الكويت تتبع سياسة ضبط النفس مع إيران‎
الكويت تتبع سياسة ضبط النفس مع إيران‎الكويت تتبع سياسة ضبط النفس مع إيران‎

الكويت تتبع سياسة ضبط النفس مع إيران‎

تتسع فجوة الخلافات بين الكويت وإيران بشكل لافت في الأشهر الأخيرة، لكن البلد الخليجي المعروف بدبلوماسيته الهادئة بدء يمارس سياسة ضبط النفس فيما يبدو تجاه طهران التي حافظت الكويت على علاقة متوازنة معها، لا تشبه ماهو عليه الحال بالنسبة لباقي دول الخليج العربي.

وتعد خلية العبدلي المسلحة التي قبضت عليها السلطات الأمنية، وكشفت النيابة العامة عن علاقة أفردها بإيران وحزب الله اللبناني، أحدث نقطة خلافية بين البلدين، وتشكل اختباراً حقيقياً لدبلوماسية الكويت الهادئة التي تصطدم اليوم بغضب شعبي كويتي واسع من إيران.

وأحالت النيابة العامة في الكويت يوم الثلاثاء الماضي، المتهمون في خلية العبدلي إلى القضاء، بتهم عديدة منها القيام بأعمال عدائية ضد الدولة، والتخابر مع إيران، وجماعة حزب الله اللبناني، بعد أسبوعين من القبض على أفراد الخلية الـ 26 ومصادرة كميات السلاح الهائلة التي كانت بحوزتهم.

ويقول مراقبون، إن قادة الكويت ينظرون إلى خلية العبدلي، كتهديد أمني متوقع، تفرضه الاضطرابات الإقليمية في دول مجاورة للكويت، لاسيما العراق وسوريا واليمن، والتي تعد طهران ودول كبرى في المنطقة طرفاً رئيسياً فيها.

وقال دبلوماسي كويتي سابق لشبكة "إرم" إن الكويت تعتقد أن الدبلوماسية لوحدها لن تنفع في إيقاف التهديدات الأمنية القادمة من خارج الحدود، وترى فيها نتيجة طبيعية للاضطرابات الإقليمية والحروب الأهلية ذات الطابع الطائفي التي تشهدها دول المنطقة، وتستعر تحت فوضى التدخلات الخارجية من دول كبرى.

وأضاف الدبلوماسي طالباً عدم ذكر اسمه، أن قادة الكويت يتبنون رأياً قائماً على تركيز الجهود حالياً على الجانب الأمني، وقد نجحت السلطات الأمنية بالفعل في إحباط كثير من الهجمات المتوقعة على أراضيها من خلال ضربات استباقية أثبتت نجاحها.

وكان وزير الداخلية الكويتي الشيخ محمد الخالد الصباح قد قال إن بلاده في حالة حرب عقب تفجير مسجد الصادق في يونيو/حزيران الماضي، ومنذ ذلك الحين نجحت وزارة الداخلية في القبض على عدة خلايا وأشخاص مرتبطون بدول وتنظيمات خارجية، بينها الدولة الإسلامية (داعش).

ويتفق ذلك الرأي مع أحدث بيان لمجلس الوزراء الكويتي، الذي قال في اجتماع استثنائي عقده بعد صدور نتائج التحقيق في خلية العبدلي، الأربعاء، إن مجلس الوزراء يسجل عظيم الاعتزاز والتقدير للأجهزة الأمنية التي تمكنت من كشف وإحباط هذا المخطط الإجرامي البغيض وإجهاض مراميه وأهدافه الشريرة.

وقال البيان الذي خلا من الإشارة إلى إيران وحزب الله اللبناني اللذين أشار إليها بيان النيابة العامة، " يؤكد مجلس الوزراء ثقته بحرص الأجهزة الأمنية وقدرتها على أن تكون الدرع الحصين لأمن الوطن والمواطنين والحفاظ على سيادته وسلامة ووحدة أراضيه واستقراره وأن تتصدى بقوة لكل من تسول له نفسه العبث والمساس بأمن الوطن ومقدراته".

ورغم الغضب الشعبي العارم الذي اجتاح الكويت منذ الكشف عن خلية العبدلي، ومطالبات نواب في مجلس الأمة الكويتية (البرلمان) باتخاذ خطوات ضد إيران وحزب الله اللبناني، إلا أن الدبلوماسية الكويتية مازالت على هدوءها المعهود.

وإضافة إلى خلية العبدلي، برز قبل أيام خلاف جديد بين البلدين، عندما اتخذت طهران خطوة لتطوير حقل الدرة النفطي الذي تستثمره الكويت حالياً وترفض الاعتراف بحق إيران في جزء منه قبل ترسيم الجرف القاري بين البلدين.

ويقول مراقبون إن الدبلوماسية الكويتية تراعي تركيبة البلد الخليجي المؤلفة من غالبية سنية وأقلية شيعية، تتأثر بالأحداث الطائفية التي تشهدها دول المنطقة، حيث يوجد كويتيون في سوريا والعراق يقاتلون مع تنظيمات متقاتلة.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com