وسائل إعلام لبنانية: انهيار مبنى سكني بالكامل جراء الغارة الإسرائيلية في بيروت
انطلقت بمدينة جدة السعودية مساء يوم الخميس، جولة جديدة من المفاوضات بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع؛ لمناقشة سبل إنهاء الحرب المستمرة منذ أكثر من 6 شهور في العاصمة الخرطوم وأجزاء واسعة من البلاد.
وتزامن انطلاق جولة المفاوضات الجديدة مع تصعيد عسكري عنيف على الأرض، خصوصًا في إقليم دارفور، حيثُ أعلنت قوات الدعم السريع إسقاطها لمقر قيادة الجيش في "الفرقة 16"، بعد 3 أيام من المعارك المتتالية، كما اندلعت مواجهات أخرى في مدينة الفاشر عاصمة شمال دارفور.
وقال القيادي بحزب الأمة القومي، عروة الصادق، إن فرص نجاح هذه الجولة في الوصول إلى اتفاق وقف الحرب تبدو كبيرة، نظرًا لما آلت إليه الأوضاع الإنسانية والأمنية والاقتصادية وتفاقم الأزمات بالبلاد.
وأضاف صادق في تصريح لـ"إرم نيوز"، أن هذه الجولة تختلف عن الجولات السابقة، من حيث التوقيت، مشيرًا إلى أن الطرفين يبدو أنهما أيقنا بأن استدامة الحرب تعني مزيدًا من الخراب والدمار وربما انقسام البلاد، وانقسام وسط الجيوش المتقاتلة.
وأوضح الصادق أن الدول الميسرة لعملية التفاوض رفعت تمثيلها الدبلوماسي في هذه الجولة، وهو ما يزيد درجة الجدية والحزم، بجانب دعم دول المحيط العربي والإفريقي لمنبر جدة عبر ممثلين بالحضور والمراقبة.
وأكد جدية قيادتي الجيش وقوات الدعم السريع، هذه المرة في التوصل لاتفاق إنهاء الحرب، حيثُ قال: "لمسنا رغبة أكيدة منهم في إنهاء الحرب، وإصرار أكيد على نجاح هذه الجولة، واجتهاد في تهيئة الأجواء لقبول عملية السلام وكسر جمود العملية التفاوضية".
وحذّر الصادق من أن استمرار الحرب لأكثر من ذلك، سيقسم البلاد ويجعلها مرشحة للدخول في حرب أهلية شاملة، وهو ما يمهد لغزو خارجي أو تدخل دولي بموجب الفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة.
وحث الدول الراعية لعملية التفاوض على متابعة اتفاق وقف إطلاق النار حال توقيعه، وذلك عبر آليات مراقبة على الأرض من فرق تقنية وفنية، ورقابة عبر الأقمار الصناعية.
ونوه الصادق إلى أن أخطر العقبات التي قد تواجه نجاح جولة المفاوضات الحالية هي تمسك جماعات حزب المؤتمر الوطني المحلول وكتائبه بقرار الحرب، لأن وقفها سيكشف من أشعلها وورط القوات المسلحة فيها، حسب قوله.
وكشف عن أن القوى السياسية بالتواصل مع وساطة منبر جدة والاتحاد الأفريقي ومنظمة "الإيغاد"، ستصمم عملية سياسية تعقب اتفاق وقف إطلاق النار، ليكون المسار المدني السياسي منفصلًا، عن العسكري.
وتركز الجولة الجديدة من المفاوضات السودانية بمدينة جدة، على ضمان وصول المساعدات الإنسانية دون عوائق وتحقيق وقف لإطلاق النار وإجراءات أخرى لبناء الثقة، وفقًا لمسؤول في وزارة الخارجية الأمريكية.
وينتظر أن ينضم الاتحاد الأفريقي والهيئة الحكومية للتنمية لدول شرق أفريقيا (إيجاد) إلى المحادثات في جدة، كما يتوقع أن تلتحق بها القوى السياسية السودانية التي عقدت اليومين الماضيين اجتماعات تنظيمية في أديس أبابا.
من جهته، قال المحلل السياسي محي الدين محمد محي الدين، إن الجولة الحالية من المفاوضات السودانية بمدينة جدة، لن تكون الأخيرة نظرًا للتطورات الميدانية والتصعيد العسكري في مدينتي "نيالا والفاشر".
وأضاف في تصريح لـ"إرم نيوز"، أن قوات الدعم السريع تريد تحسين وضعها الميداني قبل الوصول إلى اتفاق على طاولة المفاوضات، وذلك من واقع التصعيد العسكري في دارفور.
وأشار محي الدين إلى أن قوات الدعم السريع تتجه إلى السيطرة على مناطق خارج العاصمة خاصة في دارفور لتكون مركزًا لها، تحسبًا لأي اتفاق قد يقر خروجها من الخرطوم، مرجحًا أن تكون الجولة الحالية من المفاوضات عسيرة، لأن قوات الدعم السريع لن تستجيب لمطالب الجيش بالخروج من العاصمة الخرطوم، وهو ما يتوقع أن يعقد عملية التفاوض.
وبين أن هناك أكثر من سيناريو متوقع لعملية التفاوض الحالية، أولها أن يتوصل الطرفان إلى اتفاق وقف إطلاق نار شامل، تمهيدًا لتطوير عملية سلام شاملة، والثاني أن تسيطر قوات الدعم السريع على إقليم دارفور وإعلان حكومة منفصلة، بينما الثالث هو التدخل الخارجي بموجب الفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة.
ويغرق السودان، منذ أكثر من 6 أشهر، في صراع مسلح على السلطة، بين الجيش بقيادة عبدالفتاح البرهان، وقوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو، خلّف نحو 9 آلاف قتيل، وأكثر من 7 ملايين نازح ولاجئ، بحسب الأمم المتحدة.