"ديلي ميل" تكشف تفاصيل جديدة عن الفضائح الجنسية لسفير قطر في لندن
"ديلي ميل" تكشف تفاصيل جديدة عن الفضائح الجنسية لسفير قطر في لندن"ديلي ميل" تكشف تفاصيل جديدة عن الفضائح الجنسية لسفير قطر في لندن

"ديلي ميل" تكشف تفاصيل جديدة عن الفضائح الجنسية لسفير قطر في لندن

كشفت دايان كينغزون المساعدة الشخصية لسفير قطر السابق في لندن فهد المشيري كيف أخبرها أنه منجذب جنسيًا لابنتها، حيث قالت كينغزون (58 عامًا)، إنها تعرضت للمضايقات من قِبل السفير لسنوات قبل أن يوجه انتباهه إلى ابنتها ويطلب الزواج منها وهي تبلغ من العمر 19 عامًا.

وحسب صحيفة "ديلي ميل" البريطانية، التقى السفير بمساعدته الشخصية دايان كينغزون في قاعة "آرت ديكو" الفخمة في فندق "كلاريدج" بلندن، حيث طلب منها الزواج، وبما أن دايان كانت معتادة على إيماءاته الجنسية، تظاهرت بالابتسام، لكنها صُدمت عندما أدركت أن السفير الأربعيني المتزوج بالفعل لا يود الزواج منها هي، بل ابنتها البالغة من العمر 19 عامًا.

وقالت دايان عن الواقعة التي حدثت في كانون الأول/ديسمبر عام 2010: "كان عليّ التفكير بسرعة، فلا يمكنني الرفض مباشرة، بل كان عليّ العثور على عذر مناسب، فأخبرته بأن لديها صديقًا بالفعل، وعندما استدعاها، حرصت على معانقتها أولًا وهمست في أذنها بأن تخبره أن لديها صديقًا". بالفعل اتبعت الشابة تعليمات والدتها.

وتُظهر هذه الواقعة الصادمة طبيعة العالم المضطرب لسفارة قطر في لندن، وهي بيئة سامة كُشفت أخيرًا في الأسبوع الماضي عندما منحت محكمة توظيف دايان حوالي 500 ألف دولار كتعويض على 8 سنوات من الاضطهاد الجنسي والديني الذي تعرضت له على يد الدبلوماسيين في السفارة القطرية.

وقالت دايان، إن "بيئة كره النساء مبنية على الاعتقاد الفطري لدى كبار المسؤولين في السفارة بأن النساء وخاصة الغربيات، سلع يمكن شراؤها وتوظيفها والتخلص منها في نهاية المطاف".

وتعد هذه الفضائح محرجة للغاية لقطر، في الوقت الذي تستعد فيه لاستضافة كأس العالم لكرة القدم 2022، وفتح أبوابها للجماهير الزائرة والملايين الذين يشاهدون على شاشات التلفزيون.

استخدمت قطر ثروتها ونفوذها لتجاوز الاتهامات المستمرة باستخدام الرشوة والفساد للحصول على حق استضافة البطولة، وهي الاستراتيجية نفسها التي تبنتها دون جدوى لإحباط معركة دايان، القضائية، التي استمرت 5 سنوات، وتركتها مكتئبة وعلى وشك الانتحار.

وأضافت دايان: "كان عليّ العيش من أجل أولادي، فهم السبب في عدم تخليّ عن وظيفتي عندما حاولت السفارة إجباري على الخروج، وهم السبب في أنني ما زلت هنا".

وظيفة الأحلام

نشأت دايان في عدن، وانتقلت إلى بريطانيا مع زوجها اليمني البريطاني وطفليهما في عام 1999، قبل وقت قصير من انفصالهما. وبعد كفاح دام سنوات، حصلت دايان على وظيفة أحلامها في سفارة قطر بشارع جنوب أودلي الراقي عام 2006، حيث أمكنها استخدام طلاقتها في اللغتين العربية والإنجليزية، لكن سرعان ما ظهرت طبيعة المشيري الفاسدة.

وأردفت دايان: "أجرت سكرتيرة مقابلتي، وكان كل شيء على ما يرام حتى أخبرتني السكرتيرة أنها تحتاج للتحدث إلى السفير، ثم عادت وأخبرتني أنه يريد مقابلتي، وكان من الواضح للغاية أنه كان يتفحصني، ولكن هذه ليست المرة الأولى التي يحدث فيها ذلك في مكان العمل، وقررت تجاهل الأمر".

ثم أجرى السفير نفسه مقابلة لاحقة على الهاتف، وتحدث معها عن كل جانب من جوانب حياتها لمدة ساعتين، ثم حصلت على الوظيفة.

في البداية، استمتعت دايان بالعمل في البيئة المترفة والمبنى الفيكتوري الفاخر الذي يقع بالقرب من فندق "دورشيستر"، والوظيفة التي تشمل التكفل باحتياجات انتقالات الدبلوماسيين والوزراء القطريين، من حجز الرحلات الجوية من الدرجة الأولى والسيارات إلى أجنحة الفنادق.

وتابعت دايان: "كان أصدقائي يغارون مني، وكنت أرى عالمًا مختلفًا لا يمثل المال فيه أي عائق، وكنت أتعامل مع كبار الشخصيات والوزراء والسفراء، وكنت سعيدة بذلك".

إلا أن المشيري لم يكن معجبًا بعملها فقط، بل كان يود إقامة علاقة جسدية معها، وكانت محاولته الأولى تتمثل في فتح موضوع "القات"، وهو نبات شائع في اليمن وشرق أفريقيا يؤدي إلى حالة من الانتشاء عند مضغ أوراقه، والذي تم حظره في المملكة المتحدة منذ عام 2014.

وقالت دايان: "أخبرني المشيري أن أحد أصدقائه يجده منشطًا للشهوة الجنسية. ثم اقترح أن نتناوله معًا في شقته في نايتسبريدج، وكان المقصود واضحًا، لقد أراد أن يفعل ذلك معي كمقدمة لإقامة علاقة جنسية. فكنت اضطر إلى اختلاق الأعذار مثل الادعاء أن عليّ الاعتناء بأطفالي أو شيئًا ما، حتى لا أضايقه، لكنه ظل يكرر المطلب، ولذلك بعد عامين، توصلت إلى استراتيجية أخرى، إذ دعوته إلى منزلي لمضغ القات على أمل أن يرفض، لكن لم يكن لدي أي نية لممارسة الجنس معه".

إلا أن المشيري وافق على زيارة مسكن دايان المتواضع في إحدى ضواحي غرب لندن، وكإجراء احترازي، حرصت دايان على وجود ابنتها البالغة من العمر 16 عامًا وابنها البالغ من العمر 11 عامًا في المنزل عند زيارته؛ حتى لا يكون هناك مجال لأي مبادرات غير لائقة، ولكنها سرعان ما ندمت على هذا القرار.

وأوضحت دايان: "لقد ظل طفلاي مستيقظين حتى الساعة الواحدة صباحًا تقريبًا، وفي النهاية فهم المشيري أن مراده لن يحدث".

مبادرات مشينة

ولاحقًا، استمر المشيري في مبادراته مع دايان بشكل مشين، وكان يروي لها قصصًا عن نزواته الجنسية، ويحرص على إعلامها أن سحره لا يقاوم.

وأردفت دايان: "كنا نلتقي بالكثير من الموظفين الآخرين من دول الخليج والسفارات الأخرى في حفلات الاستقبال طوال العام، وكان ذلك جزءًا ممتعًا من العمل، ولكن كان من الواضح أي نوع من النساء يقبلن إقامة علاقات مع الدبلوماسي الثري، فقد كان يجتذب النساء اللائي يرتدين ملابس المصممين المشاهير ويقدن سيارات باهظة الثمن، ولكنني كنت أستخدم مترو الأنفاق وارتدي ملابس من ماركات شائعة مثل بريمارك، وربما إذا كنت ألعب لعبتهم، لكنت أعيش في قصر وأقود سيارة مرسيدس الآن، لكنني لم أكن مستعدة لذلك".

وفي نهاية المطاف، بدأ اهتمام المشيري غير اللائق بدايان يتلاشى، ولكن تم استبداله بالتركيز على ابنتها، إذ قالت دايان: "كان يسألني دائمًا عنها ويمسك هاتفي لينظر إلى صورها، وكان الأمر مزعجًا للغاية، وعندما أدركت مراده، أزلت جميع صورها من هاتفي".

وأضافت: "قلت لنفسي إنه لن يكون وضيعًا لدرجة أن يتحرش بفتاة مراهقة، لكن بعد طلبه الزواج منها في كلاريدج، اعترف بأنه كان يتخيلها جنسيًا عندما كانت شابة ومنذ أن رآها لأول مرة في منزلي، ولكنه كان ينتظر الوقت المناسب، وكأنه يتحدث عن ضبط نفس مشرّف".

وتابعت: "شعرت بالاستياء للغاية، فلطالما سعيت لحماية ابنتي، لكن في تلك الليلة، عندما أتى السفير إلى منزلي، كنت أستخدمها مع أخيها لحمايتي، ولكن هذا عرّضها هي للخطر".

ونجحت الشابة في صد مبادرة المشيري في كلاريدج، لكنه أصر أن يلفها بعباءته أثناء التقاط "سيلفي مرح"، ولم تكن هذه النهاية، إذ استمر في مضايقة دايان بشأن ابنتها، واقترح اصطحاب الشابة إلى باريس وشراء كل ما تريده.

وقالت دايان: "لقد كان يشير ضمنيًا إلى أن ابنتي هي مثل أي عاهرة يعرفها كما كان يعتبرني كذلك، لأنني كنت أضحك وأتمتع بشخصية منفتحة ولا أعتبر نفسي مسلمة، وهذا في رأيه يترجم إلى أنني رخيصة وسهلة. ومع مرور الوقت، شعرت بالإحباط أكثر فأكثر وبدأت في كبح شخصيتي المنفتحة حتى لا تترجم كإشارات خاطئة، وبدأ أطفالي يلاحظون أنني أعاني من التوتر، ولكنني لم أكن أخبرهم بما يحدث؛ لحمايتهم من هذا الأمر".

ولم تقتصر هذه المشكلة على المشيري فقط، بل طلب موظف في السفارة إقامة علاقة معها، على الرغم من أنها كانت تعرفه منذ أن كان عمره 14 عامًا.

وشرحت دايان: "أخبرني هذا الشاب أنه يراني جذابة ومثيرة، وعندما أوقفته وسألته عما إذا كان يدرك أنني أكبر من أمه. قال لي إن أصدقاءه أخبروه بأنه من الطبيعي جدًا أن ينام صبي مع امرأة أكبر سنًا. وكنت مصدومة مما أسمعه".

وعلى الرغم من قرار القطريين بعدم الطعن في ادعاءات دايان، استمعت المحكمة لعدة وقائع تعرضت فيها دايان لسلوك ضار أو مهين أو قمعي من المشيري وبعض من زملائه، الذين لم يعودوا يعملون في سفارة لندن حاليًا.

فعلى سبيل المثال، اقترح دبلوماسي استشاري يدعى علي الحجري، على دايان أن تنظم وتستضيف حفلات جنسية جماعية ودعوة من تشاء، وعندما رفضت طلب منها حجز عطلة لهما معًا في كوبا، وكان شديد الإصرار.

وقالت دايان: "ظللت أختلق أعذارًا تتعلق بالأطفال. وكان يعلم أنني أعشق باريس، فكان يشير إلى أنه يستطيع تأمين وظيفة لي في سفارة باريس، ولكن السعر كان أكثر من مجرد تذكرة".

معركة قانونية

رأى قاضي المحكمة أن هذا السلوك يرقى إلى التمييز الجنسي والديني، وفي الحكم، كتب القاضي براون: "أقبل أن كل هذه الأشياء قد تمت نتيجة اعتبار المدعية كامرأة غير مسلمة، ولذلك اعتبرها الموظفون الذكور أكثر عرضة للانخراط في السلوك الجنسي".

وذكر أن رفض دايان لمبادرات الدبلوماسيين بشكل متكرر وضع وظيفتها على المحك، إذ تم تكليفها بمهام وضيعة أو كميات هائلة من العمل للحرص على ألّا تنجح في إنجازها في الوقت المناسب، ثم طُلب منها تدريب بديلتها.

وأفادت دايان عن الموظفة الجديدة التي كُلفت بتدريبها: "سألتني بعد حوالي شهر من العمل عن مدة عملي في السفارة، وعندما أخبرتها أنني كنت أعمل لحوالي 5 سنوات، قالت إنها لا تعرف كيف بقيت في العمل كل هذه المدة، واستقالت".

تمت إقالة دايان في نهاية المطاف في يونيو 2014، وحينها قررت مقاضاة السفارة في محكمة التوظيف، وسرعان ما بدأت تتلقى تهديدات ضمنية، بما في ذلك تهديد من زميل سابق زعم أنها "ستُلقى وراء الشمس" إذا استمرت في مسارها.

وتلقت قضيتها دفعة عندما حصل محمد أحمد، وهو ضابط أمن سابق وسائق في سفارة قطر، على تعويض قدره 250 ألف دولار لنعته بـ "كلب" و "عبد أسود" من قِبل دبلوماسي قطري آخر.

وفي قضية أخرى، قضت المحكمة العليا بأن حق السفارات في الحصانة الدبلوماسية يتعارض مع القواعد الأوروبية لحقوق الإنسان، ما سمح لقضية دايان بالاستمرار.

ومع ذلك، تسببت المعركة القانونية في معاناة دايان من الاكتئاب، وقالت: "كنت أود الانتحار ولكنني لم أفعل ذلك بسبب أولادي".

ثم التقت دايان بالمحامي هاورد إبشتاين، من شركة "سيتي مكفادايانز" للمحاماة، الذي ساعدها على الفوز بالقضية. وقال إنه يأمل أن يتصرف القطريون بشرف ويدفعوا التعويض لدايان، وأشار إلى أن هذا هو الوقت المناسب لتصنع قطر لنفسها سمعة طيبة بالالتزام بالحكم ودفع التعويض.

وقال متحدث باسم سفارة قطر في لندن، إنها "ترفض الاتهامات التي وجهتها دايان في قضيتها القانونية الأخيرة في لندن"، مضيفًا: "تأسف السفارة لعدم تقديم القضية للمحكمة بشكل صحيح، التي فشلت في اتباع الإجراءات القانونية الصحيحة، لهذا لم تتمكن السفارة من المشاركة في الإجراءات".

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com