الصباح: دول الخليج حريصة على المصالحة
الصباح: دول الخليج حريصة على المصالحةالصباح: دول الخليج حريصة على المصالحة

الصباح: دول الخليج حريصة على المصالحة

دول الخليج تسعى للخروج من خلافاتها لمواجهة التحديات الإقليمية الجديدة
أعرب وزير الخارجية الكويتي، صباح خالد حمد الصباح، الخميس، عن حرص دول مجلس التعاون لدول الخليج على إزالة كل الشوائب التي تعتري العمل الخليجي المشترك.

وقال في مؤتمر صحفي، مشترك مع أمين عام جامعة الدول العربية، نبيل العربي، عقده في وزارة الخارجية الكويتية، إنه تم وضع آلية، لمتابعة بنود اتفاق الرياض بشأن الخلاف القطري الخليجي.

ونوه "الصباح" إلى أن مهلة الأسبوع التي أعلن عنها بيان وزراء خارجية دول مجلس التعاون الخليجي، الأربعاء، خلال اجتماعهم في جدة، غربي السعودية، جاءت من أجل تنفيذ هذه الآلية، وبحث كل ما يتعلق بتفاصيلها.

وأوضح أن "اجتماعات جدة جاءت استكمالا للعمل المتواصل منذ فترة، وكما ورد في البيان فإن الروح الإيجابية منطلقة من جميع الدول الست (الأعضاء) في تجاوز هذه المرحلة التي شابها بعض الترسبات، وأضرت بالمسيرة الخليجية التي هي رافد أساسي للتعاون العربي المشترك المستهدف"، معربا في الوقت نفسه عن أمله في أن "يتم تجاوز كل ما يعتري مسيرة مجلس التعاون بنفس هذه الروح الإيجابية".
أسبوع لترطيب الأجواء


والتقى وزراء خارجية الدول الخليجية، الأربعاء، في مدينة جدة السعودية، وأصدروا بياناً مشتركاً حدد موقفهم الموحد من القضايا الرئيسية التي تهيمن على المشهد العربي العام في فلسطين والعراق، ومنحوا لأنفسهم مدة أسبوع لإنهاء أزمة سحب السفراء.

ويقول مراقبون إن الاتفاق على بيان مشترك حول قضايا خارجية، هو في حد ذاته مؤشر واضح على أن الدول الخليجية التي اختلفت حول سياساتها الخارجية قبل أشهر، قد تجاوزت هذه الخلافات.

إعلان رسمي


توج إعلان الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي، عبد اللطيف الزياني، عن تحديد وزراء خارجية الدول الخليجية مهلة أسبوع لإنهاء خلافاتهم، نحو شهر من النشاط الدبلوماسي الرفيع المستوى الذي قد يكون الأكبر في تاريخ الخليج.

وخلال نحو شهر تقريباً شهدت العواصم الخليجية زيارات مكثفة واجتماعات بين زعماء الخليج، أحيطت جميعها بالسرية، قبل أن يكشف حديث الزياني أنها كانت تمهد لإعلان نهائي للمصالحة.

وقال الزياني "إن وزراء الخارجية أعربوا عن تقديرهم للجهود الحثيثة التي تقوم بها اللجان المعنية بتنفيذ اتفاق الرياض، وأن الوزراء أصدروا التوجيهات التي من شأنها أن تساعد في تسهيل مهام اللجنة، للانتهاء من كافة المسائل التي نص عليها اتفاق الرياض، في مدة لا تتعدى أسبوع".

وسحبت كل من الإمارات والبحرين والسعودية سفرائها من قطر في مارس/ آذار الماضي، على خلفية اتهام الدول الثلاث، الدوحة، بعدم تنفيذ اتفاق وقع في الرياض في نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي، قبل أن تتمكن وساطة كويتية من التوصل إلى اتفاق بين الدول الخليجية على آلية لتنفيذ الاتفاق في 17 أبريل/ نيسان الماضي.

ويقضي اتفاق الرياض بـ"الالتزام بالمبادئ التي تكفل عدم التدخل في الشؤون الداخلية لأي من دول المجلس بشكل مباشر أو غير مباشر، وعدم دعم كل من يعمل على تهديد أمن واستقرار دول المجلس من منظمات أو أفراد سواءً عن طريق العمل الأمني المباشر أو عن طريق محاولة التأثير السياسي، وعدم دعم الإعلام المعادي".

حديث الصراحة


سبق الاجتماع الخليجي، تصريحات لوزير خارجية السعودية، الأمير سعود الفيصل، قال فيها لأول مرة وبشكل صريح إن الاختلاف مع السياسة الخارجية لقطر أحد أسباب الخلاف، بعد أن التزمت السعودية ومن خلفها الإمارات والبحرين طوال شهور الأزمة بالحديث عن مخالفة الدوحة لاتفاق الرياض الأمني.

وكان حديث الفيصل ودياً تجاه قطر، وقال "المباحثات بيننا وبين الأخوة في مجلس التعاون الخليجي مستمرة، والذي حدث بيننا وبين قطر ليس بالشيء الذي نرتاح إليه"، نحن نريد أن تكون العلاقات بين الدول الخليجية علاقات تضامن وتكافل واتفاق، خاصة على الأمور الأساسية في السياسة الخارجية، وفي المواقف تجاه القضايا الدولية".

واعتبر مراقبون، أن حديث الفيصل، الذي سبق إعلان موعد المصالحة، يعني أن السعودية ستتجاوز الكثير من خلافاتها مع الدوحة التي تتمسك بدعم جماعة الإخوان المسلمين في مصر، وبخطاب قناة الجزيرة الإعلامي، ودعم مقاتلين معارضين لنظام بشار الأسد، وهي نقاط تناقض سياسة المحور السعودي.

خليج موحد


يدرك القادة الخليجيين، أن المرحلة المقبلة، لا تحتاج إلى تجاوز الخلافات السياسية وحسب، بل تتعداها لتجاوز حتى مفاوضات روتينية داخل مجلس التعاون الخليجي، تتعلق بقضايا سياسية واقتصادية واجتماعية وأمنية، حيث يتطلب تسارع الأحداث في العراق وسوريا، اتخاذ قرارات مستعجلة تعزز من قوة الخليج العسكرية والأمنية.

ويريد قادة الخليج أن يتجاوزوا المرحلة الأصعب في خلافهم للانتقال إلى قرارات مصيرية سريعة، ومن أجل هذه الرغبة الواضحة، قرر زعماء الخليج تحويل إجازة الصيف التي تشهد عادةً استرخاءً سياسياً، إلى عمل دؤوب يتخذ من الكويت، وسلطنة عمان اللتان بقيتا على الحياد، مكاناً له، لتوحيد المحورين الخليجيين المختلفين، الأول تقوده السعودية، وتصطف خلفها الإمارات العربية المتحدة والبحرين، والثاني تقوده قطر.

وشهدت المنطقة الخليجية بالفعل، خلال الفترة الماضية، نشاطاً دبلوماسياً كثيفاً شمل زيارة أمير قطر، الشيخ تميم بن حمد آل ثاني إلى السعودية، ولقاءه بالعاهل السعودي، الملك عبدالله بن عبدالعزيز، وجولة مكوكية، لولي ولي العهد السعودي الأمير مقرن بن عبدالعزيز، على كل من الإمارات والبحرين والكويت وعمان، وجولة خليجية أخرى لولي عهد أبو ظبي الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، إضافة للقاءات وزراء خارجية الدول الخليجية، ومبعوثين يمثلون زعماء الدول الخليجية الست.

وتقول مصادر دبلوماسية خليجية، إن السعودية التي نجحت في مصر، وبدأت في صنع تحالف سعودي مصري، يمتلك مقومات سياسية وعسكرية واقتصادية عملاقة، تريد أن تبدأ باتخاذ خطوات فعلية لمواجهة التحديات الإقليمية الجديدة، وأن أي سياسة قطرية مناقضة لن تستطيع التأثير على خطواتها.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com