تفاهم الحد الأدنى يجمع الرياض وأنقرة
تفاهم الحد الأدنى يجمع الرياض وأنقرةتفاهم الحد الأدنى يجمع الرياض وأنقرة

تفاهم الحد الأدنى يجمع الرياض وأنقرة

أنهى الرئيس التركي رجب طيب أردوغان زيارته إلى السعودية، مساء الاثنين، وسط حديث رسمي في البلدين عن تعزيز العلاقات بين الرياض وأنقرة، فيما توقعت تحليلات وتقارير سياسية متخصصة أن الزيارة تشكل بدايةً لمرحلة عمل جديدة بين البلدين.



وتشكل السعودية وتركيا قوتين كبيرتين في المنطقة التي تشهد اضطرابات متفاقمة، بفضل مساحة جغرافية كبيرة وتعداد كبير للسكان واقتصاد عملاق لكل منهما، إضافة للمكانة التاريخية والدينية التي تملكها مكة الإسلامية وأنقرة العثمانية.

لكن العلاقة بين البلدين شهدت فتوراً كبيراً منذ انطلاق الربيع العربي، حيث اختلف البلدان في أكثر من ملف، لاسيما في مصر التي اختارت فيها أنقرة دعم جماعة الإخوان المسلمين المرفوضة من قبل الرياض، فيما اختارت السعودية دعم الجيش المصري برئاسة المشير عبد الفتاح السيسي الذي أصبح رئيساً للبلاد فيما بعد.

ويقول مراقبون إن البلدين القويين، أدركا بعد أكثر من أربع سنوات من عدم التنسيق والعمل المشترك، أن المستوى الذي وصلت إليه الاضطرابات الإقليمية لاسيما في بلدان مجاورة لهما، كاليمن وسوريا، تتطلب التراجع عن سياسة الجمود في المواقف، والتحرك لاحتواء المخاطر المحيطة.

واكتفت البيانات الرسمية الصادرة خلال وعقب الزيارة التي استمرت ثلاثة أيام عقد في نهايتها لقاء بين الملك سلمان بن عبدالعزيز والرئيس التركي أردوغان، بالحديث عن قضايا عامة عادةً ما يتم الإشارة إليها في مثل هذا النوع من الزيارات الرسمية.

وقالت وكالة الأنباء السعودية الرسمية، بعد انتهاء اللقاء بين زعيمي البلدين، إنه جرى خلال الجلسة مناقشة آفاق التعاون بين البلدين، وسبل تعزيزها في مختلف المجالات، كما تم بحث عدد من الموضوعات ذات الاهتمام المشترك ومجمل الأحداث على الساحتين الإقليمية والدولية.

لكن مصدرا دبلوماسيا سعوديا، قال لشبكة "إرم" إن الزعيمين اتفقا على العمل بشكل مشترك في عدة ملفات، مستفيدين من تطابق موقفهما في عدة ملفات، على أن يتم اتباع سياسة "تفاهم الحد الأدنى" في القضايا الخلافية.

وأضاف متحدث من الرياض، أن مباحثات الملك سلمان والرئيس أردوغان تركزت بشكل كبير حول الشأن اليمني والسوري، الذي تبدو السعودية عازمة على إنهائهما لصالحها ولا تريد أن يتم ذلك من دون تنسيق مع تركيا التي قد تعرقل مساعيها.

وأوضح المصدر، أن الرياض اعتمدت الأسلوب ذاته مع قطر، رغم خلاف البلدين في مصر بشكل واضح، ونجحت في ضم قطر إلى الأسرة الخليجية، وإجبارها على العمل مع الرياض في عدة أماكن، لاسيما في اليمن، رغم الخلاف القائم حول سياسة الدوحة التي تبدو أقل حدةً من الأشهر الماضية تجاه القاهرة.

وتعتقد كثير من التقارير والتحليلات السياسية التي تتناول العلاقة بين الرياض وأنقرة، أن التقدم اللافت لإيران في عدة أماكن من دول الجوار، لاسيما في اليمن وسوريا والعراق، عبر حلفائها هناك، أو تدخلها بشكل مباشر، دفع البلدين لهذا الاتجاه.

كما أن علاقة الولايات المتحدة الأمريكية والدول الغربية مع طهران، والتي يحكمها الملف النووي الإيراني المقلق للغرب، جعلت من الحليف الغربي القديم لدول الخليج وتركيا، غير فاعل في ردع طهران.

ومن المتوقع أن تكون زيارة أردوغان إلى السعودية، بداية لتوافد مسؤولين أتراك إلى الرياض وبالعكس خلال الفترة المقبلة، سواء بشكل علني أو سري، وهو ما دشنه مسؤولون سعوديون رفيعو المستوى في الآونة الأخيرة مع قطر القريبة جداً من الموقف التركي.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com