رغم أن العنوان الرئيسي الذي يتصدر موقع هيئة البث الإسرائيلية يقول إن أمين عام ميليشيا "حزب الله"، قد تمت تصفيته، إلا أن الغموض ما زال يلف مصير حسن نصر الله، وسط تكتم شديد من الحزب، وعدم صدور بيان رسمي عن الجيش الإسرائيلي يؤكد أو ينفي.
ومنذ الإعلان الإسرائيلي عن الغارة "غير المسبوقة" التي نفذتها إسرائيل في الضاحية الجنوبية لبيروت، وقالت إنها استهدفت المقرّ الرئيسي لقيادة الحزب، ما زال الترقب والغموض يخيم على تلك الغارة، لكن جميع التقديرات تشير إلى أن الساعات العصيبة التي شهدها العالم بعد الغارة، ستترجم "أياماً عصيبة" سواء نجحتت إسرائيل في تصفية نصر الله، أم فشلت.
ساعات عصيبة عاشها لبنان والمنطقة، وأيام صعبة قال مسؤولون إسرائيليون إنها تنتظر إسرائيل، إن كان نصر الله قد قتل فعلاً، مع تصريحات أشارت إلى أن مقتل نصر الله، لن يكون كمقتل غيره من قيادات الحزب، ومع حالة الترقب في لبنان كانت إسرائيل تتخذ أعلى إجراءاتها الأمنية، التي شملت حتى السفارات الإسرائيلية في العالم.
المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي أذاع بياناً بعد وقت قصير على الغارة التي بدا من شدتها أنها استهدفت مسؤولاً كبيراً في الحزب، إلا أن المتحدث لم يعلن ما إذا كان نصر الله هو المستهدف، بل اكتفى بالإشارة إلى أن الغارة استهدفت مقر قيادة الحزب.
إعلان هو الرسمي الوحيد الذي أعلنه الجيش حول تلك الغارة، بينما حافظ حزب الله على التكتم الشديد والصمت المطبق، إذ لم يصدر عنه أي تعليق على الغارة، وبدأت التسريبات والتكهنات.
وسائل الإعلام الإسرائيلية استنفرت لنقل التفاصيل، والتصريحات المنقولة عن "مسؤول" أو عسكري، وبدت التصريحات متضاربة، بين تصريح يقول إن نصر الله أصيب، وإن فرص نجاته "معدومة"، وآخر يشكك في أن يكون نصر الله في المكان أصلاً.
وبينما تكفل الإعلام الإيراني بتسريبات أخبار "الطمأنة"، نقلت وكالة "رويترز" عن "مصدر مقرب من الحزب" أن الاتصال بالقيادة العليا للجماعة انقطع بعد الضربات الإسرائيلية.
وكالة "تسنيم" المقربة من الحرس الثوري الِإيراني أكدت أن نصر الله "بخير".
وقالت الوكالة في خبر مقتضب، "أفادت مصادر مطلعة في لبنان لمراسل وكالة تسنيم أنه لم يستشهد أي من كبار قادة حزب الله في العملية الإرهابية الوحشية التي نفذها الصهاينة مساء اليوم".
رغم أن وكالة "رويترز" نقلت عن "مسؤول أمني إيراني كبير" أن طهران تتحقق من وضع نصر الله.
شبكة "سي إن إن" نقلت عن "مسؤول إسرائيلي سابق" أن "الجيش لم يكن ليهاجم هدفه في بيروت إذا لم يكن متأكدا من وجود نصر الله هناك".
بينما قال مسؤول إسرائيلي آخر للشبكة ذاتها: "من المبكر جدا القول" ما إذا كانت الضربة التي استهدفت نصر الله قد نجحت.
القناة 12 الإسرائيلية، كما "هيئة البث" وضعت عنواناً يقول إن "التقييم في إسرائيل يشير إلى أن نصر الله قُتل".
موقع أكسيوس نقل عن "مسؤول إسرائيلي رفيع" أن "هناك مؤشرات على أن نصر الله كان في موقع الهجوم، وأن فرص خروجه حيا ضئيلة".
وبينما لم يصدر أي تعليق رسمي بدأت تداعيات الحدث تجد صداها دولياً، إذ أعلن البيت الأبيض أن الرئيس الأمريكي وجّه وزارة الدفاع (البنتاغون) إلى "تقييم وتعديل وضع القوات الأمريكية في الشرق الأوسط".
وقال البيت الأبيض في بيان إن بايدن "وجه لتقييم وتعديل وضع القوات الأمريكية في المنطقة حسبما يقتضي الأمر لتحسين الردع وضمان حماية القوات ودعم جميع الأهداف الأمريكية".
بينما قالت الأمم المتحدة إنها "تتابع بقلق كبير" الضربات الإسرائيلية على منطقة "مكتظة بالسكان" في الضاحية الجنوبية للعاصمة اللبنانية بيروت.
وقال المتحدث باسم المنظمة ستيفان دوجاريك إن "أي شخص ينظر إلى صور الدخان المتصاعد من منطقة مكتظة بالسكان يجب أن يشعر بالفزع "، وأضاف: "نحاول جمع المزيد من المعلومات بينما نتحدث.
ومع تضارب الأنباء، كانت معظم التقديرات تشير إلى أن المنطقة ذاهبة إلى حرب شاملة ومدمرة، ووصفت تلك الغارات بأنها ستشكل نقطة تحول في سياق الصراع، ليس بين حزب الله وإسرائيل فقط، بل في المنطقة كلها.