حمّل ذوو 3 أسرى فلسطينيين أعدمهم الجيش الإسرائيلي ميدانيًا، المجتمع الدولي مسؤولية عدم حماية المدنيين في قطاع غزة من "الجرائم" التي ترتكب بحقهم، منذ السابع من أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، وقالوا إن العالم "تخلَّى عنهم".
وكان الجيش الإسرائيلي كبّل أيدي 3 فلسطينيين اعتُقلوا، قبل أشهر، في غزة، وأطلق سراحهم عند معبر كرم أبو سالم، قبل أن يطلق النار عليهم.
واستطاعت طواقم الإسعاف وعدد من المواطنين من الوصول إلى المكان وانتشال جثامين الأسرى الذين فارقوا الحياة مكبلي الأيدي، بحسب مصادر في قطاع غزة.
وقالت أم محمد والدة أحد القتلى إن نجلها اعتُقل قبل 4 أشهر من شرق غزة، رغم أنه لم يشكل خطرًا على الجيش الإسرائيلي.
وأضاف :"قاموا باعتقاله أمامنا بشكل وحشي، وضربوه بعنف، وسحلوه لمئات الأمتار"، مشيرة إلى أنها حاولت التواصل مع الصليب الأحمر لمعرفة مصيره دون جدوى.
وبعد أشهر تلقّت السيدة اتصالاً يفيد بأن نجلها يرقد في مستشفى ناصر في خانيونس، وأكدت أنها "توقعت بأنه مصاب من التعذيب الذي تعرض له خلال أسره، لتتفاجأ بأنه قُتل بشكل مروع".
ولم تتمالك الأم نفسها، وانهارت بالبكاء، قائلة: "لم أتخيل أن أودع نجلي بهذه الطريقة البشعة، لقد كان مسالمًا، ولديه الكثير من الطموح والأمل ببناء عائلة، والعمل من أجلها".
بدوره، قال محمود عسلية، شقيق أحد الأسرى الثلاثة، إن "أخيه اعتُقل قبل 5 أشهر على حاجز نتساريم العسكري عندما غادر برفقة عائلته من شمال القطاع إلى جنوبه بسبب القصف الإسرائيلي والمجاعة التي ضربت شمال غزة".
وأضاف عسلية في لـ"إرم نيوز"، "كان شقيقي يوسف يعمل في مجال البناء ولديه 3 أطفال، وكانت حياته مليئة بالصعوبات والمعاناة بسبب ظروف الحياة القاسية وقلة المال وازدياد حجم المتطلبات، ولكنه كان سعيدًا بتوفير الحد الأدنى من الاحتياجات الأساسية لعائلته".
وتابع :" لم نعرف عن مصيره أي شيء منذ لحظة اعتقاله، وكنّا ندعو الله أن يتم إطلاق سراحه أسوةً بالأسرى الآخرين، حيث كنّا نتابع أسماء المفرج عنهم بشكل يومي وبمتابعة حثيثة إلا أنهم قتلوه بهذا الشكل البشع".
وأكد أن ما حدث مع شقيقه "جريمة حرب بشعة وندبة في جبين هذا العالم الظالم الذي لم يستطع أن يحمي جموع المدنيين من قتلهم واستباحة دمائهم وبيوتهم وارتكاب المجازر بأبشع الطرق والأساليب".
من جهته، قال مسؤول المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان الدكتور رامي عبده إن "هذه الجريمة هي حلقة جديدة من مسلسل الانتهاكات الإسرائيلية المستمرة بحق المدنيين الفلسطينيين المستمر منذ قرابة أكثر من 270 يومًا دون توقف".
وأضاف عبده"إرم نيوز"، أن هذه "الجريمة المركبة ذات بعدين؛ البعد الأول هو عملية اختطاف واعتقال المدنيين دون توفير أدنى معلومات حول حياتهم وصحتهم ومصيرهم، والبعد الثاني هو إعدام أسرى مدنيين جرى اتخاذ قرار بالإفراج عنهم دون أن يشكلوا خطرًا على القوات الإسرائيلية".
وأكد أن المرصد "قام برصد هذه الجريمة وتوثيقها بالأدلة وشهادات الأهالي وإضافتها إلى سجل الإنتهاكات للجيش الإسرائيلي في تعمده وسبق إصراره على ارتكاب عمليات إعدام ميداني ومجازر إبادة جماعية بحق مئات الآلاف من المدنيين الفلسطينيين".
ودعا المسؤول الحقوقي الجهات القانونية الفاعلة ومؤسسات المجتمع الدولي إلى "اتخاذ الإجراءات اللازمة لوقف هذه الممارسات الفظيعة، وعدم الاكتفاء بالإدانة، وتوثيق هذه الجرائم"، كما طالب محكمة الجنايات الدولية المعنية بمحاكمة الأفراد بضرورة إصدار مذكرات اعتقال بحق مجرمي الحرب في اسرائيل، وعلى رأسهم بنيامين نتنياهو.