تحرك دبلوماسي سعودي لاستعادة النظام الإقليمي
تحرك دبلوماسي سعودي لاستعادة النظام الإقليميتحرك دبلوماسي سعودي لاستعادة النظام الإقليمي

تحرك دبلوماسي سعودي لاستعادة النظام الإقليمي

تستقبل المملكة العربية السعودية خلال اليومين القادمين الرئيسين المصري عبدالفتاح السيسي والتركي رجب طيب أردوغان، في إطار تحرك سياسي ودبلوماسي مكثف تقوم به المملكة لاستعادة النظام الإقليمي واحتواء حالة السيولة التي تعيشها المنطقة، والتي سمحت بدخول موجة تطرف حالية بات يتهدد معها أمن واستقرار المنطقة بأكملها.



ولا يوجد مؤشر على لقاء محتمل في الرياض بين السيسي وأردوغان سوى تزامن الزيارتين، حيث يبدأ الرئيس التركي، السبت، زيارته التي تستمر لمدة 3 أيام، فيما يزور الرئيس المصري الرياض يوم الأحد في زيارة قصيرة تستمر يوماً واحداً.

ومنذ اعتلاء الملك سلمان عرش المملكة؛ تشهد الدبلوماسية السعودية نشاطاً كبيرا سعياً منها لوضع قواعد عمل حاكمة لاستعادة النظام الإقليمي وإعادة ترتيب أوضاع المنطقة.

وبحسب دبلوماسيين خليجيين تحدثوا لشبكة "إرم" الإخبارية فإن الحكومة السعودية تتحرك مع دول المنطقة لوضع إطار عمل مؤسسي وحاكم يقتضي من الدول: "النأي بنفسها" عن التدخل لصالح جماعات أو قوى داخلية وحزبية محلية أو ميليشيات في بعض الدول لتحقيق أهداف سياسية حزبية أو آيديولوجية على حساب أمن واستقرار المنطقة".

وترى القيادة السعودية الجديدة أنه آن الأوان ليكون هناك تغييراً في سياسة التعاطي مع ما سمي بالربيع العربي وما أفرزه من احتقانات، وذلك من خلال وضع إطار عمل حاكم يقوم على عدم تجاوز الأنظمة الحاكمة في بلدان المنطقة لتحقيق أهداف سياسية، ورفع الغطاء والدعم عن القوى التي تعمل على تقويض الوضع الراهن، وذلك بعد أن تبيّن أن المليشيات والقوى الحزبية التي تنطلق من أهداف آيديولوجية تشكل أكبر مهدد للأمن والاستقرار، خاصة بعد أن أفرزت هذه القوى أشكالا غير مسبوقة من التطرف والإرهاب.

وتنظر المملكة – بحسب الدبلوماسيين – إلى أن تجربة دعم قوى سياسية محلية خلال الربيع العربي أسهمت في تحولها إلى مصدر من مصادر التهديد لأمن المنطقة، وفتحت المجال لقوى إقليمية لأن تجد لها موطئ قدم في بعض الدول مثلما حدث في اليمن وسوريا والعراق وليبيا.

وحسب المصادر فإن السعودية تشعر بضرورة أن لا تنتظر دول المنطقة مبادرة من خارج الإقليم، وأن عليها أن تأخذ بنفسها زمام المبادرة بالاتفاق على قواعد للتعاطي مع مشاكل المنطقة.

والتزمت وسائل الإعلام في كل من القاهرة وأنقرة كعادتها بالتصريحات الدبلوماسية التي لا تخرج عن إطار بحث العلاقات الثنائية وسبل تقويتها، لكن تحركات الأيام الماضية تكشف أن النشاط السياسي الذي تشهده المنطقة أبعد وأعمق من مجرد علاقات ثنائية بين الدول.

وأشارت المصادر في هذا الصدد إلى قيام العاهل الأردني بزيارتين متتابعتين إلى كل من القاهرة والرياض، وذكرت هذه المصادر أن الاتصالات الإقليمية الجارية حالياً على مستوى القمة لا تستبعد الاتفاق على إنشاء قوة تدخل سريع مشتركة لتكون مستعدة للتدخل عند الحاجة في أي منطقة من المناطق التي يتهدد فيها أمن هذه الدول.

وكانت مصادر مطلعة، قالت لـ "إرم" في وقت سابق إن البحث في تشكيل قوة تدخل عربية، قطع شوطا متقدما، وإن دولة الإمارات العربية المتحدة ومصر والأردن، هي الدول العربية التي تناقش الفكرة حاليا، وتبحث فيما بينها ما يمكن أن يتوفر لتلك القوة من الامكانيات البشرية والمادية.

وحسب تلك المصادر فإن قوات عربية من الدول الثلاث ستشكل نواة هذه القوة، على أن يتم توسيعها وإشراك دول عربية أخرى فيها مع تطور التجربة والحاجة.

وقدرت المصادر حجم القوة بما يتراوح بين 20 و40 ألفا. وسيتم توفير تدريب عال لها، بحيث تتجاوز تدريباتها الأنماط التقليدية للتوافق مع طبيعة المعارك الميدانية المنتظر أن تقودها تلك القوة.

وتوقعت المصادر أن يبحث السيسي والملك سلمان تشكيل هذه القوة، وإطار عملها ومهامها وتوفير الدعم لها، فضلاً عن القضايا الإقليمية الراهنة ومن بينها الملفات في كل من سوريا وليبيا واليمن، إضافة إلى مشاركة العاهل السعودي في مؤتمر مصر الاقتصادي الذي ينطلق في مارس بشرم الشيخ جنوب مصر.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com