هل من حل قريب للأزمة الخليجية؟
هل من حل قريب للأزمة الخليجية؟هل من حل قريب للأزمة الخليجية؟

هل من حل قريب للأزمة الخليجية؟

شكلت استجابة اتحادات الكرة في كل من السعودية والإمارات والبحرين لدعوة الاتحاد الخليجي لكرة القدم لمنتخبات هذه الدول بالمشاركة في بطولة كأس الخليج الـ24 التي ستحتضنها دولة قطر اعتبارًا من 24 من نوفمبر الجاري، مؤشرًا عده البعض بداية النهاية لـالأزمة الخليجية؛ خصوصًا وأن الدول الثلاث اعتذرت اتحاداتها في وقت سابق عن المشاركة في هذه النسخة، فما الذي تغير حتى تعدل عن قرار "المقاطعة" كرويا على الأقل؟ وهل يمكن للرياضة أن تفتح أبوابًا استعصت على الجهود الدبلوماسية التي لم تستطع حتى الآن حلحلة أطول أزمة سياسية يشهدها مجلس التعاون الخليجي؟.

ولئن كانت المحافل الرياضية قد أسهمت في السابق في حلحلة العديد من الأزمات السياسية في العالم، وشكلت كرة القدم مدخلا  لحل هذه الأزمة أو تلك، فإن تقديرات الخبراء والمحللين الخليجيين تراوحت بين الإشادة بقرار مشاركة المنتخبات، والحذر بشأن إمكانية ترجمة اللحظة الرياضية في الإطار السياسي.

العودة إلى الصواب

ويؤكد الأكاديمي والدبلوماسي الإماراتي "يوسف الحسن"، أنه "لا أحد يسعى لتعميق الأزمة بين الأشقاء الخليجيين، وبالتالي لابد من حلحلتها وصولا إلى توافق في إطار مصلحة وأمن المنطقة وشعوبها، ومن هنا لا أحد يمكن أن يكون مستاء من المشاركة الخليجية في خليجي 24 بقطر"، متمنيًا أن "تشكل بداية للحل".

وقال يوسف؛ في تصريح خاص لـ"إرم نيوز"، إن "المسؤولية الكبيرة تقع على الأخوة القطريين للعودة إلى المربع الخليجي والحضن الخليجي والإيمان بالثوابت المشتركة ومراجعة كافة السياسات التي أدت إلى هذه الأزمة".

وتابع الأكاديمي الإماراتي، "صحيح أن الرياضة قد تكون نافذة للحل.. لكن هذه الأزمة لها أبعاد سياسية وأمنية، وأي مبادرة من جانب النظام في قطر سيكون مرحبا بها إذا كانت في اتجاه الالتقاء ولا أقول تلبية شروط بل العودة إلى الصواب والطريق الصحيح، خاصة في هذه المرحلة وبعد سنوات من انكشاف الكثير من التحديات والمخاطر التي أنتجتها السياسة القطرية في العالم العربي والخليجي سواء ما تعلق بتداعيات ما يسمى بالربيع العربي وما تمخض عنه من أشكال مختلفة من الدمار المجتمعي".

وتمنى يوسف الحسن، أن "تسهم هذه المشاركة الرياضية في تلطيف الأجواء بعيدًا عن التشنجات، فلا أحد يريد أن تستمر أزمة في الخليج.. فالمنطقة تعيش تحديات جسيمة ولا تتحمل الكثير من الأجواء والمخاطر التي تهدد أمنها وتحقق المزيد من الاختراق الخارجي وخاصة الإقليمي باتجاه إيران وتركيا إلى الأمن القومي العربي في أكثر من مكان"؛ وفق تعبيره.

أزمة نفوس

أما الأكاديمي الكويتي؛ ظافر العجمي، فاعتبر أن "مشاركة المنتخبات في هذه التظاهرة الخليجية بداية نفرح بها، لأنها خطوة تقارب مهمة بين الأشقاء، ورغم ذلك علينا أن لا ننسى أن كرة القدم الخليجية كانت في كثير من الأحيان مصدرًا للحساسية أكثر منها للتقارب، وكثيرًا ما تسببت بعض دورات الخليج الكروية في نشوب أزمات".

وكشف العجمي، في تصريح لـ"إرم نيوز"، أن "هذه ليست المرة الأولى التي يلتقي فيها الأشقاء، فقد سبق للكويت أن قامت بخطوات هامة جمعت من خلالها الأشقاء الخليجيين في اجتماع البرلمانيين ومؤتمرًا اقتصاديًا؛ والتقى قادة الأركان بدول مجلس التعاون الخليجي، وهي معطيات تؤكد أن الأزمة الخليجية الحالية لم تمنع الاجتماع واللقاء يوما".

وتابع ظافر العجمي؛ "أنا شخصيا وحدوي خليجي، وأرى دائمًا أن الأزمة الخليجية الراهنة أمر طارئ سيتلاشى مع الوقت، لأنها ليست أزمة نصوص وإنما أزمة نفوس".

وأشار الأكاديمي الكويتي؛ إلى أن الحل يمر حتما عبر بوابة الدبلوماسية، وتحديدًا ما يعرف هنا في الخليج بـ"دبلوماسية حب الخشوم"، فكثيرًا ما شهدنا أزمات بين بلداننا "لكنها عندما تتعقد يأتي الحل من تدخل رجل عربي مسن أو من مصالحة هنا أو هناك.. وهذه إحدى خصوصيات الأزمات الخليجية التي وإن طالت يمكن حلها بأسلوب التراضي، وبالتالي لن يطول أمد أزمة قطر.. وسيأتي اليوم الذي تحل فيه برضى الجميع".

الحل بات قريبًا

وأمس الثلاثاء، استبق الأكاديمي الإماراتي عبدالخالق عبدالله؛ إعلان منتخبات السعودية والإمارات والبحرين المشاركة في كأس الخليج، بإعلانه أن حل الخلاف الخليجي مع دولة قطر "بات قريبًا"

وغرد عبد الخالق عبر حسابه بموقع "تويتر"، قائلاً "أبشركم بتطورات مهمة لحل الخلاف الخليجي بأقرب مما تتوقعون".

وكان وزير الدولة الإماراتي للشؤون الخارجية أنور قرقاش، قد قال الأسبوع الماضي، إنه "آن الأوان لقطر أن تحل أزمتها مع جيرانها في الخليج ومع مصر". داعيًا الدوحة إلى أن "تركن للهدوء والحكمة".

وقبل أيام نقلت وكالة بلومبيرغ الأمريكية، عن مسؤول سعودي بارز في واشنطن، قوله إن "قطر اتخذت بعض الخطوات نحو حل التوترات مع جيرانها الخليجيين، ولكن لا يزال يتعين عليها فعل المزيد".

وأكدت الوكالة، أن من بين تلك "الخطوات المشجعة"، اعتماد قطر قانونًا لمكافحة تمويل الإرهاب.

تشاؤم وتفاؤل

ولقي إعلان مشاركة منتخبات الدول المقاطعة لقطر في خليجي 24ً تفاعلاً لافتًا من قبل نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي، الذين انقسموا ما بين متشائم ومتفائل، وكتب مغرد سعودي يدعي "لافي بن سعيد"، قائلا "خليجي 24 لا يعني حل الأزمة نهائيًا لأنه لا يوجد في الرياضة خلاف سياسي حتى تكون هي مؤشرًا لحل الأزمة، أزمتنا مع قطر خلاف كبير في دعم الإرهاب والإرهابيين ضد دول المقاطعة.. أزمة إعلام يتجنى بالأكاذيب على دول المقاطعة.. أزمة خيانة حكام قطر هذي لا تنتهي بخليجي 24".

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com