بعد هجومي إسطنبول والقاهرة.. كاتب سعودي يدعو لـ"تجديد الفقه الإسلامي"
بعد هجومي إسطنبول والقاهرة.. كاتب سعودي يدعو لـ"تجديد الفقه الإسلامي"بعد هجومي إسطنبول والقاهرة.. كاتب سعودي يدعو لـ"تجديد الفقه الإسلامي"

بعد هجومي إسطنبول والقاهرة.. كاتب سعودي يدعو لـ"تجديد الفقه الإسلامي"

دعا كاتب سعودي إلى "تجديد الفقه الإسلامي" لقطع الطريق أمام من يتخذون ما سمّاها "فتاوى من التراث" ذريعة لتنفيذ عمليات إرهابية، وذلك بعد هجومين استهدفا أخيرًا إسطنبول والقاهرة،.

وقال الكاتب المعروف عبده خال، في مقال نشرته صحيفة "عكاظ" اليوم الثلاثاء، إنه "خلال ثلاثة أيام كانت موجة الإرهاب منهمكة في استكمال مشروعها الإرهابي من خلال ضرب تركيا ومصر، وليس غريبًا أن نسمع غدًا حدوث كارثة في أي مكان".

وأضاف أن "تغير مواقع الإرهاب على الخريطة العالمية، يشي بأن الحلول المتبعة لمحاربته لا تزال قاصرة عما يجفف أدمغة الإرهابيين لكي يقلعوا عن أفكارهم، والتدليل على القصور أننا نجد أشخاصًا يتقاطرون للدخول إلى هذا الفكر إما بالالتحاق العسكري أو التنظيمي أو التمويلي".

وتابع أنه "مع كل سفك دماء تعود المطالبة بتجديد الخطاب الديني، والاستغراب أن هذه الدعوة تحولت إلى كليشهات صحفية تم استنساخها من قبل الكثير الذين يظهرون في وسائل الإعلام؛ سواء كانوا مسؤولين سياسيين أو محليين لبرامج إخبارية، بينما لا تجد رجل دين ضمن إطار الفكر المتشدد يقول أو يقبل بتوزيع هذا المصطلح على مريديه بالرغم من وجوده كموظف داخل مؤسسة دينية حكومية".

رفض فكرة التجديد

وأكد الكاتب أن "الدعوة لتجديد الخطاب الديني صياغة خرجت من أفواه المثقفين وتبنتها الدول كمحاولة للتجفيف، فسارعت إلى تغير المناهج وتكثيف الندوات والمحاضرات وفي كل الحالات لم تصل الدول إلى شيء يذكر من التجديد، كما أن تزايد عمليات الإرهاب في العالم يعطي إشارة إلى أن تجديد الخطاب يحدث شكليًا، بينما هي عاجزة عن إحداث تغير على الأقل بين مؤسساتها وأفرادها العاملين فيها، حتى بلغ الأمر أن المتحدثين في تلك المؤسسات يرفضون فكرة التجديد وإن تم قبول المصطلح لكن الجميع يسير بنمط التفكير القديم نفسه".

وأردف بالقول "بمعنى أن الطالب العامل على إحداث التغير يعيد استنساخ الفقه الذي يستند إليه الإرهابي، والطامة تقبع هنا، ولن ينتهي الإرهاب في الوقت الراهن إذ لم يتم تفنيد بعض الفتاوى في إرثنا الفقهي الإسلامي والرد عليها بالنقد وحلحلة أحكامها الفقهية بفقه معاصر يتناسب مع الزمن، إذ لا يمكن تسير المجتمعات الحديثة بجملة فتاوى قيلت قبل مئات السنوات ولا تزال تحكمنا".

وطالب الكاتب في ختام مقاله بالتجديد، معتبرًا أن "هذه المهمة لا يصلح لها إلا مجددو الأفكار في الفقه الإسلامي، وليس من قام أو يقوم بنسخ المجلدات التراثية قولًا وفعلًا وترويجًا".

ليست الأولى من نوعها

الدعوة لتجديد الخطاب الديني، ليست الأولى من نوعها في العالم الإسلامي، ولكن الجديد أن صداها بات موجودًا حتى في المجتمع السعودي المحافظ.

وبدأت الدعوات لتجديد الخطاب الديني منذ أكثر من 150 عامًا؛ في الوقت الذي رأى فيه أستاذ علم الجمال والأدب الحديث في جامعة حلب السورية سعد الدين كليب، أنه "منذ عصر التنوير العربي أي من أواخر القرن الـ19، لم تتوقف الدعوات إلى تجديد الخطاب الديني وإعادة فهم التراث عصريًا وإعادة كتابة التاريخ وضرورة التمييز بين الأصيل والزائف من القيم الحضارية العربية.. وما زلنا نمارس الدعوات ذاتها وكأننا نقولها للمرة الأولى!".

من ناحيته، قال الكاتب والناقد محمد المطرود، إن "السبب في عدم نجاح دعوات تجديد الخطاب الديني يعود إلى عدم وجود رعاية حقيقية لها، بل على العكس لقيت محاربة وتشكيكا وتخوينا وتكفيرا، ولهذا ارتد أصحاب المشاريع الاستشرافية إلى التراث وما سواه تملصًا من المساءلة".

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com