كيف ستواجه السعودية تحديات تطوير القطاع السياحي؟
كيف ستواجه السعودية تحديات تطوير القطاع السياحي؟كيف ستواجه السعودية تحديات تطوير القطاع السياحي؟

كيف ستواجه السعودية تحديات تطوير القطاع السياحي؟

تناولت وكالة "بلومبيرغ" الاقتصادية واقع وتحديات السياحة في المملكة العربية السعودية، باعتبارها غير مستعدة للسياح، بسبب طبيعة تعاليمها المجتمعية، في حين أن إحداث ثورة في الاقتصاد والسياحة تتصدر قائمة الإدارة في البلاد.

وتشير الوكالة إلى أن المملكة "ستتمكن من خلق فرص عمل للمواطنين الذين يعد غالبيتهم من الشباب، وكسب عائدات تكفي لتقليل الاعتماد على النفط". واستقبلت السعودية قرابة 18 مليون زائر خلال العام الماضي، لكن أغلبهم من الحُجاج والمعتمرين.

وبينت الوكالة "أن الكثير من العقبات تجعل من الصعب تصور امتلاء المملكة بالسياح لقضاء العطلات بقدر صعوبة تصور توقف اعتماد المملكة على الوقود الأحفوري".

ولا تصدر السعودية تأشيرات سفر سياحية، كما أن حظرها للكحول وزيها الصارم والقيود على الاختلاط بين الجنسين تعد تحذيراً للكثير من الأشخاص الذين يرغبون بالاستجمام والتسلية.

 هناك طلب

ويذكر جارود كايت مدير المنتجات في شركة السياحة البريطانية "Steppes Travel"، أن الشركة ستقدم أول جولة لها في المملكة العربية السعودية الشهر المقبل.

وأوضح أن تكلفة الجولة تصل إلى 6 آلاف دولار للشخص الواحد ولم يكن من السهل تنظيم الجولة نظراً للحاجة لتأشيرات دعوة.

وأشار كايت إلى أن المسافرين المخضرمين لم يقاوموا العرض نظراً لرغبتهم الشديدة بزيارة بلد غير عادي كان موضوعاً على قائمة الدول التي يرغبون بزيارتها. معبراً عن أمله بأن يتمكن من القيام بذلك مجدداً بالقول " أصبح من الواضح جداً أنه كان هناك طلب للذهاب للمملكة".

وتحرص السعودية على الاستفادة من عائدات السياحة، فخطتها لما بعد النفط المعروفة برؤية المملكة لعام 2030 تتضمن اتخاذ تدابير لتشجيع قطاع الترفيه وتطوير المناطق الساحلية والمواقع التاريخية، مثل مدينة العلا الذي يقام فيها منتجع شادن الصحراوي.  وبالقرب منها تقع أطلال مدائن صالح التي يبلغ عمرها 2000 عام، وهي آثار من الحضارة القديمة نفسها التي بنت مدينة البتراء في الأردن.

المسؤول عن الحملة السياحية هو الأمير سلطان بن سلمان رئيس الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني. إذ ذكرت الوكالة أن المملكة تنبهت أخيراً للأفكار التي كان يروج لها منذ أعوام.

وبحسب "بلومبيرغ" ، قال الأمير سلطان إنه " تم الاستثمار بالكثير، لكن ليس في المواقع السياحية كما يرغب لكن في مجال دعم البنية التحتية من مطارات وطرق وما إلى ذلك".

 ونفى الأمير المخاوف من أن انفتاح المملكة المحافظة، على الأجانب "من شأنه أن يسبب متاعب" مضيفا "الأشخاص يقولون إن البيئة الاجتماعية غير سليمة. أنا اقول لهم باستمرار: البيئة الاجتماعية ستتبع التيار العام، وهذا ما يحدث اليوم".

انتظار السياح

ويذكر الأمير سلطان قائمة من المتاحف التي توشك المملكة على افتتاحها وأخرى يعتزم اصدار تكليف لانشائها. وقال إنها ستدفع المسلمين للتعرف على الإسلام في مكان ولادته. فالبعد الديني قد يساعد في كسب دعم رجال الدين السعوديين.

بينما أكدت الوكالة أن الاستثمار في التراث الثقافي جارٍ أيضاً، إذ خصصت المملكة لها 5 مليارات ريال (1.3 مليار دولار). كما أن المملكة تشجع الإنفاق الخاص من الشركات أمثال شركة الجزيرة سفاري ومقرها جدة والتي تقوم ببناء منتجع شادن وهو مشروع تكلفته 100 مليون ريال.

ويتطلع سعوديون في المملكة لفرص الاستثمار بالقطاع السياحي، إذ يعتزم المزارع أحمد المسعود تحويل بساتين البرتقال التي يملكها إلى منتجع يعلم السياح الزراعة التقليدية. ويقوم رجل الأعمال فارس الحربي باستيراد هدايا تذكارية من الصين لذات الغاية.

وتشير الوكالة إلى أن الجميع بانتظار السياح. وفي أحد الأيام أخيراً، كان المكان بأكمله تقريباً مخصصاُ لبيرجيت ميتشيل البالغة من العمر 56 عاماً. وهي مدرسة أمريكية تعيش في المملكة، إذ استقلت حافلة للوصول للمنتجع ومعها الجيتار الخاص بها، وكانت تعزف عليه عندما تتوقف الحافلة للراحة طوال الطريق. قالت ميتشيل بينما تمشي بين المقابر المنحوتة "يا إلهي، لا أصدق أن باستطاعتنا المشي هنا".

ووسط رغبة لدى السعوديين في استقبال السياح فإن أغلب الزوار هم مقيمون في السعودية أو مواطنون من دول الخليج الأخرى الذين لا يحتاجون لتأشيرات. فيما لم تذكر الحكومة متى ستبدأ بإصدار التأشيرات السياحية العادية كبقية دول المنطقة.

بدوره، قال أحد مالكي المنتجعات الداخلية" التأشيرات أساسية لمعرفة الأعداد التي ستأتي"، لكنه يرى مشكلة "فالمستثمرون لا يرغبون بالقدوم للمملكة لأن السياح لم يأتوا، والسياح لا يرغبون بالقدوم لأن الخدمات لم تأت بعد".

ليلة الأفلام

وفي أسبوع افتتاح المنتجع الجديد، كان هناك برنامج لعرض الأفلام السعودية في مدينة العلا يقام على منحدر نظراً لعدم وجود دور سينما في المملكة. بينما وجد البعض أن هناك "تذمرا مسبقا حول التأثير المفسد لمثل هذه العروض".

وخلال الحدث، اجتمع النساء والرجال في سياراتهم لمشاهدة الفيلم بينما تجول الباعة لبيع الشاي للحضور في أجواء ممتعة، وأوضح المحلل في شركة " Control Risks" غراهام غريفيث أن " المملكة تضم بعض الموارد الطبيعية الجميلة للسياحة" إلا أن السعوديين سيعانون للحصول على عائد من استثماراتهم " إن لم ينفتحوا قليلاً".

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com