كيف تحركت الإمارات سرًا لعزل إيران بالتقريب بين واشنطن وموسكو؟ 
كيف تحركت الإمارات سرًا لعزل إيران بالتقريب بين واشنطن وموسكو؟ كيف تحركت الإمارات سرًا لعزل إيران بالتقريب بين واشنطن وموسكو؟ 

كيف تحركت الإمارات سرًا لعزل إيران بالتقريب بين واشنطن وموسكو؟ 

كشفت صحيفة واشنطن بوست الأمريكية تفاصيل ما وُصف بأنه واحدة من أدقّ الاختراقات الدبلوماسية الدولية التي كانت أطلقتها القيادة الإماراتية في جهودها لتحجيم الخطر الإيراني على دول الخليج والشرق الأوسط.

 وبحسب الصحيفة فإن الجهد الإماراتي جاء من خلال توظيف متغيرات العلاقة بين الإدارة الأمريكية الجديدة والرئاسة الروسية، لهدف فك العلاقة بين موسكو وطهران، ومواجهة التمدد الإيراني في المنطقة، بأساليب غير تقليدية.

وكشفت الصحيفة في تقريرها كيف استطاع ولي عهد أبوظبي  الشيخ محمد بن زايد آل نهيان توظيف أوراق القوة والمبادرة في ترتيبات دولية وسرية يراد منها تنفيذ ما كان عرضه في لقاء بوتين عام 2016، لجهة فك الدعم الروسي لإيران، ولتحقيق هدف تحجيم التمدد الإيراني، بتوظيف الابتكار في أوراق القوة الدبلوماسية.

وكشف التقرير تفاصيل لقاءات سرية جرت في نيويورك ثم في جزر سيشيل، تحول خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية إلى قصة كبرى متحركة تناولتها الصحف والفضائيات الأمريكية والدولية، من زوايا مختلفة، استدعت تعقيبات من البيت الأبيض ومن الأطراف المعنية بالقصة، وبينها وكالة التحقيقات الفيدرالية.

حاجة دول العالم لتقارب واشنطن وموسكو

ووفقًا للصحيفة فإن الشيخ محمد بن زايد يملك رؤية قديمة ومعروفة تؤمن بضرورة أن تكون هناك مبادرات لجَسْر فجوات الحوار بين القوى الكبرى، خاصة الولايات المتحدة وروسيا، وذلك حتى لا تدفع الدول الأخرى أثماناً يمكن تلافيها.

وفي هذا الخصوص، تحديداً، فإن الحوار المباشر أو غير المباشر بين واشنطن وموسكو يمكن أن يُحجّم التمدد الإيراني الذي يهدد دول الخليج والشرق الأوسط، إذا توفّر لهذا الحوار قنوات فيها ما يقتضيه من الابتكار في دواعي التكتم واستكمال موجبات النجاح.

ويكشف التقرير أنه في هذا الإطار جرى ترتيب لقاءين سريين، الهدف منهما تجسير رغبة الرئيسين ترامب وبوتين بالتعاون، بحيث يكون تحجيم إيران جزءاً من هذا البرنامج.

وكانت نقطة البداية التنفيذية في هذه المبادرة الدبلوماسية، المعلومات التي توفرت للطرف الإماراتي من أن الخبير في الشؤون العسكرية إيريك برنس الذي ترك شركته القديمة بلاك ووتر ويعمل الآن رئيساً لمجموعة فوتير للخدمات ومقرها هونغ كونغ، يتمتع بصلات شخصية وثيقة مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، ومع المستشار الأول الاستراتيجي في البيت الأبيض ستيف بانون.

 وزاد القناعة بقدرة "برنس" أن يلعب دوراً في تجسير الحوار بين ترامب وبوتين لهدف تحجيم إيران ومحاربة الإرهاب، كون برنس يتشارك مع بانون مستشار ترامب، في القناعة بأن دبلوماسية الرئيس باراك أوباما، العقيمة، هي التي شجعت على الإرهاب، و أعطت لإيران وموسكو فرصة توثيق العلاقات لغير صالح العرب وأمريكا.

 ففي حديث سابق مع أحد المنابر الإعلامية التي كان ستيف بانون يشرف عليها، أعرب "برنس" عن قناعته بأن الإخوان المسلمين كانوا اخترقوا محيط المرشحة الديمقراطية هيلاري كلينتون من خلال مساعدتها الرئيسية "هوما عابدين". ما يعني أن ايريك برنس، يمتلك الأهلية والوسيلة لأن يكون جزءاً من مبادرة إماراتية مكتومة لتشبيك قناة حوارية خلفية بين واشنطن وموسكو يكون موضوع تحجيم إيران جزءا مهما منها.

جدوى الدبلوماسية المكتومة

وتنقل الصحيفة عن ستيفن سيمون المستشار السابق في مجلس الأمن  القومي، أن المبادرة الإماراتية في توظيف الدبلوماسية، هي أسلوب حصيف ومرغوب لدى القيادات العالمية المحترفة التي تلجأ للتمهيد للقضايا الكبرى بضمانات نجاح مرنة.

كما تنقل أيضاً عن السفير الأمريكي السابق في موسكو مايكل ماغول، أن فكرة الفصل بين موسكو وطهران، التي عمل عليها الشيخ محمد بن زايد، كانت مطروحة في وقت ما من عهد الرئيس باراك اوباما، لكن ما بُذل فيها من جهود كان مبكراً جداً أو غير كافٍ.

وعلى هذه الخلفية، كما يقول تقرير واشنطن بوست، انعقد الاجتماع السري الأول في نيويورك بمشاركة مايكل فلين المستشار السابق لترامب لشؤون الأمن القومي، وجاريد كوشنر زوج ابنة ترامب ومستشاره، ومعهما ستيف بانون مستشار الرئيس الجديد للشؤون الإستراتيجية.

وفي أعقاب اجتماع نيويورك تقدم "برنس" باقتراح أن تتم المتابعة وأن يجري ترتيب لقاء مشترك مع أحد مقرّبي الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.

 وكرر "برنس" أنه مخوّل رسمياً بالمتابعة، وهو الأمر الذي أقنع الطرف الإماراتي بجدوى المتابعة، حيث تم اختيار جزر سيشل لما في ذلك من ضمانات التكتم واستكمال إنضاج الجهد، كما يقول التقرير.

وتشير واشنطن بوست إلى أن اجتماع سيشيل حصل بحدود 11 يناير الماضي وحضره من الجانب الروسي شخص مقرّب من الرئيس بوتين، وايريك برنس باعتباره قريباً أو مخولاً من الإدارة الأمريكية الجديدة.

ووصفت الصحيفة اجتماع سيشيل بالناجح، لكن اللقاءات توقفت بعد ذلك بعد اتساع دوائر الجدل في واشنطن حول موضوع طبيعة العلاقات بين طواقم ترامب وبين موسكو.

واعتذر سفير دولة الإمارات العربية المتحدة في واشنطن يوسف العتيبة عن التعليق على التقرير، في حين قال الناطق الصحفي باسم البيت الأبيض سين سبايسر إنه لا علم لديهم باجتماع سيشيل، وإن ايريك برنس لم يكن جزءاً من ترتيبات المرحلة الانتقالية التي فصلت بين نجاح الرئيس ترامب في الانتخابات وبين موعد تنصيبه وانتقاله الرسمي للبيت الأبيض.

أما ايريك برنس، وهو أيضاً شقيق وزير التربية في حكومة ترامب بيتس ديفوس، فقد وصف تقرير البوست عن قناة خلفية بين واشنطن وموسكو بأنه "فبركة"، لكنه لم ينفِ أن اجتماع سيشيل قد حصل.

يشار الى أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب كان اتصل هاتفياً بالشيخ محمد بن زايد يوم الأحد 30 يناير الماضي وتناول الحديث جملة من القضايا التي تتفق فيها وجهات النظر حول ضرورة تجاوز مرحلة الفوضى من خلال التعاون المشترك للقضاء على الإرهاب ومواجهة خطر التمدد الإيراني في الخليج والشرق الأوسط.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com