عبدالله بشارة: دول الخليج تقود تحولًا لإعادة المنطقة إلى العقل والحكمة
عبدالله بشارة: دول الخليج تقود تحولًا لإعادة المنطقة إلى العقل والحكمةعبدالله بشارة: دول الخليج تقود تحولًا لإعادة المنطقة إلى العقل والحكمة

عبدالله بشارة: دول الخليج تقود تحولًا لإعادة المنطقة إلى العقل والحكمة

قال الأمين العام الأسبق لمجلس التعاون الخليجي، عبدالله بشارة، إن دول مجلس التعاون الخليجي تمتلك قوى مستدامة تدفع بها الآن إلى رسم نظام إقليمي جديد، خالٍ من إيديولوجيات مدمرة، تتعايش فيه مختلف الشعوب بلا تمييز، وبلا استيطان عقائدي، ويهدف لحماية وإدامة هوية دول المجلس.

وأضاف بشارة أن "معارك سوريا ودعم المعارضة، والتصدي لبرامج إيران، ومتابعة أوضاع العراق، ودعم الشرعية في اليمن، كلها حالات تؤكّد التحول الخليجي الاستراتيجي نحو عودة المنطقة إلى العقل والحكمة".

جاء ذلك خلال مشاركة بشارة بورقة عمل عن مجلس التعاون والهوية في ندوة واسعة بالكويت استمرت ثلاثة أيام تحت عنوان "تجارب في تعزيز الهوية والمواطنة الخليجية"، شارك فيها عدد كبير من مختلف التخصصات.

واستذكر الأمين العام الأسبق لمجلس التعاون أنه في العام 1980، وفي 25 أيار/مايو من ذلك العام، وقّع القادة على وثيقة قيام مجلس التعاون، وأنه كان  شاهدًا قريبًا من ذلك الاحتفال، الذي نقل دول الخليج إلى مرحلة العمل الجماعي التعاوني لحشد كل ما يتوافر من أجل صون الهوية الخليجية.

كبح التهور الإقليمي

ووصف بشارة الخلفية التاريخية لذلك المشهد، بأنها تمثلت بتداخل أبناء المنطقة ووحدة مصيرهم وتشابك جهودهم للبقاء، وكانت عاملًا جوهريًا في نجاح التجربة، ومع ذلك، كان الهم الأكبر للقادة الحد من مخاطر الحرب العراقية ــ الايرانية واسقاطاتها، وما تحمله من احتمالات مؤذية للخليج وهويته، بعد تراكم الضغوط على الطرفين للاندفاع نحو المزيد من التهور.

وقال إن "نظام صدام حسين لم يكن آنذاك بريئًا من تهورات ترسم حقيقة ذلك النظام المتوحش، كما لم يكن نظام آية الله خميني في طهران بعيدًا عن الراديكالية الطائفية، التي وظفها لبناء قواعد له، لا سيما داخل دول المجلس التعاون الخليجي".

قمة أبو ظبي

وأكد بشارة أن "سلامة الخليج العربي كانت عنوانًا لقمة أبو ظبي، وصار مجلس التعاون الكفيل بها، واندفع المجلس في مسيرته، يشيد آليات الوقاية، ويدفع بتعزيزات سياسية واقتصادية تضم الجميع، وتغرس في شعورهم بأن أمنهم مضمون، وعليهم العطاء لمرحلة جديدة، والسهر على سلامتها. فمنذ اليوم الأول حتى الآن لم تتهاون القيادة الخليجية في اتخاذ الضرورات لهندسة محميات تصد في شكل تكامل أمني ـ عسكري، وانسجام سياسي، ووحدة مواقف، وغيرة ضمير في حرصها على نظافة هذا الإقليم".

التحول الخليجي الاستراتيجي

ويرى بشارة أن "هناك ثلاثة أمور تظل رفيقة للقادة، أولها، الحرص على السيادة بالشكل المألوف في دول محصنة وحدود آمنة، وصداقة منفتحة، وثانيها، الانسجام الداخلي في تداخله مع القيادة وتلاحمه التاريخي مع نظامه السياسي، وآخرها الهوية الخليجية، ومغزاها الولاء للأرض والاعتزاز بالوطنية وحمل تلك الهوية بكبرياء يتناسب مع مكانتها".

وقال: "لا أنسى هذه المرتكزات الخليجية التاريخية، التي وفرت الحماية لدول الخليج من الابتزازات، ومن السعي الى الهيمنة، ومن التطاول الإيديولوجي الثوري من مجموعات محترفي الإرهاب. وما دعم الشرعية في اليمن ومعارك سوريا والتصدي لبرامج إيران، إلا حالات تؤكد التحول الخليجي الاستراتيجي نحو عودة المنطقة إلى العقل والحكمة".

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com