الكويت.. مداهمة "فرعية بني غانم"

داهمت الجهات الأمنية في دولة الكويت، المختصة برصد ومراقبة الانتخابات الفرعية، إحدى التشاوريات في الدائرة الثانية، وتمكنت من ضبط صندوقين بداخلهما نحو 360 صوتا، وفق صحيفة "القبس" المحلية.

ونقلت الصحيفة عن مصدر أمني قوله إن "الفرقة الأمنية سلمت الصندوقين للإدارة العامة للمباحث الجنائية تمهيداً لتحويل الملف إلى النيابة العامة، مشيراً إلى أن جميع الانتخابات الفرعية تحت الرصد والمتابعة".

ولم تكشف الصحيفة عن القبيلة المعنية، لكن حسابات إخبارية محلية ومواطنين، أكدوا أنها قبيلة "بني غانم".

وكانت أنباء المداهمة قد أثارت جدلا بين مواطنين، وسط انتقادات طالت قبيلة "بني غانم"، وأنباء عن فرار رئيس لجنتها، طلال الطويرش.

وهاجم مدون في موقع التواصل "تويتر"، الطويرش، متهما إياه بالهرب، وقال في تغريدة له عبر حسابه في "تويتر": "رئيس لجنة ( فرعية بني غانم ) الذي حاول هذا المساء الهروب بعد المداهمة الأمنية للفرعية، كان يتهكم في تغريدة سابقة ويقول لن ينجح هاشتاق رحيل الرئيسين ومرزوق سيبقى رئيساً، طبعاً لن يرحل مرزوق بوجود أشكالكم الذين يُخرجون بصام وانبطاحي ويقاد من مرزوق مثل البهيمة. لكن ستُحاسبون".

وجاء في تغريدته، التي أوردها قبل ساعات: "كفى بالمرء كذبًا أن يحدِّث بكلِّ ما سمع".

ووفق ما تداولته حسابات إخبارية من معلومات، فقد تمكنت الفرق الأمنية بعد اعتراض مرشحي "بني غانم" من فرز 3 صناديق من أصل 6 صناديق، إذ إن"صندوقين أصبحا في عهدة الداخلية".

وبحسب المعلومات الواردة، فإنه تم إحراق الصندوق الثالث، وذلك بعد شد وجذب ومشاجرة بين رئيس اللجنة وباقي المرشحين، حيث تم إتلاف باقي الصناديق وإلغاء الفرعية.

كما أشارت حسابات إخبارية إلى أن "وزارة الداخلية رصدت فرعية بني غانم في 7 بيوت في الدائرة الثانية، وقد أقاموا الفرعية تحت ستار حضور حفل عشاء لشخص قادم من العلاج في الخارج".

وأوضحت أن المنازل التي رصدها هي 6 منازل في الصليبخات والقيروان وجابر الأحمد ومنزل في الدوحة، وأنه تورط عدد من المواطنين جار اتخاذ الإجراءات بحقهم.

وكان حساب "المجلس" المحلي قد أشار إلى هرب رئيس اللجنة التشاورية، بعد مداهمة منزل بمنطقة الصليبخات، أثناء إقامة الفرعية، مكتفيا بذكر الأحرف الأولى من اسمه "ط.ط".

وبحسب "المجلس" فإن "عدد الحاضرين في التشاورية بلغ 1200 شخص، وإن فرقة أمنية مكونة من 100 رجل أمن رصدت أرقام سيارات المشاركين ومنازل باقي المنظمين تمهيداً لاستدعائهم وإحالتهم للنيابة".

كما ضبطت "الداخلية" صندوقين في تشاورية إحدى القبائل في الداخلية أحدهما يضم 160 صوتا والآخر 218 في الدائرة الثانية.

وأحيل 32 شخصا إلى الجهات المختصة للتحقيق معهم، بشأن تنظيمهم انتخابات فرعية.

ومن المقرر أن يواجه المتورطون في الانتخابات الفرعية بعد "تحريز الصناديق" عقوبة الحبس الجماعي، فيما تمت إحالة جميع المشاركين للنيابة العامة.

وتثير ما تسمى بـ"الانتخابات الفرعية" في دولة الكويت، سجالا دائما بين كويتيين، وسط تصاعد المطالبات بتضييق الخناق عليها، إذ يتم اتهام مثل هذه الانتخابات بـ"تشويه الصورة الديمقراطية للبلاد".

وتمثل "الفرعيات" عملية انتخابات مصغرة متكاملة الأركان تجريها معظم القبائل الكويتية ويكون مقرها الدواوين. وتشهد هذه الانتخابات تنافسا كبيرا بين المرشحين، وتقدم فيها طعون على النتائج، يتم الحسم فيها من قبل لجنة مكلفة بالغرض أو شيخ القبيلة.

ويعود ظهور هذه الانتخابات إلى سبعينيات القرن الماضي، لكن مع السنوات باتت تتعالى أصوات تعترض على هذه الممارسة باعتبارها تمثل تدخلا غير مباشر في اختيار ممثلي الشعب.

وكان مجلس الوزراء قد وجه أمس الأحد وزارة الداخلية وجهات الدولة المعنية إلى مواجهة "الفرعيات" بكل حزم، وصدر أمر بتأجيل القرارات المتعلقة بالانتخابات إلى يوم الخميس المقبل.

وغالبا ما تصدر الأحكام بالبراءة على المشاركين في "الانتخابات الفرعية"، رغم مداهمة مقراتهم، وسبق أن صدر حكم بالبراءة على مشاركين في "فرعية بني غانم" خلال انتخابات مجلس الأمة عام 2020.