إذاعة الجيش الإسرائيلي: الجيش يستعد لهجوم "كبير" على إيران
يرى خبراء في الشأن السياسي والأمني أن إيران تتعامل مع مصالحها العليا بـ"براغماتية" بحت، وهي مستعدة للتخلي عن الفصائل العراقية في أي لحظة مقابل عدم دخولها في حرب مباشرة مع إسرائيل والولايات المتحدة الأمريكية.
وارتفعت خلال الأيام القليلة الماضية احتمالية تعرض الميليشيات في العراق إلى قصف إسرائيلي يستهدف بشكل رئيس قيادات فاعلة في الجماعات المسلحة الموالية لإيران.
وقال الخبير الإستراتيجي علي البياتي، لـ"إرم نيوز"، إن "الجزء المعلن لعلاقة حزب الله مع الجانب الإيراني يعطي انطباعاً عاماً بأن طهران كان من المفترض أن تتدخل بشكل مباشر في حال استهداف حزب الله وقياداته، إلا أن ما حدث على الأرض غير ذلك".
وأضاف أن "طهران تخلت بكل سهولة عن حزب الله، وكل ما فعلته خلال الأيام القليلة الماضية هو الاكتفاء بالتصريحات الفضفاضة، وهذا يجب أن يكون درساً قاسياً لكل من يحاول الاعتماد على طهران في الدعم".
وكانت طهران قد اكتفت بالإدانات والتصريحات فيما يخص الهجمات الإسرائيلية التي استهدفت حزب الله وقياداته، في وقت يتهم فيه خبراء ومحللون إيران بتوريط الحزب في مواجهة إسرائيل.
وفي الحالة العراقية، صعدت الفصائل والميليشيات المسلحة الموالية لإيران عملياتها ضد القوات الأمريكية في العراق وسوريا، فضلاً عن هجمات صاروخية وهجمات بالطائرات المسيرة التي استهدفت مواقع إسرائيلية في الجولان وحيفا وحتى تل أبيب.
من جانبه، قال الخبير الأمني والعسكري، علي الشمري، إن النفوذ الإيراني تزايد في العراق بعد تغيير نظام صدام حسين عام 2003، إذ "سيطرت طهران على الواقع السياسي والاقتصادي العراقي عبر مجموعة من القيادات السياسية الموالية لها، وهذا مع تأسيسها مجاميع مسلحة عراقية مدتها بالسلاح والمال والتدريب والدعم اللوجستي".
وأكد لـ"إرم نيوز" أن "بعض الفصائل والميليشيات المسلحة 'الشيعية' تأتمر بأمر طهران والحرس الثوري الإيراني بشكل خاص، فهي تعمل في الساحة العراقية وفق الرؤية الإيرانية لا المصلحية العراقية".
وحذر الشمري الفصائل العراقية من "مصير غامض في حال قررت مواجهة القوات الأمريكية في معركة غير متكافئة، وأن طهران لن تقف معها إذا قررت الولايات المتحدة الأمريكية وإسرائيل استهداف تلك الفصائل".
وتعرضت قاعدة "فيكتوريا" الأمريكية داخل مطار بغداد الدولي لهجمات بصواريخ الكاتيوشا، فجر اليوم الثلاثاء، لكنها سقطت جميعها بعيداً عن القاعدة بعد اعتراضها من قبل منظومة "سي رام" المضادة للطائرات والصواريخ.
ويرى الأكاديمي والمحلل السياسي، حميد الدليمي، أن "تخلي طهران عن حزب الله يأتي ضمن سياسة جديدة لها لتجنب الصدام مع الولايات المتحدة الأمريكية من جانب، ومحاولة طمأنة المجتمع الدولي بعدم التمدد في المنطقة من جانب آخر".
وأضاف لـ"إرم نيوز" أن "طهران لديها مصالح عليا في الوقت الحالي، وهي منشغلة بعملية ترميم علاقتها مع المجتمع الدولي من خلال الرئيس الإيراني الجديد، وتتجنب التصعيد عبر تخليها عن حزب الله والحوثيين وحتى الفصائل والميليشيات العراقية".
من جهته، توقع أستاذ العلوم السياسية، إحسان أكرم، استهداف إسرائيل عددا من الأهداف التابعة للفصائل المسلحة العراقية خلال الأيام القليلة المقبلة.
ويقول أكرم لـ"إرم نيوز" إن "الفصائل العراقية زجت نفسها في جبهة ضمن صراع كبير في المنطقة، وهذا ما سيدفع القوات الأمريكية والإسرائيلية لشن ضربات جوية محتملة تستهدف قيادات الفصائل العاملة في العراق، من دون التعرض لأي قوات أمنية رسمية".