بالفيديو.. مصطلحات قناة الجزيرة المسيّسة تسقط ادعاءاتها بالمهنية والحياد
تدافع قناة الجزيرة عن نفسها في وجه الانتقادات الهائلة التي تطال أداءها الإعلامي، بالقول إنها تلتزم الأمانة المهنية في تعاطيها مع القضايا وتحترم شعارها الرأي والرأي الآخر.
لكن وبالقليل جدا من التدقيق نجد أن القناة تعتمد سياسة تحريرية مطابقة تماما لما تمليه الإرادة القطرية، حيث تعتبر المصطلحات المسيسة في بناء التقارير والأخبار من أبرز الأدلة التي تدين الجزيرة من فمها.
وتصر قناة الجزيرة مثلا على استخدام مصطلح تنظيم الدولة الإسلامية بدلا من داعش، في تعبير يحمل لغة الاحترام للتنظيم الإرهابي الأكثر دموية، مبررة ذلك بأنها لاتنجر وراء مسميات غير مهنية.
هذه المهنية التي ماتلبث أن تضل طريقها عندما يتعلق الأمر بالحديث عن كيانات لا ترضى عنها قطر أو تركيا حتى وإن كان العالم كله يعترف بها كاستخدام كلمة ( ماتسمى أو مايسمى ) قبل النطق باسم كيان معين للتخفيف من أهميته وإقرارا بعدم الاعتراف به، كأن تقول الجزيرة "ماتسمى بقوات سوريا الديمقراطية" مثلا، فقط لأنها مكون كردي بغالبيته وتناصبه أنقرة حليفة الدوحة العداء، بينما يدعم هذه القوات تحالف واسع في حربها ضد داعش في الشمال السوري
وفي ليبيا تتوه الموضوعية والمهنية المزعومة وتصر القناة القطرية على وصف الجيش الوطني الليبي بقوات اللواء المتقاعد خليفة حفتر، متجاهلة قرار البرلمان الليبي المنتخب والمعترف به دوليا عندما عهد بقيادة الجيش إلى اللواء خليفة حفتر بعد ترفيعه إلى رتبة مشير، وهذا التوصيف عبارة عن انحياز مفضوح للميليشيات المتشددة التي تقاتل الجيش الوطني الليبي بدعم من قطر.
وربما من حق القناة كونها قطرية أن تدافع ماشاءت عن سياسة قطر والترويج لها والتلون وفق مؤشرات هذه السياسة، لكن عليها أن تعي أن ذلك لا ينطبق بشكل من الأشكال مع المهنية والموضوعية والحياد التي تدعي القناة التزامها كموجه لسياستها الإعلامية.
