حضور كالغياب في قمة الكويت
حضور كالغياب في قمة الكويتحضور كالغياب في قمة الكويت

حضور كالغياب في قمة الكويت

حلول الأزمات بأيدي الغائبين ولا عزاء للحاضرين

بين حضور بنكهة الغياب وغياب بنكهة الحضور، تنعقد القمة العربية الثالثة والعشرين في الكويت يومي 25 و26 مارس/آذار الجاري. فالذين يغيبون عن القمة تغيب معهم إمكانيات معالجة موضوعات هامة تعترض العمل العربي المشترك، والذين يحضرون لا يحمل معظمهم ما يمكن أن يعيد للقمة الوهج الذي تفتقده.



والعنصر الايجابي الوحيد للقمة المقبلة محافظتها على مبدأ انتظام انعقادها، تطبيقا لقرار بأن تعقد القمم العربية، بالتناوب في الدول الأعضاء بموعد ثابت هو شباط/فبراير أو آذار/مارس من كل عام.

وحتى الآن بات في حكم المؤكد أن يتغيب عن القمة ثمانية من الزعماء العرب على الأقل، فيما يتوقع أن لا يتجاوز عدد الزعماء العرب المشاركين بالقمة 14، من الملوك والرؤساء العرب. وكان يمكن أن يزيد عدد الغائبين عن القمة لولا انعقادها في الكويت التي تتمتع بثقل سياسي واقتصادي ضمن المجموعة العربية، فضلا عن أنه لا يوجد لها خلافات مع أي من الدول الأعضاء.

ومن بين أبرز الزعماء الذين سيغيبون عن القمة العاهل السعودي الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود، ورئيس دولة الإمارات الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان الذي يمضي فترة نقاهة بعد العملية الجراحية التي أجريت له مؤخرا. والرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة الذي تبدو حركته في أضيق الحدود بسبب وضعه الصحي فضلا عن انشغاله بترتيبات الترشح لولاية رئاسية رابعة في نيسان/ابريل المقبل. كما يغيب عن القمة لأسباب صحية الرئيس العراقي جلال طالباني الذي تتكتم الأوساط العراقية عن الحديث عن وضعه الصحي الحرج.

وإلى جانب هؤلاء هناك الغائبون الدائمون عن القمم العربية ومنهم السلطان قابوس بن سعيد سلطان عمان الذي نادرا ما حضر قمة عربية. لكن مصادر خليجية رأت أن السلطان العماني يمكن أن يخرج عن هذا التقليد ويشارك بقمة الكويت بسبب علاقته الشخصية بأمير دولة الكويت الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح، الذي اعتاد أن يقضي سنويا إجازة في السلطنة. كما يغيب ولنفس الأسباب العاهل المغربي الملك محمد السادس الذي يعتبر مقلا هو الآخر في المشاركة بالقمم العربية.

أما الزعماء العرب الذين يغيبون لأسباب قهرية، فأبرزهم الرئيس السوري بشار الأسد الذي جمدت عضوية بلاده في القمة وأعطيت رئاسة وفدها للمعارضة السورية ممثلة بالائتلاف الوطني. كما يغيب عن القمة ممثل رئاسي ليبي الذي تعاني من حالة انشقاقات عميقة أدت للإطاحة برئيس الوزراء علي زيدان، ومع أن رئيس المجلس الوطني الليبي "البرلمان" قد يمثل بلاده في القمة فإن هذا التمثيل سيكون على الأرجح شكليا نظرا لضعف الصلاحيات التي يتمتع بها والتي تحول دون التزامه بأي مواقف في القمة.

على دكة المشاركين يجلس في المقدمة أمير دولة الكويت الذي يستضيف القمة، لكن حضور الشيخ صباح الحمد قد يكون حضورا بروتوكوليا ويقتصر على الجلسة الافتتاحية وذلك بسبب وضعه الصحي حيث أجرى لتوه عملية جراحية يحتاج بعدها إلى فترة نقاهة تمنعه من القيام بأي مجهود كبير.

ومن بين الزعماء المؤكد حضورهم ملك البحرين الشيخ حمد بن عيسى آل خليفة وأمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل خليفة والرئيس المصري المؤقت عدلي منصور، والعاهل الأردني الملك عبد الله الثاني والرئيس الفلسطيني محمود عباس واللبناني ميشيل سليمان والتونسي المنصف المرزوقي والسوداني عمر البشير وكذلك رؤساء جيبوتي وجزر القمر والصومال، ولم تتأكد مشاركة الرئيس الموريتاني محمد ولد عبد العزيز.

ومع أن الأزمات العربية تلقي بظلال داكنة على القمة، إلا أن من غير المتوقع للقمة بتركيبتها الحالية أي فرصة لاتخاذ قرارات حاسمة بشأن أي أزمة من تلك الأزمات. لكن في المقابل لا يتوقع أن تترك تلك الأزمات مزيدا من الندوب على العلاقات العربية العربية، حيث وصلت هذه العلاقات إلى أدنى مستوياتها ولم يعد فيها متسع لمزيد من الانشقاقات.

ويشكل الخلاف الخليجي مع دولة قطر أبرز القضايا التي ستحظى باهتمام المراقبين في القمة، حيث ينتظر أن تلعب الكويت دورا في تنقية العلاقات بين قطر من جهة وكل من السعودية والبحرين والإمارات من جهة أخرى. ومع أن فرص نجاح هذا المسعى ستكون محدودة، إلا أن هناك رهانا على الثقل الذي يتمتع به أمير الكويت ضمن المجموعة الخليجية.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com