هل تُعيد السعودية أردوغان إلى دائرة القرار؟
بعد أن حوّلت أنقرة معظم محيطها العربي إلى أعداء، تنشط الدبلوماسية التركية، منذ مطلع العام الجاري، للعودة إلى دائرة القرار، وتحسين العلاقات مع الدول ذات الثقل الإقليمي؛ وعلى رأسها المملكة العربية السعودية.
وتأتي زيارة الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، اليوم السبت، إلى العاصمة السعودية؛ الرياض، للقاء العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود، ضمن المساعي الدبلوماسية، لكسر المقاطعة التي تعيشها أنقرة إقليمياً، ولعب دور تشاركي في ملفات الأزمات العربية؛ انطلاقاً من الأزمتَين السورية، والعراقية، بالإضافة إلى الاضطرابات اليمنية، والليبية، مروراً بمصر.
ودأبت السياسة الخارجية التركية، خلال الأعوام الماضية، إلى تحييد القِوى الإقليمية، ومحاولة التفرد في صنع القرار، فيما يخص دول الربيع العربي، إلا أن تلك السياسة أثبتت عدم جدواها، ما جعل البوصلة التركية تتجه جنوباً، إلى السعودية، ذات الثقل السياسي والاقتصادي، الذي لا تستطيع أنقرة تجاهله.
التقارب ضرورة للتوازن الإقليمي
وشابت العلاقات السعودية- التركية توترات وخلافات، خلال الأعوام الماضية؛ على خلفية دعم أنقرة للإخوان المسلمين في مصر، ما أثار حفيظة السُّلطات المصرية، وحلفائها دول مجلس التعاون الخليجي، ويبدو أن تنظيم البيت الداخلي الخليجي، وحل الخلافات السعودية- القطرية، ومن ثم إعادة فتح قنوات دبلوماسية بين الدوحة والقاهرة، ساهم في تحجيم الدور التركي في المنطقة.
وشعبياً؛ أبدى مواطنون خليجيون، على مواقع التواصل الاجتماعي، تفاؤلهم بزيارة أردوغان للرياض، إذ رأوا في نجاحها، قوَّة سياسية واقتصادية وعسكرية لدول مجلس التعاون الخليجي عموماً.
حرب خفية لقيادة العالم الإسلامي
اليمن وسوريا توحدان أعداء الأمس
وبالإضافة إلى الملف اليمني؛ يدعم التقارب في وجهات النظر إزاء الأزمة السورية، والتنسيق بين أنقرة والرياض وواشنطن، لتدريب عناصر من المعارضة السورية المعتدلة، تحسين العلاقات بين البلدين.
وسبق أن زار رئيس هيئة أركان الجيش التركي، الجنرال نجدت أوزال، يوم 19 شباط/فبراير الجاري، الرياض، لبحث التصدي لتنظيم "الدولة الإسلامية" المتشدد (داعش)، وحضور اجتماع قوات التحالف المشترك ضد التنظيم، الذي حضره أيضاً، رئيس هيئة الأركان المشتركة الأمريكية، مارتن ديمبسي، والقائد الأعلى لقوات حلف شمال الأطلسي (الناتو)، فيليب بريدلاف، ومسؤولون عسكريون من 20 دولة.
الملك سلمان يرسم ملامح العلاقات مع تركيا