"حرب المبادرات" تندلع بين  مصر وتركيا

"حرب المبادرات" تندلع بين مصر وتركيا

القاهرة تتهم أنقرة والدوحة بإفشال مبادرتها للتهدئة بين حماس وإسرائيل

كشفت مصادر سياسية مصرية عما أسمته "تهافت المنطق الحمساوي" في رفض الحركة للمبادرة المصرية الأخيرة لوقف العدوان على قطاع غزة بحجة أنه لم يتم التشاور معها في بنودها و أنها عرفت بالأمر كله من وسائل الإعلام.

وقالت المصادر إن حركة حماس كانت طرفا أساسيا في مفاوضات ما قبل إعلان المبادرة عبر نائب رئيس المكتب السياسي للحركة الدكتور موسي أبو مرزرق المقيم بالقاهرة، والذي كان يمثل الطرف الحمساوي في تلك المشاورات.

وأكدت المصادر أن حماس كانت تتجه للموافقة على المبادرة مع التحفظ على بعض البنود التي كان سيتم التباحث حولها في القاهرة بمجرد وقف إطلاق النار مع وفدين أمنيين رفيعي المستوى من حماس وإسرائيل، غير أن "التعليمات" – على حد تعبير المصادر – جاءت على الفور من أنقرة والدوحة برفض المبادرة.

ولم تقتصر التعليمات على الرفض، بل امتدت إلى الهجوم على الدور المصري بأكمله واتهامه بالتواطؤ مع "العدو الصهيوني" والعمل على فرض شروط استثنائية على المقاومة.

وذهبت المصادر إلى التأكيد على أن تركيا – ومن ورائها قطر – تستخدم الدم الفلسطيني كورقة في الصراع على النفوذ الإقليمي من خلال عقد صفقة مع حماس تتلخص في الهجوم على مصر مقابل التمويل والإيواء لقادة الحركة، مع الموافقة الفورية على مبادرة لوقف إطلاق النار تطبخها أنقرة وتقدمها الدوحة، الحليف العربي للأتراك.

وحسب مصادر فلسطينية بالقاهرة، فإن واشنطن كانت ترغب في إشراك تركيا في مفاوضات التهدئة بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية التي ترعاها القاهرة بحيث تكون المبادرة مصرية – تركية، وهو ما لقي رفضا مصريا قاطعا تجسد في سرعة إعلان القاهرة للمبادرة التي لم يكن للأتراك أي دور فيها، وكانت النتيجة أن تم إلغاء زيارة وزير الخارجية جون كيري إلى مصر نتيجة غضب واشنطن من عدم التفاهم المصري مع الأمريكيين حول إعطاء دور للأتراك في المبادرة.

وتؤكد المصادر أن المحور "التركي – القطري – الحمساوي" ، لم يستوعب بعد حجم المتغيرات على الأرض بعد ثورة 30 يونيو في مصر، ويصر على معاقبة النظام المصري الحالي باعتباره المسؤول عن إفشال مخطط الأتراك الذين كانوا يحلمون باستعادة حلم الخلافة العثمانية من خلال سيطرة حلفائهم من جماعة الإخوان على مقاليد الحكم في المنطقة.

وتأكيدا لانفراد شبكة "إرم" المنشور الثلاثاء الماضي بعنوان "غزة تدفع ثمن الخلاف بين القاهرة وحماس"، اتهم وزير الخارجية المصري سامح شكري كلا من أنقرة والدوحة وحماس بالعمل على إفشال المبادرة المصرية، حتى لا تستعيد القاهرة دورها الريادي.

رفض إسرائيلي للوساطة التركية

من ناحية أخرى، أكد مسؤول إسرائيلي رفيع المستوى "أن تل أبيب ترفض وجود وساطة أخرى للتهدئة تقودها تركيا بالتنسيق مع القطريين.

ونقلت صحيفة "جيروزاليم بوست" العبرية عن المسؤول الذي رفض ذكر اسمه قوله: قطر من أكبر الداعمين ماليا لحماس، بينما تركيا من أكبر الداعمين سياسيا لها، وهما حريصان تماما على إفشال الجهود المصرية ويرغبان في تقديم وساطة بديلة عن مصر.

وأضاف: "وليكن معلوما للجميع أن إسرائيل لا تقبل وساطة الدوحة أو أنقرة".

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com