دلالات الاعتذار القطري الأول في أزمة التصريحات المنسوبة للشيخ تميم
دلالات الاعتذار القطري الأول في أزمة التصريحات المنسوبة للشيخ تميمدلالات الاعتذار القطري الأول في أزمة التصريحات المنسوبة للشيخ تميم

دلالات الاعتذار القطري الأول في أزمة التصريحات المنسوبة للشيخ تميم

يمثل اعتذار قناة الجزيرة عن نشر رسم كاريكاتيري اعتبر مسيئًا للعاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز، مساء الأحد، أول اعتذار قطري في أزمة التصريحات المنسوبة لأمير قطر الشيخ تميم بن حمد وما أعقبها من تراشق بين وسائل الإعلام والكتاب في قطر من جهة وباقي دول الخليج من جهة ثانية.

فبعد نحو خمسة أيام من تصاعد الخلاف القطري مع دول الخليج الغاضبة من السياسة الخارجية التي تنتهجها الدوحة تجاه بضع ملفات مثل العلاقة مع إيران وجماعة الإخوان المسلمين وحركة حماس، يأتي الاعتذار عبر قناة الجزيرة التي تعد طرفًا رئيسًا في الخلاف الذي يعود لسنوات لم تخف فيها دول الخليج عدم رضاها عن سياسة قطر الخارجية.

ورغم أن قناة الجزيرة التي تتخذ من الدوحة مقرًا رئيسًا لها، هي قناة خاصة، إلا أنها كانت وماتزال سببًا لإغضاب دول الخليج المجاورة بسبب ما تقدمه من برامج وأخبار تدعم جماعات وميليشيات تعتبرها غالبية دول الخليج إرهابية.

ومن المتوقع أن يكون الكاريكاتير المسيء الذي نشرته مساء الأحد، الحلقة الأخيرة في سياسة تحريرية مثيرة للجدل في دول الخليج التي تُحمل قادة قطر المسؤولية عما تنتهجه القناة المدعومة والممولة حكوميًا.

فبعد ساعات قليلة من نشر الرسم الكاريكاتيري الذي يحمل إساءة غير مسبوقة لشخص العاهل السعودي الملك سلمان، حذفت القناة الكاريكاتير من موقعها الإلكتروني، واعتذرت بشكل صريح قائلة "تم حذف كاريكاتير (أخبار مفبركة) وتؤكد الجزيرة أنها لم تقصد الإساءة لخادم الحرمين الشريفين وما حدث من ربط لدى البعض هو اصطياد بالماء العكر".

ولا يبدو أن الانتقادات التي تواجهها قطر بسبب سياستها الخارجية التي تتناقض في كثير من الملفات مع سياسة دول الخليج الأخرى، ستتراجع مالم تقدِم الدوحة بالفعل على تغيير واضح في سياستها الخارجية لتبدو متفقة أو غير متعارضة على الأقل مع السياسة التي تتبعها باقي دول الخليج.

ومن غير الواضح ما إذا كان الشيخ تميم يحمل في جعبته مفاجآت خلال زيارته القادمة للكويت بعد يومين، فيما يبدو أنه تحرك خليجي على مستوى رفيع لرأب الصدع الحاصل في المنظومة الخليجية، وبشكل رئيس على مستوى الخطاب الإعلامي والتجاذبات على مواقع التواصل الاجتماعي التي تجمع عشرات الملايين من المدونين الخليجيين.

ويقول مراقبون إن السياسة الخارجية لقطر أصبحت حجرًا عثرة في مشروع خليجي جديدة تقوده السعودية ممثلة لدول الخليج من جهة والولايات المتحدة الأمريكية من جهة أخرى، ويقوم على كبح طموحات إيران في المنطقة ووضع حد لتمويل لجماعات وميليشيات يعتبرها الطرفان إرهابية.

وبرز الخلاف حول السياسة الخارجية لقطر بالفعل عقب قمة الرياض الشهيرة التي اجتمع فيها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بقادة السعودية والخليج ودول عربية وإسلامية، ومنذ أيام لا تهدأ وسائل الإعلام الخليجية وكتابها عن انتقاد سياسة قطر الخارجية.

وتقول قطر إن التصريحات المنسوبة للشيخ تميم والتي أثارت الجدل، مفبركة، لكنها لم تنفِ بأي شكل من الأشكال ما ورد فيها، كموقف الدوحة الإيجابي من إيران، وعلاقتها الممتازة مع حركة حماس، ودعمها العلني لجماعة الإخوان المسلمين المصنفة في عدة دول خليجية على أنها جماعة إرهابية.

ويرى كثير من المحللين السياسيين، أن قطر وجدت نفسها بعد قمة الرياض الأخيرة في موقف محرج بسبب تمسكها بعلاقات خارجية متوسطة وجيدة وحتى ممتازة مع دول وميليشيات يستهدفها التحالف الأمريكي الخليجي بصيغته الجديدة، وأنها تدرك أن لامفر لها من التوافق مع جيرانها الخليجيين إذا أرادت أن تكون جزءًا من منظومتهم.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com