مقتل رئيس بلدية النبطية بغارات إسرائيلية على المدينة جنوبي لبنان 

logo
العالم العربي

هل تم ترحيل هدنة غزة إلى ما بعد الانتخابات الأمريكية؟

هل تم ترحيل هدنة غزة إلى ما بعد الانتخابات الأمريكية؟
دخان يتصاعد إثر قصف إسرائيلي على غزةالمصدر: (أ ف ب)
09 سبتمبر 2024، 2:58 م

تزايدت المؤشرات على احتمالية ترحيل إبرام اتفاق تهدئة في غزة بين إسرائيل وحركة حماس، إلى ما بعد الانتخابات الأمريكية المقررة في 5 نوفمبر/تشرين الثاني المقبل.

يأتي ذلك في خضم فشل التوصل لاتفاق بين طرفي الصراع، يفضي لتهدئة ووقف لإطلاق النار في القطاع الفلسطيني، وتبادل الأسرى بين الجانبين، وسط اتهامات بين الجانبين حول إفشال مساعي الوسطاء المصريين والقطريين، بدعم أمريكي.

وأشارت تقارير عدة إلى أن واشنطن مارست ضغوطًا لإتمام الاتفاق قبل الانتخابات الرئاسية الأمريكية، إلا أن المعطيات الأخيرة تشير إلى أن هذه المساعي باءت بالفشل.

وكانت واشنطن تستعد لتقديم مقترح نهائي حول الاتفاق خلال جولة مفاوضات أخيرة، لكن رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، رفع سقف مطالب إسرائيل خلال الاتفاق، مثلما أشارت تقارير إلى أن حماس وضعت مطالب جديدة مرتبطة بأعداد الأسرى التي تريد الإفراج عنهم.

حسابات نتنياهو

وفي هذا الصدد، يرى الكاتب والمحلل السياسي الفلسطيني، إياد جودة، أن نتنياهو قرر بالفعل إطالة أمد الحرب في غزة إلى أطول فترة ممكنة، بما في ذلك تجاوز مرحلة الانتخابات الأمريكية لاعتبارات عدة.

وقال جودة، في تصريح لـ"إرم نيوز"، إن "نتنياهو لا يرى أي ضغط لا عسكري من حماس التي أُنهكت بفعل 11 شهرًا من عمر الحرب، ولا حتى سياسي من حلفائه في واشنطن وأوروبا، بما يجعله ملزمًا بسرعة إنهاء الحرب".

وأضاف أن "الضغط الوحيد على نتنياهو هو ضغط المعارضة والشارع الإسرائيلي للإفراج عن الرهائن الذين ما زالوا بحوزة حماس"، لافتًا إلى أن هذا الضغط لم يخرج عن السيطرة حتى اللحظة.

وحول ارتباط تأجيل نتنياهو للقبول بالاتفاق والانتخابات الأمريكية، قال جودة: "طالما أن الحرب مستمرة فلا فرق بين سياسات الجمهوريين والديمقراطيين، لكن في رؤية ما بعد الحرب هناك اختلاف جوهري بين مواقف مرشحي الحزبين".

وأشار إلى أن ذلك يجعل نتنياهو مستعدًّا لتأجيل ملف التهدئة في غزة إلى ما بعد الانتخابات، لافتًا إلى أن "مرشح الحزب الجمهوري دونالد ترامب يؤيد توجهات اليمين الإسرائيلي، خاصة فيما يتعلق ببسط السيادة الإسرائيلية على الضفة الغربية، وبقاء القدس عاصمة موحدة لإسرائيل، في حين أن المرشحة الديمقراطية كامالا هاريس تؤمن بحل الدولتين الذي يرفضه نتنياهو واليمين الإسرائيلي بشكل نهائي".

أخبار ذات علاقة

بين الحقيقة والسراب .. فرصة بايدن الأخيرة لـ"التهدئة" في غزة

 

ضغوط أمريكية

بدوره، يرى المحلل السياسي محمد المصري، أن التسريبات الإعلامية حول تأجيل المقترح الأمريكي النهائي للتهدئة تأتي في إطار الضغط على إسرائيل، خاصة مع استمرار المسيرات المؤيدة للصفقة داخل إسرائيل.

وقال المصري، في تصريح لـ"إرم نيوز"، إن "تأجيل حسم التوصل لصفقة بشأن حرب غزة لما بعد الانتخابات الأمريكية مستبعد؛ لأن قضية الحرب حساسة جدًّا، ولها تأثير باعتبارها أحد أبرز الأحداث الدولية خلال ولاية الرئيس الأمريكي جو بايدن".

وأضاف أن "واشنطن ستواصل مساعيها حتى لو بهدف التوصل لمرحلة أولى من الاتفاق؛ لأن ذلك سيكون مهمًّا جدًّا بالنسبة للرئيس الأمريكي، ونائبته المرشحة الديمقراطية كامالا هاريس".

وتابع المصري: "حماس قدمت كل ما لديها لإنجاح جهود الوسطاء والتوصل لاتفاق، لكن نتنياهو ما زال يتعنت، ويرفض أن يقبل بالحد الأدنى الذي يمكن أن يقبل به الفلسطينيون، عبر وقف إطلاق النار وانسحاب الجيش الإسرائيلي من قطاع غزة".

وقال إن "نتنياهو يراهن على عودة ترامب؛ لأنه بالتأكيد أكثر تماهيًا مع المشاريع اليمينية الإسرائيلية، لكن في المقابل، فإن الديمقراطيين الذين يعلنون تأييدهم لحل الدولتين لا يمارسون ضغوطًا حقيقية من أجل دفع هذا المسار".

وأعرب المصري عن اعتقاده بأن "حل الدولتين انتهى، وما سيكون مطروحًا هو حل إقليمي تكون القضية الفلسطينية جزءًا منه". 

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة ©️ 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC