أعلنت ميليشيات الحوثيين، عبر متحدثها العسكري، اليوم الثلاثاء، عن تبنيها إطلاق "دفعة كبيرة من الصواريخ الباليستية والمجنحة، وعدد كبير من الطائرات المسيّرة"، باتجاه إسرائيل، في عملية "هي الثالثة" منذ انطلاق الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة.
وهدد الحوثيون في بيان بثته قناة "المسيّرة"، باستمرار تنفيذ المزيد من العمليات بواسطة الصواريخ والطائرات المسيّرة، "حتى يتوقف العدوان الإسرائيلي".
وفي ظل الإعلان الرسمي من الميليشيات الحوثية المدعومة من إيران، تبنيها لهذه الهجمات بعيدة المدى، ثمّة تساؤلات عن مدى القدرات العسكرية الجوية التابعة للحوثيين، التي تؤهلها للدخول في مواجهة مباشرة ضد إسرائيل التي تبعد عن اليمن أكثر من 2000 كيلو متر.
في هذا السياق، أكد خبير الشؤون الإستراتيجية والعسكرية، علي الذهب، أن "لدى ميليشيات الحوثيين أسلحة تصل إلى مسافة تقدر بـ2000 إلى 1800 كيلو متر، منها طائرات غير مأهولة تسمّى "صماد4" التي يصل مداها الأقصى إلى 2000 كيلو متر، وصواريخ باليستية تُسمّى "قدس" و"بركان"، يتراوح مداها من 1200 – إلى 1800 كيلو متر، وهي أسلحة مطوّرة عن طائرات مسيّرة، وصواريخ إيرانية".
وفي حديث لـ"إرم نيوز"، لم يستبعد الذهب أن "الخبراء الإيرانيين في اليمن، هم من يتولّى هذه العملية، من خلال إطلاق المقذوفات من الجزر اليمنية أو من داخل الأراضي اليمنية، لأن مثل هذه الصواريخ أو الطائرات غير المأهولة، لا تُطلق من مكان واحد، بل من مناطق مختلفة، والحوثيون لا يملكون المعلومات الدقيقة عن ذلك، بدليل أنهم أعلنوا عن إطلاق مجموعة أو عدد كبير من الصواريخ والطائرات المسيّرة، دون أن يحددوا عددها".
وقال الذهب إن "ميليشيات الحوثيين لا تعبأ بأمن اليمن ولا سلامته ولا سيادته، وهي من هذا المنطلق تعمل كأجير أو وكيل لإيران في المنطقة، وهي التي استطاعت جرّة إلى هذه المواجهة أو اعترافه بها، ليتحمل أعباءها، في الوقت الذي تكون فيه إيران بعيدة كل البعد"، منوهًا إلى أن "إيران تستخدم وكلاءها الإقليميين في عدة دول، في معارك أو حروب إقليمية تجعل إيران بعيدة عنها، ومنها الحرب الإسرائيلية على غزة".
وتمكنت ميليشيات الحوثيين، عقب سيطرتها على العاصمة اليمنية صنعاء، في سبتمبر/ أيلول من العام 2014، من الاستيلاء على مقدرات الجيش اليمني وترسانته العسكرية، بما فيها "مجموعة الصواريخ"، وورش ومعامل التصنيع والصيانة العسكرية، التي مكنتها، لاحقًا، من تطوير وتصنيع الأسلحة بمساعدة خبراء عسكريين من إيران ولبنان.
أما الباحث والمحلل السياسي والعسكري، العميد، ثابت حسين، فقد "شكك بما أعلنته الميليشيات الحوثية، والحكومة الإسرائيلية حول تصديها لصاروخ وطائرة مسيّرة باتجاه الأراضي الإسرائيلية، قادمًا من منطقة البحر الأحمر".
وقال حسين لـ"إرم نيوز"، إنه "منذ بدء الحرب على غزة وحتى الآن، لم يتم التأكيد بالدليل القاطع بأن ميليشيات الحوثيين أو إيران هاجمت وأصابت أهدافًا محددة في إسرائيل، لذلك يبدو الأمر كله هنا وكأنه كلام للاستهلاك الإعلامي، ولتوريط "حماس" ثم تركها وحيدة في مواجهة الآلة العسكرية الفتاكة لإسرائيل التي تدعمها الولايات المتحدة والغرب دعمًا مطلقًا وغير مشروط".
وأشار حسين إلى أن "الحكومة الإسرائيلية، يروق لها ويخدمها الخطاب الإعلامي الحوثي والإيراني الذي توظفه لكسب المزيد من الدعم الغربي ماديًا وإعلاميًا"، لافتًا إلى أنه "من الناحية التقنية قد تستطيع إيران مهاجمة إسرائيل، لكن حقيقة قدرة الحوثيين على فعل الأمر نفسه ما زال محل شك سواء من ناحية مدى الرمي أو تقنياته".