003 والذي يتهمه عراقيون بارتكاب جرائم وانتهاكات وإدخال البلاد في حروب عبثية ومغامرات غير محسوبة أدت إلى انحدار العراق وتبديد ثرواته على مدار 35 عاما من حكمه.

شأن داخلي

من جانبه، قال وزير الإعلام الأردني الأسبق سميح المعايطة، إنه لا يحق لأي دولة أن تتدخل بشأن منح ترخيص حزب سياسي يعمل بموجب القانون والدستور الأردني.

وأضاف المعايطة في حديثه لـ "إرم نيوز"، أن أي حزب يتسبب بالإساءة للأردن مع أي دولة شقيقة بما فيها العراق سيحاسب ويعاقب وفقا لأحكام القضاء الأردني.

وأكد المعايطة، أن قوى سياسية عراقية افتعلت هذه الاحتجاجات من أجل خلق أزمة بين البلدين رغم علمها بأن الحزب موجود ومرخص بالأردن منذ أكثر من 30 عاما وله تواجد وأنصار منذ الأربعينات من القرن الماضي، وأن الحزب قام بالانسجام مع التعديلات الجديدة لقانون الأحزاب.

مصلحة إيرانية

وقال المعايطة، إن "قوى سياسية عراقية لا ترغب بإقامة علاقات رفيعة المستوى مع الأردن ودائما ما تتخذ مواقف عدائية ضد الأردن بمناقشات البرلمان وتحاول العودة بالذاكرة إلى مواقف قديمة والتحريض على الأردن وقطع العلاقات معه".

وأضاف، أن "الأردن وقف مع العراق في جميع المراحل حتى ما بعد الاحتلال الأمريكي لإعادة العراق إلى الحاضنة العربية وفتح أبوابه أمام الأشقاء العراقيين في أصعب الظروف التي مروا بها".

وأشار المعايطة إلى أن العلاقات الأردنية العراقية شهدت تطورا كبيرا خلال السنوات الماضية في جميع المجالات وهو ما تسعى القوى الموالية لإيران لعرقتله خدمة لمصالح طهران التي لا تريد للعراق الاقتراب من الدول العربية والانفراد به والاستفادة منه اقتصاديا، على حد تعبيره.

"البعث" يتهم "الدعوة"

نائب الأمين العام للقيادة العليا لحزب البعث العربي الاشتراكي الأردني زهير الرواشدة اتهم حزب الدعوة الإسلامي بزعامة نوري المالكي بالوقوف وراء الاحتجاجات على ترخيص الحزب، معتبرا أن الاحتجاجات قامت بها فئة محدودة ولا تمثل كافة أبناء الشعب العراقي، على حد وصفه.

واستغرب الرواشدة في حديثه لـ "إرم نيوز" من الدعوات التي أطلقها أنصار حزب الدعوة الموالي لإيران من أجل إلغاء ترخيص الحزب الذي يعمل على الساحة الأردنية منذ العام 1993 بعد استئناف الحياة الديمقراطية في الأردن وقبلها عام 1954 عندما حصل أول مرة على ترخيص من محكمة العدل العليا آنذاك.

وأكد الرواشدة، أن حزب البعث الأردني لا يرتبط بأي صلة تنظيمية خارج حدود الأردن وملتزم بالقانون ويعمل تحت مظلة الدستور الأردني وسبق له أن أوصل عدة نواب إلى قبة البرلمان.

واعتبر الرواشدة، أن الاحتجاجات التي ينفذها أنصار حزب الدعوة تأتي في سياق محاولات الحزب لخلط الأوراق والبحث عن مواقف شعبوية وتوظيفها لأغراض سياسية تصب في مصلحة الحزب الذي سقطت جميع أقنعته أمام الشعب العراقي، على حد وصفه.

أخبار ذات صلة
محامٍ: غرفة للمستشارين الأمريكيين كانت ملاصقة لقاعة محاكمة صدام حسين

وكانت لجنة برلمانية عراقية، قد طالبت الخميس الماضي باستدعاء السفير الأردني لدى بغداد وتسليمه مذكرة احتجاج على خلفية ترخيص حزب البعث.

كما طالبت شخصيات عراقية سياسية الحكومة العراقية باستخدام الأوراق التي تمتلكها للضغط على عمان من أجل إلغاء ترخيص الحزب "صيانة للمصالح المشتركة والعلاقات الثنائية بين البلدين".

وفي 14 آيار/ مايو الجاري، تمكن حزب البعث الأردني من الحصول على ترخيص ضمن مجموعة من الأحزاب الجديدة لمزاولة نشاطها من الهيئة المستقلة للانتخاب المعنية بشؤون الأحزاب.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com