جولة أردوغان الخليجية ليست للوساطة.. هذه أهدافها
جولة أردوغان الخليجية ليست للوساطة.. هذه أهدافهاجولة أردوغان الخليجية ليست للوساطة.. هذه أهدافها

جولة أردوغان الخليجية ليست للوساطة.. هذه أهدافها

رأت صحيفة "ستراتفور" الاستخبارية الأمريكية في جولة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الخليجية التي تبدأ غدًا الأحد، لمدة يومين، محاولة "يائسة" لتصحيح أخطاء "النزق الشخصي" الذي جعله يصطف إلى جانب قطر في أزمتها مع دول خليجية أخرى أمضى وقتًا طويلاً في التقرّب منها ومحاولة شراء رضاها السياسي والاستثماري.

وسجلت الصحيفة على موقعها الإخباري أن ما كرره أردوغان من رغبته في التوسط بأزمة قطر، لن يقدم شيئًا جديدًا على أزمة تبدو الآن مغلقة، وأضافت: أغلب الظن أن جولته ستزيد تعقيد الأزمة وإطالة أمد حلّها.

تركيا الهدف الثاني للحملة الدولية على رعاة الإرهاب

ولم تكن "ستراتفور" وحدها التي تقرأ احتمالات أن تؤدي جولة أردوغان إلى تعقيد أزمة قطر وإطالتها، فقد استذكرت التغطيات الإخبارية لهذه الجولة أن تركيا تعرف تمامًا بأنها قريبًا ستكون هدفًا لمطالبات الدول العربية وغير العربية بتقنين محاربة الإرهاب، كونها شريك لقطر ليس فقط في رعاية وتوظيف مشروع الإخوان المسلمين، وإنما أيضًا لشراكتهما في رعاية شبكة من التنظيمات الإرهابية التي تعمل في سوريا تحت مسميات مختلفة، ولها امتدادات في العراق وليبيا.

أجندة أردوغان مختلفة عن مصالح تركيا

وفي التحليلات التي تتحدث عن الأهداف الأخرى الأكثر أهمية التي تقف وراء جولة أردوغان الخليجية، جرى استذكار أن الرئيس التركي، الذي يوصف بأنه يحمل أجندة شخصية عقائدية مناقضة لأجندة ومصالح بلاده، يعرف تمامًا أن قطر أغلقت أبواب الحوار الحقيقي واستقوت بأردوغان ليمنحها غطاءً عسكريًا ليس فقط ترفعه في وجه دول الجوار العربية، وإنما أيضًا ترهب به مواطنيها في حال التفكير بالتحرك الشعبي.

تسريب إشارة لتنازلات قطرية سرية

ولاحظت التغطيات الصحفية الأمريكية أن أردوغان باتصاله الهاتفي مع أمير قطر، والذي سبق الإعلان عن جولة هذا الأسبوع، أراد أن يمّرر انطباعًا غامضًا بأنه يحمل للمملكة العربية السعودية تنازلات قطرية سرّية. لكن هذه الرسالة المشفّرة لم تصمد طويلاً بعد خطاب أمير قطر، فضلاً عن أنها لم تلق الاهتمام الذي كان يرمي إليه أردوغان وهو يقوم بجولة وصُفت في أكثر من موقع بأنها "يائسة" وتستهدف مساعدته في أن "ينزل عن الشجرة التي صعد إليها في بداية الأزمة".

أوجاع أردوغان أيضًا مع الأكراد

في  خطابه باسطنبول يوم أمس، كان أردوغان واضحًا بأنه سيسعى في السعودية لضمان إدامة الاستثمارات الخليجية في تركيا، وهو أمر تعرف أنقرة أن انحيازها الاستعراضي لقطر سيكلفها الكثير على المستويات التجارية، فضلاً عن تصنيفها كدولة إرهابية في مرحلة لاحقة قد لا تكون بعيدة.

فوصول دول المقاطعة إلى مجلس الأمن سعيًا لتقنين أدوات وآليات محاصرة الإرهاب، أمر التقطته تركيا أردوغان بأنه لن يستثنيها.

كذلك، رأى أردوغان في التقارب السعودي العراقي بابًا آخر يحمل رسائل متعددة المضامين، ليس أقلها أن الفزعة العسكرية التركية لقطر، يمكن أن يقابلها حياد خليجي وربما تفهم مؤثر للمطالب الكردية في شمال العراق وشمال سوريا على طريق طموحاتهم الوطنية والفيدرالية.

أستاذ العلاقة الدولية في جامعة كولتر باسطنبول، يورا البيرقدار، لديه قناعة كاملة بأن "جولة أردوغان الخليجية لا علاقة لها إطلاقًا بالوساطة؛ فقد اكتشف الرئيس التركي في الاصطفاف مع قطر أنه أخطأ كثيرًا وعميقًا في وضع أجندته الشخصية والعقائدية قبل مصالح بلاده. ولذلك، فإنه سيحاول الآن أن يقلص حجم الخسارة التي  وقعت على تركيا".

ويضيف البيرقدار: "إذا لم يستجب أردوغان للإصرار الخليجي على خروج القاعدة التركية من قطر، فإن جولته هذه ستؤدي إلى عكس ما أراده منها. عكسه تمامًا".

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com