"م. سلطان الطيار".. مغرد وهمي للوقيعة بين السعودية والإمارات
برز مغرد وهمي جديد على موقع "تويتر" في منطقة الخليج العربي، في الآونة الأخيرة، بشكل لافت أعاد للأذهان عدة حسابات وهمية برزت بأسماء سعودية في الفترة الماضية قبل أن يتضح أنها وهمية تحركها دوافع سياسية محددة.
"م. سلطان الطيار" هو أحدث حساب ينتحل صفة مواطن سعودي، ويعتقد كثير من مواطني المملكة أن قطر هي من تقف خلف الحساب، مستندين لاستشهاد وسائل الإعلام التي تمولها الدوحة، وبينها قناة "الجزيرة"، بتغريداته على الدوام، ما أكسبه شهرة كبيرة.
وانطلت حيلة المغرد الطيار على الكثيرين، حتى بات يحظى بمتابعة عدة شخصيات سياسية وإعلامية مثل وزير الإعلام اليمني معمر الإرياني وصحفيين على غرار مراسل قناة العربية في اليمن محمد العرب.
بدأ الطيار التغريد قبل عام تقريبًا بتدوينات عامة تتعلق بالمملكة، ولا تحظى بأي تفاعل بالنظر لعدم وجود متابعين للحساب، قبل أن يبدأ المشرف على الحساب في مايو/أيار الماضي، بجذب عدد كبير من المتابعين من خلال التغريد بقضايا سياسية تقوم شبكة الإعلام القطرية المتشعبة بنقلها فيما يشبه الترويج للحساب.
وخلال أشهر قليلة فقط، بلغ متابعو حساب الطيار الوهمي، أكثر من 47 ألف متابع، بجانب وجود عدد كبير من النشطين بينهم، وهو ما يظهر في عشرات وأحيانًا مئات الردود على تغريداته.
وكشف التوجه السياسي الذي يحمله الحساب الوهمي عن حقيقته مبكرًا، إذ تتمحور تغريداته حول العلاقة الوثيقة التي تربط السعودية والإمارات، محاولاً بشكل حثيث الوقيعة بين البلدين، وهو توجه تتبناه قطر بشكل علني.
وزاد المغرد الطيار الوهمي، في الأيام الماضية من عدد تغريداته التي تزعم وجود خلاف بين الرياض وأبوظبي حول الملف اليمني، وهي قضية نفاها البلدان مرارًا، وأكدا أن تحالفهما وثيق واستراتيجي.
ومن حين لآخر يدعو الطيار إلى ضرورة التصالح الخليجي، في إشارة إلى ضرورة حل أزمة قطر.
وبدأت التحذيرات تنتشر بين السعوديين من متابعة حساب سلطان الطيار، وشارك فيها صاحب الاسم الحقيقي ذاته، وهو مستشار أمني سعودي معروف، أكد لمواطنيه أن هناك حسابًا ينتحل اسمه، داعيًا إياهم لعدم متابعته.
وانضم نشطاء ومدونون سعوديون لحملة التحذير والإبلاغ عن ذلك الحساب بالفعل، ليبدأ بفقدان شعبيته بشكل تدريجي ينذر باختفائه عن موقع "تويتر"، شأن حسابات أخرى برزت في الفترة الماضية واتبعت السيناريو ذاته.
ولا يزال الطيار الوهمي يستخدم صورة الوزير والمفكر السعودي الراحل، غازي القصيبي، في حسابه، ويزعم أنه كاتب ومؤلف، لكن التفاعل الذي كان يحدثه بتغريداته بدأ ينقلب عليه مع سيل الردود التي يتجاهل أصحابها ما يكتبه ويدعونه لحذف الحساب بعد انكشاف حقيقته.
