مخالفات الإيرانيين العادية لم تعد مقبولة في الكويت‎
مخالفات الإيرانيين العادية لم تعد مقبولة في الكويت‎مخالفات الإيرانيين العادية لم تعد مقبولة في الكويت‎

مخالفات الإيرانيين العادية لم تعد مقبولة في الكويت‎

يلقي توتر العلاقات السياسية بين دول الخليج وإيران، بظلاله على الكويت، متجاوزاً الموقف الرسمي للبلد الخليجي الذي تراجعت علاقته بإيران كثيراً في الأشهر الأخيرة، ليصل إلى الموقف الشعبي الذي بدأ ينظر بعين الريبة والشك والقلق من الإيرانيين في البلاد.

وتقابل بعض المخالفات التي يرتكبها الإيرانيون المقيمون في الكويت، بردود فعل غاضبة من قبل الكويتيين، رغم أنها مخالفات ينتمي مرتكبوها لمختلف الجنسيات المقيمة في البلد الخليجي النفطي الذي يستضيف نحو 2.8 مليون وافد.

إلا أن رد فعل الكويتيين يبدو أكبر بكثير عند الكشف عن تورط إيرانيين في جرائم خطرة مثل تجارة المخدرات والسلاح، لتصل مطالب البعض منهم إلى حد الطلب من الحكومة بطرد جميع الإيرانيين المقيمين في البلاد.

وشهدت مواقع التواصل الاجتماعي في الكويت، الأربعاء، انتقادات حادة من قبل المدونين الكويتيين لحكومتهم عقب ضبط إيرانيين أثناء محاولتهم تهريب نحو ربع طن من مادة الحشيش المخدرة إلى الكويت عبر البحر بواسطة قارب خشبي.

وكثيراً ما يتورط إيرانيون بإدخال مواد ممنوعة إلى الكويت عبر البحر بقصد التجارة مستفيدين من قرب المسافة بين البلدين، لكن بعض تلك المواد كالمخدرات تشكل قلقاً لدى الجهات الأمنية التي فرضت مزيداً من الإجراءات الأمنية في الآونة الأخيرة.

وقال محامي كويتي مقرب من وزارة الداخلية الكويتية لشبكة "إرم" إن نظرة الكويتيين إلى المقيمين الإيرانيين تغيرت كثيراً في السنوات الماضية بسبب الصراعات التي تشهدها دول المنطقة، لاسيما في سوريا والعراق والتي تدعم فيهما طهران أحد طرفي الصراع في تلك الدول فيما تقف الكويت مع الطرف الآخر.

وأضاف المحامي مشترطاً عدم ذكر اسمه، إن القبض على خلية العبدلي العام الماضي ساهم بشكل كبير أيضاً في تغيير نظرة الكويتيين للمقيمين الإيرانيين بعد الكشف عن علاقة بعض أفراد الخلية بالحرس الثوري الإيراني.

وقضت محكمة الجنايات الكويتية قبل نحو أسبوعين بإعدام إثنين من أفراد الخلية الـ 26 بينهم واحد إيراني الجنسية بعد ضبط مخازن سلاح كبيرة لدى الخلية المتهمة بالعمل مع الحرس الثوري الإيراني وحزب الله اللبناني.

ورغم أن الموقف الرسمي للكويت تغير أيضاً تجاه إيران بعد سنوات من العلاقة الجيدة بين البلدين مقارنة بعلاقة طهران بباقي دول الخليج، إلا أن الكويتيون يبدون غير راضين عن شكل علاقة بلادهم بإيران، وهو ما يظهر في كثير من تدوينات كتاب وإعلاميين ونواب وشخصيات عامة كويتية على مواقع التواصل الاجتماعي.

لكن نظرة الكويتيين للمقيمين الإيرانيين لا تنطبق على الجميع، إذا يرى كثير من شيعة الكويت الذين يمثلون نحو ثلث عدد الكويتيين، أن تعميم خطأ بعض الإيرانيين على نحو 50 ألف إيراني مقيم في الكويت غير مقبول، وسيقود إلى تعميم أوسع يشمل شيعة الكويت أنفسهم.

والعيش المشترك بين شيعة وسنة الكويت من أفضل النماذج في المنطقة، إذ يساوي القانون الكويتي بين جميع المواطنين ويتقلد بعض الشيعة مناصب عليا في الكويت، لكن قادة الكويت لايخفون هواجسهم من أن تؤثر الحروب التي تشهدها دول المنطقة على وحدة الكويتيين.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com