حلم شعوب الخليج باتحاد دولهم الست يسير "بسرعات" متفاوتة.. فمتى يتحقق؟
حلم شعوب الخليج باتحاد دولهم الست يسير "بسرعات" متفاوتة.. فمتى يتحقق؟حلم شعوب الخليج باتحاد دولهم الست يسير "بسرعات" متفاوتة.. فمتى يتحقق؟

حلم شعوب الخليج باتحاد دولهم الست يسير "بسرعات" متفاوتة.. فمتى يتحقق؟

رغم أن البيان الختامي لقمة دول مجلس التعاون الخليجي، مساء الأربعاء، لم يتخذ قرارا نهائيا بخصوص الاتحاد الخليجي وترحيل ملفه إلى القمة الـ38 في الكويت، إلا أن الواقع يقول إن قادة دول الخليج بدأوا بالفعل خطوات جادة نحو الاتحاد، وإن بحماسة متباينة.

وكانت التوقعات التي سبقت عقد القمة في العاصمة البحرينية المنامة، تدور حول إمكانية أن يعلن المجتمعون قيام الاتحاد الخليجي الذي بدأ الحديث الجدي عنه قبل نحو خمس سنوات.

اتحاد بدوافع مختلفة  

وتختلف قوة الدوافع التي تحكم دول مجلس التعاون الخليجي، نحو الاتحاد؛ ما يفسر تفاوت درجات الحماسة له والرغبة في التسريع به من دولة إلى أخرى وفقا لمصادر دبلوماسية خليجية تحدثت لـ"إرم نيوز".

وتواجه المملكة العربية السعودية، تحديات إقليمية غير مسبوقة، واستحقاقات في المواجهة الإقليمية والدولية، وبدأت تأخذ الأمور بيدها، وتحتاج بشكل سريع إلى تحالفات جديدة، لسد الفراغ الذي تركه الانكفاء الغربي والتردد الدولي.

أما دولة الإمارات العربية المتحدة فهي في وضع مريح نسبيا من حيث الاستقرار السياسي والاجتماعي، والتحالفات الإقليمية والدولية، إذ إن كلفة أي خطوة وحدوية لن تكون باهظة بالنسبة لها.

وكنقطة انطلاق للاتحاد المنتظر تعمل السعودية والإمارات منذ عام ونصف العام تقريباً بشكل مشترك عن طريق مجلس تنسيقي يرأسه مسؤولون بارزون من البلدين. ويؤكد المسؤولون في الدولتين أن "هذا المجلس يعدّ بمثابة رافد للاتحاد ورافعة له، وليس بديلا عنه".

ويختلف الوضع في مملكة البحرين، التي تواجه ضغوطا أمنية داخلية، تغذيها تدخلات إقليمية؛ ما   يتطلب نوعا من المساعدة الخليجية.

أما دولة قطر فتحتاج إلى مراجعة في سياساتها الخارجية التي باتت في جانب منها تقيّد حرية حركتها الخليجية، بسبب دعمها لحركات الإسلام السياسي، إضافة إلى العبء الذي تضعه عليها قناة الجزيرة وأذرعها الإعلامية الأخرى.

ولا تزال الكويت تعاني من آثار الغزو العراقي، التي ترتب عليها حسابات دقيقة سواء في العلاقات مع العراق وإيران، وحساب مدى تأثير أي علاقة وحدوية خليجية مع هاتين الدولتين.

ويختلف الوضع في سلطنة عمان، إذ ترتبط نظرتها للاتحاد الخليجي بسياسة مزمنة قائمة على النأي بالنفس عن الملفات الساخنة في المنطقة، "فهي سعيدة بمهمة إطفاء الحرائق السياسية".

لكن يبدو أن هذه المهمة لا تلبي طموحات شعوب دول الخليج، التي أصبح التفاوت بين سياساتها يشكل ثغرات تسمح بتدخلات إقليمية، تهدد أمن المنطقة.

وقال وزير الخارجية البحريني الشيخ خالد بن أحمد آل خليفة  في تصريحات صحفية بعد القمة "إن الاتحاد الخليجي بند دائم ومستمر في كل اجتماعات القمم الخليجية، وإن السياسة المتبعة في أعمال اللجان كافة تسير في هذا الاتجاه".

وأشار إلى أنه "لم تكن هناك نية للإعلان ولم يتخذ قرار بتأجيله، والجميع يعلمون أن هذا مطلب شعبي، وكلنا نعي أن مسألة الاتحاد مهمة جدا، ولكنها تحتاج إلى خطوات مهمة أيضا تقوم على مسائل تكاملية، خصوصا في الجانب الاقتصادي وأمور أساسية أخرى".

وتابع "الاتحاد يتمثل في مواقف دول الخليج مع بعضها البعض، بدليل أن دول المجلس تدافع عن الحدود السعودية مع اليمن، وأيضا الاتفاق على الهاجس الأمني والتنسيق المستمر لمواجهة أي تحديات تهدد أمن دول الخليج وشعوبها" مضيفا "هذه مجتمعة تعتبر المقومات الأساسية لأي اتحاد، والعمل جار ومتواصل".

من جهة أخرى قال إعلامي سعودي بارز لـ "إرم نيوز" إن الاتحاد الخليجي "بدأ بالفعل بين دول الخليج قبل القمة فمن ينظر للملك السعودي سلمان بن عبد العزيز في قطر قبل يومين يعرف تلك الحقيقة عندما يقارنها بعلاقة البلدين المتأزمة قبل عامين فقط".

وأضاف الإعلامي السعودي الذي فضل عدم ذكر اسمه حتى لا يبدو مناقضاً للبيان الختامي للقمة الخليجية، أن الزيارة التي قام بها الملك سلمان للإمارات وقطر والبحرين، ويقوم بها الآن للكويت، "تمثل احتفالاً غير رسمي بقيام ذلك الاتحاد، وهو ما عكسته الأجواء الاحتفالية التي رافقت تلك الزيارات".

وتشارك دول الخليج باستثناء سلطنة عمان منذ مارس/آذار 2015 في تحالف عسكري يستهدف جماعة الحوثيين اليمنية وحليفها الرئيس المخلوع علي عبدالله صالح، ويُنظر إلى ذلك التحالف كواحدة من أكبر خطوات الاتحاد بين دول الخليج.

ويقول مراقبون وتحليلات سياسية "إن دول الخليج خطت في عام ونصف العام نحو قيام الاتحاد الكامل بين دولها ما لم تخطوه في سنوات ماضية، وإن الإعلان الرسمي لذلك الاتحاد لن يتم ما لم يشمل دول الخليج الست، رغم كونه متحققا حالياً بين بضع دول خليجية بشكل ثنائي ومختلف من ثنائية لأخرى، تبدو فيها علاقة السعودية والإمارات الأقرب للاتحاد، فيما تبدو علاقة سلطنة عمان بالدول الخليجية الأخرى الأبعد عنه".

وكتب الباحث السياسي العماني زكريا المحرمي قبيل عقد قمة المنامة على حسابه في تويتر قائلاً "الموقف العماني من الاتحاد الخليجي واضح: وفقكم الله وجمع قلوبكم على المحبة وأبواب عمان ستظل مفتوحة لكم بل إن اختلفتم في التفاصيل سنقرب بينكم".

وبعد صدور البيان الختامي عاد المحرمي وقال "عدم تعرض البيان الختامي لقمة مجلس التعاون لفكرة الاتحاد الخليجي يؤكد تجميدها والتوافق على تطوير أداء المجلس أمنياً واقتصادياً، إنه صوت الحكمة".

وينظر لذلك الرأي على أنه يعكس موقف السلطنة من الاتحاد، والذي يطالب بمزيد من التنسيق والتطوير بين دول الخليج تحت مظلة منظمة مجلس التعاون الخليجي القائمة حالياً قبل الحديث عن الاتحاد، وهو ما تم الاتفاق عليه في قمة البحرين.

ويقول محللون سياسيون إن الاتحاد الخليجي الذي تتطلع له شعوب دول الخليج وقادتها، لا يعني إطلاق صيغة عمل مؤسسية جديدة فورا ولا يعني إلغاءً أوتوماتيكيا لمجلس التعاون، بل سيبنى الاتحاد الخليجي على كل الإرث السياسي والتنظيمي الذي حققه مجلس التعاون منذ تأسيسه قبل 35 عاماً.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com