كيف يواجه الليبراليون في السعودية جدلية وصمهم بالفساد والإلحاد؟
كيف يواجه الليبراليون في السعودية جدلية وصمهم بالفساد والإلحاد؟كيف يواجه الليبراليون في السعودية جدلية وصمهم بالفساد والإلحاد؟

كيف يواجه الليبراليون في السعودية جدلية وصمهم بالفساد والإلحاد؟

يثير ربط الكثير من السعوديين للتيار الليبرالي بأمور مشينة في المجتمع السعودي المحافظ؛ كالتحلل الأخلاقي والفساد الاجتماعي والإلحاد الديني، حفيظة مثقفين سعوديين يتهمون المنتقدين لليبرالية بعدم فهم محتواها.

ويرى الكاتب شافي الوسعان أن "العادة جرت في الخليج عمومًا على أن يوصم بالليبرالية كل مخالف للتيار الديني، مع أنها ليست دينًا كما يتوهم البعض، إنّما هي اتجاه فلسفي يقوم على أساس الحرية المنضبطة بالأخلاق والشرع والقانون، لكن تقديمها بهذا الشكل يهدف إلى تجريمها والإساءة إليها، وإلصاق السيئين بها، بتصوير أنها مرادفة للتحلل والفساد والإلحاد".

ويقول الكاتب، في المقال الذي نشرته صحيفة "الوطن" السعودية، اليوم الأحد، إن "الليبرالية ليست كذلك؛ وقد تكون ضرورة للمجتمعات بما توفره من مناخ مناسب لتقديم الدين بصورته الزاهية ومبادئه العظيمة في الحرية والمساواة والعدالة الاجتماعية، وبما تقرره من التنوع والتعدد والاختلاف وسيادة القانون، فهي أشبه بالإناء الذي يقدم فيه الطعام، مهما كان لذيذًا فلن يقبل ما لم يقدم في إناء نظيف".

ويستشهد بمقولة "حيثما وجدت المصلحة فثم شرع الله" ليشير إلى أن كل ما يحقق قيمًا عظيمة، ويحارب الفساد والظلم والفقر والجهل والتخلف فهو من الشرع.

بعض دعاة الليبرالية يعادون الدين

ويعتبر الكاتب أن "بعضًا من المحسوبين على التيار الليبرالي في السعودية - إن كان لهم وجود أصلًا - هم أبعد ما يكونون عن مبادئ الليبرالية وتعاليمها، وأنهم ليسوا أكثر من معادين للتيار الديني المعتدل وغير المعتدل، بل إن بعضهم لا يقلون عن المتطرفين في الهمجية والإقصاء، وحين تتشكل لديهم عقدة ضد جماعة إسلامية معينة، أخذوا يعممونها على كل ما له علاقة بالدين، ويقيسون جميع الإسلاميين بمعاييرها.. كما أن معرفتك بآثام أي جماعة لا تبرر لك الخروج عن إنسانيتك، والانسلاخ من هويتك وجلدك، أو أن تتحول من ناقدٍ للتراث والتاريخ إلى رافض لهما بالكلية".

ويضيف أن "الانفتاح على الآخر لا يعني الاندماج فيه، أو أن تكون نسخة طبق الأصل عنه، بقدر ما أن تتعايش معه وتحترم خياراته، فتتعامل معه بمثل ما تحب أن يعاملك، أما أن تتنازل عن مبادئك وهويتك ومعتقداتك من أجل أن يقال عنك: مثقف أو صاحب رأي!، فأنت بذلك لا تفرق بين الانهزامية والعقلانية، وستكون في نظر الآخرين محتقرًا بقدر ما تقدمه من تنازلات".

وكثيرًا ما توصم دعوات الانفتاح أو الانحياز للفنون أو رفض رقابة الشرطة الدينية، بأنها دعوات خارجة عن أعراف المجتمع السعودي، ومدسوسة من الخارج، ويروج لها دعاة الليبرالية، أو ما يحلو لبعض السعوديين وصفهم بـ "بني ليبرال" للإمعان في الاستهزاء بهم.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com