وساطة الشيخ عبدالله بن علي آل ثاني تثير حفيظة الدوحة.. هكذا ردت قطر بشأن الحجاج
الظاهر أن القيادة القطرية، تفاجأت بقرار العاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز، بالسماح للحجاج القطريين بدخول الأراضي السعودية عبر المنفذ البري المغلق في ظل قرار مقاطعة الدوحة، حيث سادت الأوساط القطرية حالة من الصمت المطبق، خصوصا وأن قرار الملك سلمان جاء متجاوزا كل محاولات قطر "تسييس الحج".
واستغرقت الحكومة القطرية ساعات ليعلق وزير خارجية محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، من ستوكهولم قائلا ان بلاده ترحب بقرار المملكة السعودية فتح الحدود البرية امام الحجاج القطريين، منتقدا في الوقت ذاته ما رأى أنه "تسييس" لمسالة الحج.
وقال في مؤتمر صحافي مشترك مع نظيرته السويدية في ستوكهولم، "بغض النظر عن الطريقة التي منع فيها الحج عن اهل قطر بدوافع سياسية (..) نرحب بمثل هذا القرار".
وكانت اللجنة الوطنية لحقوق الإنسان في قطر، قد عبرت في بيان صادر عنها اليوم الخميس، عن ما سمته "ارتياحا" لقرار السعودية فتح المنفذ البري والخط الجوي المباشر لنقل الحجاج القطريين إلى المملكة.
وحاول بيان اللجنة التي تدعي أنها مستقلة عن السلطات القطرية بعث رسائل مبطنة، تعزف على سيمفونية قطر حول تسييس الحج من جانب السعودية، مشيرة باستحياء إلى انزعاجها من وساطة الشيخ عبدالله بن علي آل ثاني لدى الممكلة، قائلة "مسألة الحج لا يمكن إخضاعها لأية حسابات أو وساطات سياسية أو شخصية"
وجاء تعليق وزير الخارجية القطري بعد حالة من الصمت لاذ بها المسؤولون في الدوحة، وشملت حتى المنابر الإعلامية بما فيها قناة الجزيرة، لتترك الساحة لبعض الحسابات المقربة من نظام الحكم في قطر للتشكيك في الأمر، ومحاولة التقليل من شأن الخطوة الجديدة.
وروجت الحسابات القطرية على موقع "تويتر" لفكرة الرفض القطري للقرار السعودي لاعتبارات عدة، أبرزها أنه تعاط مباشر مع الشعب القطري دون قيادته، وثانيها أن الإعلان عن التكفل بالحجاج القطريين جاء نتيجة مكرمة سعودية لفرع معارض من الأسرة الحاكمة في قطر، وهو ما قد تعتبره الدوحة تقديم تسهيلات لرجل معارض، وربما تجاوز لسلطتها القائمة.
وكتب الإعلامي القطري، جابر الحرمي، "لن يقبل أي قطري أن يحج تجاوزا عن قيادته أو مكرمة من آخرين أو عبر شفاعة أو دون أخيه المقيم أو دون وفد رسمي من بلده"، وهذه التغريدة قد تكون خلاصة الموقف القطري الموعود.
وكتب قطري آخر، قائلا "لو أتت هذه المبادرة عن طريق الوسيط الكويتي لربما وجدت لها قبول لحد ما، أما تأتي عن طريق شخص يدّعو أنه معارض من الأسرة وبصيغة (شفاعة) هزلت".
وحاول أحد أفراد العائلة الحاكمة التشكيك في أن القرار السعودي بشأن حجاج قطر، جاء بفضل وساطة الشيخ عبدالله آل ثاني، وكتب عبد الرحمن بن حمد، يقول "زيارة خالي الشيخ عبدالله بن علي آل ثاني إلى السعودية، كانت فقط بهدف حل بعض الأمور المتعلقة بممتلكاته الشخصية في حائل".
وشكل القرار السعودي انفراجة حقيقة للقطريين الراغبين في أداء مناسكهم، خصوصا بعد أن أعلنت هيئة الحج والعمرة القطرية منذ بعض الوقت أن "التسجيل مغلق"، وبعد تكفل العاهل السعودي بنقل كافة الحجاج القطريين من مطار الملك فهد في الدمام ومطار الأحساء الدولي على نفقته الخاصة، بدأت بعض الحسابات المقربة من قطر التشكيك في الأمر، ومحاولة التقليل من شأنها.
وذكرت “قناة العربية” أن نحو 65 حاجًا قطريًا دخلوا الأراضي السعودية اليوم الخميس، عبر منفذ “سلوى” البري بين البلدين، ضمن ضيوف العاهل السعودي الملك سلمان.
ومنفذ سلوى هو المنفذ البري الوحيد لقطر، ويستخدمه القطريون لدخول المملكة.
بعيدا عن "التسييس"
وتصدى إعلاميون ومثقفون سعوديون، لهجمات نظرائهم القطريين الذين رأوا في القرار السعودي الصادر الليلة البارحة "تسييسا للحج"، وكتب موفي الولماني، "الحج مفتوح من بداية المشكله بأي خطوط عدا القطرية ولم يكن يوماً اداة ضغط !و تصوير الحجاج تجده في كل منفذ للحجاج".
وكتب علي كيمخ، "الحج عبادة وركن من أركان الإسلام لاتخلطون الحماقة بالعبادة سيحاسب أمام الله على ذلك منع القطريين والمقيمين بقطر إثم وعقوبتها شديدة من الله".
فرحة.. وإشادة
وعبر مواطنون قطريون عن فرحتهم بقرار الملك سلمان، شاكرين له هذه المبادرة الطيبة، التي تعني الكثير خصوصا بالنسبة للمسنين.
وكتب المواطن القطري عزام المري، "الله يرفع قدر الملك سلمإن والله دمعه جدتي بعد ماقلت لها الخبر تسوى كل شي . سجدت شكر على دوشقها والله".
واضاف، "انا مواطن قطري وأشكر الملك سلمان .. جدتي والله مزهبه شنطتها من اسبوع وتقول سلمان مايردنا وصار عند حسن ظنها".
وكتب آخر، "الملك سلمان تاج على الرأس وكل الشكر للمملكة وكلام #العذبه_لايمثلنا".
أما سالم المري، فغرد يقول، "أنا ووالدتي بعد أن منعتنا دولتنا من الحج، الملك سلمان يستضيفنا بالحج على نفقته لن تنساك أمي من الدعوات #الملك_سلمان_يستضيف_حجاج_قطر
