تقرير: رئيس الموساد وجنرال إسرائيلي قاما بزيارة سرية إلى قطر

ذكر موقع "واللا" الإخباري الإسرائيلي، السبت، أن رئيس جهاز الاستخبارات والعمليات الخاصة "الموساد" يوسي كوهين، قام بزيارة سرية إلى العاصمة القطرية الدوحة برفقة قائد الجبهة الجنوبية بالجيش الإسرائيلي، وذلك في إطار ما قال الموقع إنها "جهود التسوية" بين إسرائيل وحماس.

وأضاف أن رئيس "الموساد" وقائد الجبهة الجنوبية قاما بزيارة قطر سرا مطلع الشهر الجاري، حيث عقدا اجتماعات مع مسئولين قطريين، من بينهم شخصيات رفيعة المستوى بجهاز الأمن الوطني القطري، فضلا عن مبعوث قطر لقطاع غزة محمد العمادي.

ووفق تقرير الموقع، جاءت الزيارة السرية ضمن جهود التسوية في قطاع غزة، مضيفا أن رئيس "الموساد" يوسي كوهين وقائد الجبهة الجنوبية هارتسي هاليفي، زارا الدوحة في الأسبوع الأول من شباط/ فبراير الجاري، ولا سيما وأن قطر تلعب دورا مركزيا في جهود التسوية في غزة، وترسل شهريا عشرات الملايين من الدولارات إلى حماس من أجل تمويل الرواتب وكمساعدات إنسانية.

وذكر الموقع أن قطر أعلنت أواخر الأسبوع الماضي زيادة المساعدات للعائلات الأكثر فقرا في غزة لتصل إلى 15 مليون دولار، كما أعلنت أنها ستمول بناء مستشفى في رفح بقيمة 24 مليون دولار.

وأقلعت طائرة خاصة تقل كوهين وهاليفي من مطار بن غوريون مطلع الشهر الجاري، وتوقفت في الأردن قبل أن تصل إلى قطر، وعادت في اليوم التالي ضمن الزيارة السرية التي استغرقت 24 ساعة.

وبين الموقع نقلا عن مصادر على صلة بالزيارة، أن رئيس "الموساد" هو من قرر دعوة هاليفي للانضمام للرحلة القصيرة إلى الدوحة، هناك حيث عقد لقاءات مع مسئولين كبار، بعضهم مقرب من أمير قطر تميم بن حمد آل ثاني.

وأوضحت المصادر لموقع "واللا" أن الشخصية الأمنية القطرية التي شاركت في الاجتماعات يعادل منصبها رئيس "الموساد" الإسرائيلي، وأن الحديث يجري عن شخصية قطرية كانت قد التقت في الماضي مسئولين أمنيين إسرائيليين، مضيفة أن هذه الشخصية على صلة بجميع الأمور وتعد شخصية محورية في ملف العلاقات بين قطر والولايات المتحدة الأمريكية وكذلك فيما يتعلق بملف العلاقات القطرية مع إسرائيل، لكن المصادر لم تذكر اسمه.

وأردف الموقع أن قطر التي اعتبرت في الماضي دولة معادية لإسرائيل، لعبت في السنوات الأخيرة دورا جوهريا في جهود إعادة بناء قطاع غزة، واستثمرت مليار دولار في مشاريع مختلفة منذ عملية "الجرف الصامد" عام 2014، كما حاولت الوساطة في قضية الأسرى والمفقودين الإسرائيليين لدى حماس.

ونوه إلى أنه على الرغم من كونها دولة تؤيد إيران وحماس والإخوان المسلمين، ولكن إسرائيل تقيم معها علاقات وثيقة عبر المبعوث القطري لغزة محمد العمادي، والذي يلتقي بشكل ثابت مع مسئولين إسرائيليين، وهو الأمر الذي كشف موقع "واللا" عنه النقاب في وقت سابق، مضيفا أن وزير الدفاع الأسبق أفيغدور ليبرمان التقى أيضا وزير خارجية قطر في قبرص في حزيران/ يونيو 2018.

ومنذ عام 2018 تلعب قطر دورا مركزيا في جهود التسوية في غزة، لافتا إلى أنها ترسل شهريا 15 مليون دولار إلى القطاع لدفع رواتب موظفي حماس، في خطوة تستهدف التغلب على العقوبات التي تفرضها السلطة الفلسطينية على الحركة.

وأردف أن قطر تمول بمئات الملايين من الدولارات مشاريع الوقود والمياه والبنى التحتية وإعادة الإعمار فضلا عن المشاريع المتعلقة بالجانب الإنساني في غزة، وكانت إسرائيل قد أبدت مخاوف الأسبوع الماضي من أن تقرر الدوحة تقليص دعمها الشهري لحماس في غزة، ومن ثم فقد ناقش رئيس "الموساد" خلال زيارته ملفات عدة، بينها ملف استمرار آلية المساعدات القطرية.

وفي أعقاب نشر تفاصيل الزيارة السرية، يقول الموقع، طالبت عائلة الجندي هادار غولدين، والذي تحتفظ حماس بجثمانه منذ سنوات بعقد لقاء مع رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، حيث توجها إلى السكرتير العسكري لرئيس الوزراء يارون بلوم، وطالباه بعقد الاجتماع على أساس أن قضية الأسرى والمفقودين طرحت خلال زيارة رئيس الموساد إلى قطر، ومن ثم أرادا الاطلاع على التفاصيل.

ونقل الموقع عن عائلة غولدين أن نتنياهو تعهد أمام الجماهير وبشكل شخصي أنه لن يتم التوصل إلى تسوية من دون إعادة الأسرى والمفقودين، وأن ما نشر مساء السبت يدل على أنه تم تفويت الفرصة مجددا لإعادتهم. كما نقل عن العائلة أن ما نشر يدل على زيادة الامتيازات لحماس ومن ثم انتهاك تعهد نتنياهو، مطالبين بعقد لقاء مع رئيس الوزراء.