بلومبيرغ: هكذا بنى محمد بن زايد شراكة إستراتيجية بين بلاده وإندونيسيا
بلومبيرغ: هكذا بنى محمد بن زايد شراكة إستراتيجية بين بلاده وإندونيسيابلومبيرغ: هكذا بنى محمد بن زايد شراكة إستراتيجية بين بلاده وإندونيسيا

بلومبيرغ: هكذا بنى محمد بن زايد شراكة إستراتيجية بين بلاده وإندونيسيا

وصفت وكالة بلومبيرغ الاقتصادية الأمريكية، العلاقة بين ولي عهد أبوظبي الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، والرئيس الإندونيسي جوكو ويدودو، كما بُنيت على مدى السنوات الأربع الماضية وتحولت إلى شراكة إستراتيجية  بين البلدين، بأنها "واحدة من العلاقات الشخصية النادرة بين القيادات الدولية، كونها تتجاوزالتعاون الاقتصادي وتؤهّل لإعادة ترسيم خريطة التحالفات السياسية  في إقليمي الشرق الأوسط وجنوب شرق آسيا".

 وتعزّز بلومبيرغ هذه القراءة ، بمعايشة حيّة لوزير الاستثمار الإندونيسي، لوهوت باندجليتان ، والتي لاحظ فيها أن الزعيمين يتحدثان عن بعضهما بوصف "الإخوة".

علاقة شخصية  وثيقة في إطار رؤية إستراتيجية

"هي علاقة شخصية  وثيقة في إطار رؤية إستراتيجية أرحب"، تُسجّل فيها الوكالة  ما هو معروف من أن الرئيس الإندونيسي يسعى لاستقطاب استثمارات دولية بنحو 400 مليار دولار لخدمة برنامج إعادة  الإعمار، فيما  ينهض الشيخ محمد بن زايد بإستراتيجية  لتوسيع الحضور القوي لدولة الإمارات في الأسواق الآسيوية الناشئة والواعدة، على قواعد المصالح المتبادلة.

" لكن ما بين القائدين ، بن زايد وجوكو، هو أكثر من ذلك" كما تقول بلومبيرغ في تقرير لها نشرته يوم الاربعاء.

 ففي آخر زيارة لولي عهد أبوظبي لجاكرتا، الصيف الماضي، وكانت بسوّية " زيارة الدولة"،  جرى بحث موضوع  العاصمة الجديدة لإندونيسيا، والتي يعمل جوكو لبنائها في كاليمنتانان الشرقية بعيدا عن العاصمة الحالية المكتظة بالسكان والمشاكل، وقد تبرع الشيخ محمد بن زايد  ببناء مسجد فيها، وكانت لفتة مؤثرة لدى الرئيس والشعب الإندونيسي.

 رئاسة لجنة الإشراف على بناء العاصمة الجديدة لإندونيسيا

 ولم تنقض أشهر قليلة على تلك الزيارة، التي أفاضت وكالات الأنباء الدولية في وصف حفاوتها، حتى أعلنت إندونيسيا عن تشكيل  لجنة  إشرافية  على مشروع  العاصمة الجديدة المقدرة كلفته بنحو 400  مليار دولار، واختارت لرءاستها الشيخ محمد بن زايد وتضم في عضويتها شخصيات أممية بينهم  رئيس الوزراء البريطاني الأسبق توني بلير.

 ويعرض  التقرير جملة من نقاط الالتقاء في مصالح الدولتين  وخططهما الإستراتيجية، وكيف أضحت الكيمياء الشخصية للقيادتين مصدر ثقة، ليس فقط باستدامة هذه المصالح الوطنية المشتركة، وإنما بترسيم حقبة جديدة فيما سمّته الوكالة بـ "الكلمات المتقاطعة للجغرافيا السياسية لمنطقة جنوب شرق آسيا التي تبحث عن حلفاء جدد في أعقاب قرار الولايات المتحدة الأمريكية بالانسحاب من هناك".

 وتشكّل إندونيسيا بتعداد سكانها البالغ 265 مليون نسمة، بينهم 225 مليون مسلم، ورقة تعزيز لنهج الاعتدال السياسي الذي يلتقي عليه الزعيمان بن زايد وجوكو، حسب ما نقلت بلومبيرغ عن أحد مسؤولي وزارة الخارجية الإماراتية.

 وفي المقابل، كما يقول المحلل السياسي ورئيس تحرير نشرة " ريفورمسي" الإندونيسية، كافين اوروكي، فإن علاقات إندونيسيا الراهنة مع الشرق الأوسط ككل، تزخر بالمشاكل. وبتقدير القيادتين الإماراتية والإندونيسية فإن هناك فرصة رحبة لإعادة ترسيم العلاقة بين إقليمي الشرق الأوسط وجنوب شرق آسيا" كما يقول.

 اللمسة الشخصية والجدية القيادية

 وزير شؤون الرئاسة الإندونيسي، بارامونو أنونغ، يرى في لُحمة العلاقة وموثوقيتها بين الزعيمين، جانبا آخر وهو" اللمسة الشخصية" العالية في طريقة تعامل الشيخ محمد بن زايد، وهي ما يصفها أنونغ بـ" الحميمية" التي كان من تجلياتها جلسة الغداء العفوية التي جمعته مع جاكو في مطعم على الناصية بشارع عام.

 يضاف إلى الموثوقية الني يشيعها الشيخ محمد بن زايد، كما يقول التقرير، فإنه يعمم الإيمان بجديّته القيادية  في تنفيذ تعهداته، على نحو أبهر المسؤولين الإندنوسيين فلم تمض أيام على تعهده ببناء المسجد حتى حضر مسؤولون إماراتيون لمعاينة الموقع.

 النفط والعقارات والجغرافيا السياسية

 وفي خريطة الشراكة الإستراتيجية بين الإمارات وإندونيسيا، تعرض بلومبيرغ لما تتولاه شركات النفط الوطنية، أدنوك/ أبوظبي، وبترومينا وشاندر أسري الإندونيسيتان، من مشاريع في البنية الأساسية وعقود النفط، تصل 22.8 مليار دولار.

 وحسب المحلل الاقتصادي في مركز دراسات " ايشيان سيناريوز"، أسمياتي مالك، فإن هذه الشراكة  الإماراتية الإندونيسية تتوزع مروحة واسعة وتشكل تجسيدا لحقائق اقتصادية مؤثرة على أرض الواقع. فإندونيسيا سوق استهلاك وإنتاج هائلة، وفي المقابل فإن الإمارات هي البوابة الدولية الكفؤة  للشرق الأوسط وشمال أفريقيا. فضلا عن  الخبرة  التي راكمتها الإمارات في بناء المدن الذكية بابو ظبي ودبي، ومثلها خبرة الشركات العقارية الإماراتية العملاقة، مثل إعمار.

 ومن ذلك كله، تقوم شراكة  في المصالح المتبادلة لها قوة فعل إستراتيجية، وصفها تقرير بلومبيرغ بأنها تحظى بعلاقة شخصية على مستوى القيادتين تطمح إلى إعادة ترسيم الجغرافيا السياسية لإقليمي الشرق الأوسط وجنوب شرق آسيا.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com