"حكومة السعادة" الإماراتية تثير شجن دول الخليج الأخرى
"حكومة السعادة" الإماراتية تثير شجن دول الخليج الأخرى"حكومة السعادة" الإماراتية تثير شجن دول الخليج الأخرى

"حكومة السعادة" الإماراتية تثير شجن دول الخليج الأخرى

لقي الإعلان عن التشكيل الحكومي الجديد في الإمارات، صدى واسعاً في دول الخليج الأخرى، يفوق من حيث الكم، تفاعل الإماراتيين أنفسهم مع حكومتهم الجديدة، التي ضمت وزيرة للسعادة، في سابقة هي الأولى من نوعها في العالم.

وتعرضت حكومات بعض دول الخليج، لانتقادات كبيرة، خلال الأشهر الأخيرة، بسبب اعتزامها تطبيق خطط للتقشف، ورفع الدعم الحكومي الذي وفر مستوى عاليا من الرفاه لمواطنيها خلال الأعوام الماضية، لكنها تنوي التراجع عن سخائها مع شعوبها بسبب تهاوي أسعار النفط، الذي يشكل المورد المالي الرئيس لها.

ويرى مواطنو دول الخليج بشكل عام، أن حكوماتهم المتعاقبة، لم تستفد من أعوام الفوائض المالية الكبيرة التي وفرها بيع برميل النفط بأكثر من مئة دولار، ولم تنجح في بناء اقتصاد متعدد المصادر لا يعتمد على النفط وحده.

لكن هذا الرأي لا يشمل الإمارات، التي لا تتجاوز إيرادات النفط في اقتصادها 30%، بعد أن نجحت الدولة الخليجية في التحول لمركز تجاري ومالي وسياحي عالمي يقصده الملايين من كل دول العالم.

وجاء إعلان الإمارات هذا العام عن نيتها التحول إلى دولة لا يعتمد اقتصادها على النفط بتاتاً، والاحتفال بآخر برميل نفط يسهم في إيرادات الدولة، ليزيد من الضغط على حكومات باقي دول الخليج، التي يزور مواطنوها الإمارات باستمرار، ويرون عن قرب التطور الذي يعيشه سكانها.

ويقول مراقبون إن الإعلان عن تشكيل حكومي جديد في الإمارات، أمس الأربعاء، "كان الشعرة التي قصمت ظهر البعير لحكومات دول الخليج الأخرى، إذ رأت عن قرب مشاعر الغضب والحسرة على شعوبها، وهم يتابعون تفاصيل الحكومة الإماراتية الجديدة التي خصصت ثلاثة وزراء للتعليم، ووزيرة للسعادة وأخرى للشباب".

وكان التشكيل الحكومي في الإمارات، بالفعل، الموضوع الأكثر تفاعلاً على مواقع التواصل الاجتماعي التي يستخدمها الخليجيون، حيث تغنوا بـ"حكومة السعادة" كما وصفوها في كثير من تدويناتهم، التي لم تخل أغلبها أيضاً من النقد اللاذع لحكومات بلادهم.

وأشاد إعلاميون وكتاب ورجال دين وبرلمانيون وسياسيون وشخصيات عامة في المجتمعات الخليجية، بالحكومة الإماراتية الجديدة، فيما انتقدوا حكومات بلادهم.

وكتب الإعلامي السعودي حافظ المدلج، على حسابه في "تويتر" معلقاً على الحكومة الإماراتية الجديدة التي ضمت وزيرة للشباب يبلغ عمرها 22 عاماً: "كتبت مراراً عن حلمي برؤية شباب في مجلس الشورى، الشيخ #محمد_بن_راشد، برؤيته، يضع شاباً وزيراً فيحقق ما هو أبعد من أحلامي".

وكانت الإمارات وحكومتها الجديدة، الموضوع الرئيس لصحيفة "السياسة" الكويتية، ليومين متتاليين، والتي عنون رئيس تحريرها أحمد عبدالعزيز الجار الله، افتتاحية صحيفته ليوم الأربعاء، بالقول: "محمد بن راشد.. خفف الوطء حتى نستطيع اللحاق بك"، فيما عنون افتتاحية اليوم الخميس بـ"سيف الإمارات وعقيدة التكامل".

والأمر ذاته ينطبق على كثير من وسائل الإعلام الخليجية، وكتاب الرأي في الصحف الخليجية الكبرى، والذين تغنوا بـ"حكومة السعادة" الإماراتية وتجربة البلد الخليجي، داعين حكومات بلادهم إلى "السير في الاتجاه ذاته من الآن".

ويقول مراقبون إن "التجربة الإماراتية التي أثبتت نجاحها، ستفرض نفسها على حكومات دول الخليج، لتسير في الاتجاه ذاته، ولو بشكل متأخر عن الإمارات"، مشيرين إلى "اعتزام الحكومة الكويتية إرسال لجنة حكومية للاطلاع على تلك التجربة تمهيداً لتطبيقها في الكويت".

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com