اليونيفيل: إصابة جنديين من قواتنا بجروح طفيفة في قصف إسرائيلي لأحد مواقعنا
استبعد خبراء في العلاقات الدولية، وجود أي فرص أمام الرئيس الأمريكي جو بايدن، للتوصل إلى اتفاق تهدئة بين إسرائيل وحركة حماس، الذي بات يتأرجح بين الحقيقة والسراب.
وعلل الخبراء استمرار العدوان الإسرائيلي على غزة، الذي يقف على عتبة العام، بحصر أولوية التفاوض على تحقيق دوام أمن إسرائيل فقط.
وأكد الخبراء أن ضيق الوقت المتبقي في ولاية بايدن، لا يتناسب مع إتمام "تهدئة" في غزة، في ظل عدم القدرة على ممارسة أي ضغوط على رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو "المتعنت" مع كافة المبادرات، بما فيها تلك التي قدمها الرئيس الأمريكي.
ورجح الخبراء ترحيل أزمة غزة إلى ما بعد الانتخابات الرئاسية الأمريكية، المقررة في 5 نوفمبر/تشرين الثاني المقبل، في وقت يعتبر فيه بايدن معزولًا في البيت الأبيض، وأن تصريحاته باتت للاستهلاك الإعلامي ليس أكثر.
وفي هذا الصدد، ترجح الباحثة السياسية، تمارا حداد، أن لا تشهد الأشهر القليلة المتبقية من ولاية بايدن، أي "صفقة" وفق مقتضيات وقف إطلاق النار في قطاع غزة.
وأرجعت حداد، في تصريح لـ"إرم نيوز"، السبب في ذلك إلى وجود فجوات عميقة يصعب خلالها الوصول إلى توافق يقود إلى "هدنة"، لا سيما مع تعامل واشنطن من منطلق جانب واحد فقط، يدور حول الوصول إلى اتفاق يضع أمن إسرائيل كأولوية أولى، دون النظر إلى أي أبعاد أخرى.
وتقول حداد إن الجانب الأمريكي متفق ضمنيًا مع إسرائيل على وجوب إزالة "حماس"، وتحديدًا إزالة ما لديها من بعد عسكري، بالإضافة إلى إزالة البعد السلطوي الإداري للحركة في قطاع غزة، وهذا ما لن يحدث.
وأشارت إلى أن العلاقة الاستراتيجية بين واشنطن وتل أبيب، ما زالت قوية للغاية، والخلافات التكتيكية هي القائمة، وذلك فيما يتعلق بنقطة "الرهائن"، موضحة أن بايدن معني بإخراج "الرهائن"، خاصة أصحاب الجنسية الأمريكية، لكنه ليس معنيًا بوقف الحرب وإعادة تموضع حركة حماس في غزة.
وقالت حداد إنه "حتى هذه اللحظة، إسرائيل معنية بإخلاء شمال قطاع غزة من المواطنين، حتى تقضي على العناصر المسلحة في ظل إعادة تموضع 5 آلاف عنصر من حركة حماس، حيث ستفرغ الشمال من المواطنين، ومن سيتبقى سيتم تجويعه أو حصاره".
من جانبه، يستبعد الخبير في الشؤون الأمريكية، الداه يعقوب، وجود أي فرصة سانحة أمام بايدن لإبرام اتفاق للتهدئة، ووقف إطلاق النار في قطاع غزة قبل مغادرته البيت الأبيض خلال الأشهر القليلة المقبلة.
وأضاف يعقوب، في تصريح لـ"إرم نيوز"، أن ذلك يأتي "في ظل وجود معطيات تؤكد مدى التعنت من قبل نتنياهو، وعدم التعاطي مع أي مبادرات قدمها بايدن، بداية من خارطة الطريق التي أعلن عنها من البيت الأبيض، مرورًا بالمفاوضات التي رحلت من مصر إلى قطر، ثم عادت إلى القاهرة، دون أي نتائج على أرض الواقع".
ويوضح يعقوب أن الأمور تتأزم في ظل التمسك الصارم من قبل رئيس الوزراء الإسرائيلي، بالبقاء في محور فيلادلفيا، وكذلك "نتساريم"، والجفاء الذي حدث مع الوسطاء، لا سيما مصر الرافضة بتاتًا لبقاء أي قوات إسرائيلية هناك، وهو ما وضح على الأرض بوُجود رئيس أركان حرب القوات المسلحة المصرية على الحدود، لتوجيه رسائل واضحة في هذا الصدد.
وأضاف أن بايدن بات معزولًا في البيت الأبيض، وتصريحاته للاستهلاك الإعلامي ليس أكثر، في ظل أكثر من 12 زيارة قام بها وزير الخارجية الأمريكي، أنتوني بلينكن، إلى الشرق الأوسط، لم تأتِ بأي نتائج سوى التقاط الصور و"السيلفي" مع المسؤولين الإسرائيليين.
وتابع يعقوب "الوضع الأمريكي الحالي مرتبط بضمان حماية نتنياهو، والوقوف خلفه، في ظل ضعف الموقف الأمريكي من الديمقراطيين في كبح جماح رئيس الوزراء الإسرائيلي، لذلك لن يكون هناك أي نوع من التفاوض الناجح في ولاية بايدن، وسيتم ترحيل الأزمة في غزة إلى ما بعد الانتخابات الأمريكية".