ما المكاسب التي حققتها مصر من "حصار قطر"؟
بعد أن قطعت مصر وبعض دول الخليج، العلاقات الدبلوماسية مع قطر، وفرضت عقوبات اقتصادية عليها، باتت الدوحة تحت ضعط وحصار كبيرين جدًا، يمكن أن يجبرانها على وقف دعم الجماعات الإرهابية، لكن القاهرة تحديدًا حققت مكاسب أخرى.
وفي هذا السياق، كشف خبراء سياسيون مصريون، عن أهم المكاسب التي ستعود على القاهرة من حصار قطر، أهمها "تأكيد مصداقية مصر أمام العالم في اتهام قطر بدعم الإرهاب بعدما كانت لا تلقى تأييدًا عربيًا ودوليًا بشأن ذلك، إضافة إلى تأكيد عدم مصداقية الإعلام القطري الذي كان ينشر الأكاذيب والشائعات عن مصر دائمًا، وزيادة التكاتف العربي مع مصر".
وقالت أستاذ العلوم السياسية في جامعة "6 أكتوبر" المصرية، هالة هلالي، إن "من المكاسب فقدان الإعلام القطري مصداقيته في الدول العربية والعالمية، فيما يخص الأكاذيب والشائعات التي كانت تروج لها قناة الجزيرة، خاصة في دعمها لجماعة الإخوان المسلمين بمصر، وظهورها أمام العالم بالدولة ذات الوجهين، فيما يتلعق بدعمها لمحاربة الإرهاب في الوقت نفسه، إضافة إلى زيادة التعاون بين مصر والدول العربية والأجنبية، في الكثير من المجالات".
وأكدت هلالي، في حديث لـ"إرم نيوز" أن "الحصار البري والجوي، الذي فرضته مصر ودول الخليج على قطر، سيكلفها الكثير من الأموال، بداية من الطيران، إلى جانب الصادرات والواردات بين قطر ودول الخليج، والتي كانت كبيرة جدًا، ما سيؤثر على النظام القطري بالسلب، وبالتالي سيكون هناك تدهور اقتصادي وارتفاع للتضخم، ما يؤدي إلى ارتفاع الأسعار داخل قطر، وبالتالي ستنخفض فاتورة دعمها للإرهاب".
من جانبه، قال أمين سر لجنة العلاقات الخارجية بالبرلمان المصري، النائب طارق الخولي، إن "أهم مكاسب حصار قطر، ليس لمصر فقط وإنما للأمة العربية، هي وقف الممارسات القطرية التي تقوم بها في الدول العربية من عمليات التخريب الممنهجة، التي انتهجتها خلال السنوات الماضية، ما تسببت في مقتل آلاف المواطنين الأبرياء في الوطن العربي".
وأضاف الخولي لـ"إرم نيوز" أن "من الانعكاسات الإيجابية أيضاً وقف ما كانت تخطط له قطر خلال السنوات الماضية، من عمليات تخريبية في الوطن العربي، كما يجب الاستمرار في خطوات تالية متعلقة بمعاقبة الحكام القطريين على ممارساتهم في السنوات الماضية".
وأوضح الخولي أن "هناك حالة من التخبط في قطر، كما أن قناة الجزيرة فقدت مصداقيتها أمام العالم، خاصة بعد قطع البث على كلمة تميم بن حمد أمس، وهذا يدل على أن هناك تخبطًا إعلاميًا أيضًا تعانيه قطر"، مطالبًا الدول العربية بـ"إلغاء الاتقافيات الاقتصادية والسياسية مع قطر".
ورأى السفير رخا أحمد حسن، مساعد وزير الخارجية المصري الأسبق، أن "أهم المكاسب هو تأثير دولتي السعودية والإمارات الضخم على قطر خاصة في العقوبات الاقتصادية والتي ستجعلها تعود إلى صوابها العربي، وتتوقف عن دعم الجماعات الإرهابية".
وتابع حسن في تصريحات لـ"إرم ينوز" أن "هناك جهوداً بدأت تبذل لاحتواء الموقف القطري، والذي من الممكن أن يكون له آثار سلبية على اقتصاد قطر، وحياة شعبها".
وأوضح رخا أن "قطر رغم هذا الحصار لن تقوم بتصنيف الإخوان كجماعة إرهابية، وذلك لوجود تأثير ثقافي وتعليمي من الجماعة على الشعب القطري، كما أن عدداً كبيراً من الإخوان أخذ الجنسية القطرية، حتى قبل ثورة 25 يناير".
