توسيع القاعدة التركية في الدوحة تحسبًا لسحب قاعدة العديد الأمريكية من قطر
توسيع القاعدة التركية في الدوحة تحسبًا لسحب قاعدة العديد الأمريكية من قطرتوسيع القاعدة التركية في الدوحة تحسبًا لسحب قاعدة العديد الأمريكية من قطر

توسيع القاعدة التركية في الدوحة تحسبًا لسحب قاعدة العديد الأمريكية من قطر

تخوض قطر مفاوضات سياسية وفنية حثيثة مع تركيا، من أجل بحث توسعة القاعدة العسكرية التركية قيد الإنشاء في الدوحة، وذلك تحسباً لنقل الولايات المتحدة الأمريكية قاعدتها "العديد" تحت ضغوط من وزارة الخارجية والكونغرس.

وتأتي هذه الضغوط الأمريكية وسط مطالبات بفك التحالف مع قطر، لرعايتها جماعة الإخوان المسلمين المصنفة إرهابية في كثير من الدول، خلافاً للمصالح المشتركة المفترضة.

ففي وقت متزامن هذا الأسبوع، تم الكشف في أنقرة عن تفاصيل المفاوضات لتوسيع القاعدة العسكرية التركية في الدوحة، بينما تعلن وزارة الخارجية الأمريكية امتعاضها من الدعم القطري لمجاميع من الإرهابيين والمنظمات المتطرفة.

إزاء ذلك، شاركت شخصيات من الكونغرس والمتقاعدين العسكريين، في إصدار بيان من داخل الكونغرس يطالب واشنطن "بنقل قاعدة العديد العسكرية الأمريكية من قطر، ويأتي ذلك رفضاً لنهج الدوحة مزدوج الوجه الذي يرعى الإخوان المسلمين، ثم يطب الحماية من واشنطن"، حسب نص البيان.

في المقابل، ذكرت صحيفة "حرييت" التركية، نقلا عن وزير الدفاع التركي إحسان بلبل قوله إن "المفاوضات جارية مع قطر لتعزيز الاتفاقية العسكرية التركية التي جرى إبرامها عام 2014، إضافة إلى توسيع القاعدة التي بدأ إنشاؤها في آذار/مارس 2016، فضلا عن رفع حجم المرابطة العسكرية التركية في الدوحة، بترتيبات مرنة وفقاً للحاجة".

وكانت لجنة الشؤون الخارجية في البرلمان التركي، عقدت جلسة هذا الأسبوع لمناقشة التفاصيل السياسية والأمنية والفنية المتصلة بتوسعة القاعدة التركية.

رئاسة قطرية

 وتتضمن التفاصيل كما أوردتها جريدة "حرييت"، إقامة وحدة عسكرية تكتيكية مشتركة تخدمها القاعدة بعد توسيعها، ليرتفع عدد البعثة العسكرية التركية فيها إلى حوالي 500 – 600 جندي، هم نواة تدار بشكل مشترك من البلدين، وستكون رئاسة الوحدة لضابط قطري برتبة جنرال فيما ينوب عنه ضابط تركي برتبة بريغادير.

وفي معرض التفاصيل، أفادت الصحيفة التركية بأن "نائب حزب الشعب الجمهوري أدغوز ساليش، اعترض على مشروع القاعدة العسكرية، متسائلاً عن جدواه لتركيا في بلد خليجي لا يتجاوز تعداد جيشه 11800 عسكري".

لكن نائب وزير الخارجية أصيت يارديم، قال إن "لتركيا مع قطر مصالح ورؤى سياسية مشتركة، توجب الارتقاء بالعلاقات إلى المستوى الإستراتيجي".

يشار إلى أن الاتفاقية العسكرية والأمنية التي كانت أبرمت عام 2014 بين تركيا وقطر، فضلا عن إنشاء القاعدة العسكرية التي بدأ إنشاؤها عام 2016، قد جرى تبريرهما في حينه بأنهما "لمواجهة الأعداء المشتركين".

ازدواجية التوجهات

ويجري الآن بحث تفاصيل الانتقال بهذه القاعدة إلى مرحلة جديدة لم يتم الخوض في مبرراتها الحقيقية، لكن مراقبين يلاحظون أنها تتزامن مع ارتفاع وتيرة المطالبة في واشنطن، بسحب غطاء الحماية العسكرية عن قطر، المتمثل بالقاعدة العسكرية الأمريكية التي تضم حوالي 10 آلاف عسكري، وذلك بموجب قناعات بأن الدوحة تمارس ازدواجية التوجهات على نحو يهدد المصالح والأمن الأمريكي، فضلاً عن كلفة القاعدة العسكرية  بالنسبة للإدارة الأمريكية الجديدة، لا مبرر للاستمرار بها.

وكان معهد "جينسا" الأمريكي عقد مؤتمرا أخيرا في إحدى قاعات الكونغرس، جرى تخصيصه لإعادة تقييم العلاقات الأمريكية القطرية من وجهة نظر سياسية وعسكرية، في ضوء ما سماه البيان الصحفي بأنه "دعم قطر لجهات إرهابية متطرفة بينها الإخوان المسلمون"، إضافة إلى الدور التحريضي لقناة الجزيرة الفضائية.

شارك في المؤتمر دينيس روس المبعوث الأمريكي الأسبق في الشرق الأوسط، والمستشار براد شيرمان عضو الكونغرس، والجنرال تشارلز والد النائب السابق للقيادة الأوروبية الأمريكية.

ورأى شيرمان أنه "يجب توجيه رسالة للدوحة بأن دعمها للإخوان المسلمين والجماعات الإرهابية خطر عليها، فيما قال تشارلز إن "واشنطن تملك خيار نقل القاعدة العسكرية إلى مكان آخر".

أما دينيس روس فقد أشار إلى "دور قناة الجزيرة كمنصة لبث التطرف"، مشيراً إلى أن "قطر تريد القاعدة الأمريكية لحمايتها وأنّ عليها الاختيار بين حلفائها وبين الجماعات الإرهابية التي تدعمها".

وتضمن المؤتمر استذكاراً بأن وزير الدفاع الأمريكي جيمس ماتيس، كان  حذر القيادة القطرية أثناء زيارته الأخيرة للدوحة قبل أسبوعين، من استمرار دعمها لجماعات الإخوان المسلمين وللتنظيمات المرتبطة بها.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com