حزب الله يعلن أنه استهدف بالمسيرات قاعدة عسكرية إسرائيلية في حيفا
يرجح خبراء ومتخصصون سياسيون، أن حركة حماس لن تفكر بالانسحاب من المحادثات التي يجريها الوسطاء للتوصل لتهدئة مع إسرائيل بشأن الحرب الدائرة في قطاع غزة، بالرغم من تصريحات رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، لأسباب عدة.
وكان نتنياهو قال خلال مؤتمر صحفي، الاثنين، إن "تحقيق أهداف الحرب في غزة يمر عبر محور فيلادلفيا" الواقع على الحدود بين قطاع غزة ومصر، مؤكدًا أن إسرائيل لن تنسحب من المحور إطلاقاً، كما اتهم حماس بالمسؤولية عن مقتل الرهائن الستة.
ووصفت حماس خطاب نتنياهو بـ"اليائس"، وأنه يبحث عن "نصر موهوم" بعد تعطيله صفقة التبادل، واتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة، موضحًة أنه "مع حرص الحركة على سلامة الأسرى وحسن معاملتهم، يواصل نتنياهو إصراره على قتلهم وتجاهله لأوضاعهم، وأنه يؤكد أنه الطرف المعطل للتوصل لاتفاق".
هدية ثمينة
المحلل السياسي، محمد هواش، أشار إلى أن "حماس لا يمكن أن تتخذ قرارًا بالانسحاب من مفاوضات التهدئة أو تجميد مشاركتها فيها حاليا"، مبينًا أن ذلك يمثل هدية ثمينة لنتنياهو الذي يرغب في تحميل الحركة مسؤولية الفشل في التوصل لاتفاق.
وقال هواش، لـ"إرم نيوز"، إن "حماس تحتاج بشكل ملح في الوقت الحالي للتهدئة مع إسرائيل، وهو ما يدفعها للصبر كثيرًا من أجل التوصل لاتفاق مرحلي برعاية الوسطاء الدوليين والإقليميين"، مؤكدًا أن الحركة تعول كثيرًا على الضغط الأمريكي.
وأوضح أن "انسحاب حماس من المفاوضات ستكون له عواقب غير مسبوقة وسيعيد الدعم الغربي لإسرائيل بشكل أقوى مما كان عليه في السابق"، لافتًا إلى أن "الحركة في موقف صعب للغاية، ونتنياهو يدرك أن ضغوطه لن تدفعها لسحب وفدها من المفاوضات".
وبين المحلل السياسي، أن "جميع الأطراف تدرك أن نتنياهو يماطل في المفاوضات ولا يريد أن تنجح مهمة الوسطاء بالتوصل لاتفاق ينهي القتال في غزة، خاصة وأن وقف الحرب يهدد مستقبله السياسي، ويمكن أن يؤدي إلى انهيار ائتلافه الحكومي.
وأشار إلى أن "الخطاب الذي ألقاه نتنياهو يمثل إشارة قوية إلى أن وقف الحرب لن يكون إلا بشروطه، وأنه ولو قبلت حماس بتلك الشروط، فربما يندفع رئيس الوزراء نحو فرض شروط جديدة على الحركة"، مشددًا على أن فرصة التوصل لاتفاق تهدئة ضعيفة للغاية.
مسؤولية كاملة
ويرى المحلل السياسي، يونس الزريعي، أن "نتنياهو بخطابه نسف أي محاولات أمريكية أو إقليمية للتوصل لاتفاق تهدئة في إطار حل وسط بين مطالب إسرائيل وحماس"، مبينًا أن أي تهدئة لن تكون إلا وفق الشروط الإسرائيلية.
وقال الزريعي، لـ"إرم نيوز"، إن "انسحاب حماس من المفاوضات يعني تحميلها المسؤولية الكاملة عن انهيار مفاوضات التهدئة واستمرار الحرب في غزة"، مضيفًا: "بالرغم من أن نتنياهو هو الطرف المعطل للتوصل لاتفاق، إلا أن الضغط الأكبر يُمَارَس على حماس باعتبارها المسؤول عن اندلاع الحرب".
وأوضح أن "حماس لا تمتلك إلا ورقة ضغط واحدة تتمثل بالرهائن والمحتجزين الأحياء لديها، وهو الأمر الذي لا يولي له نتنياهو ووزراء حكومته أي أهمية"، مؤكدًا أن نتنياهو لن يرضخ للضغوط التي تمارس عليه بشأن التهدئة.
وأضاف أن "حماس أمام خيارات صعبة، وهي تدرك أن فشل مفاوضات التهدئة أو انسحابها منها يعني إنهاء حكمها للقطاع، وهو الأمر الذي تعمل على تجنبه"، مبينًا أن الحركة تعمل بشكل حثيث لمنع فقدانها للحكم في القطاع.
وشدد على أنه "ومن أجل ضمان ذلك يمكن لحماس أن تقدم المزيد من التنازلات لإسرائيل؛ لكنها لا تضمن قبول نتنياهو بالتهدئة مقابل تلك التنازلات"، متابعًا: "بتقديري نحن أمام حرب طويلة الأمد، والتي ستستمر إلى حين ظهور نتائج الانتخابات الأمريكية على أقل تقدير".