أمريكا والحرب "الناعمة" في الخليج العربي
أمريكا والحرب "الناعمة" في الخليج العربيأمريكا والحرب "الناعمة" في الخليج العربي

أمريكا والحرب "الناعمة" في الخليج العربي

تشير تقارير أمنية خليجية، إلى أن الولايات المتحدة، تعيد حاليا إنتاج بعض الأساليب التي اتبعتها في دول ما يسمى "الربيع" العربي، وذلك في محاولة لإثارة الرأي العام الخليجي، من خلال طرح قضايا الحقوق المدنية، عبر المؤسسات والهيئات الغير حكومية.



وكشفت مصادر خليجية الأسبوع الماضي لشبكة إرم الإخبارية، عن محاولات أمريكية مستمرة، لفتح قنوات اتصال مع بعض القوى والجمعيات والشخصيات في المنطقة.

وتتبنى الولايات المتحدة هذه الاستراتيجية، منذ أن أثبتت تجاربها في أفغانستان والعراق، التكلفة الكبيرة للتدخل العسكري المباشر، ومحدودية تأثيره على المديين المتوسط والبعيد، مقارنة مع الوسائل الجديدة، التي أنتجتها الثورة التقنية، وما صاحبها من عولمة في القيم والأفكار.

وتعتمد الاستراتيجية الجديدة للولايات المتحدة في المنطقة، على الاتصال المباشر بالمجتمع المحلي، من خلال ما بات يعرف في الأوساط الأمريكية بـ"دبلوماسية المجتمع المدني" التي راجت بشكل كبير في ظل حكم باراك أوباما، إضافة إلى استخدام وسائل الإعلام الموجهة، لتحقيق الأهداف الجيوسياسية.

وتقول المصادر إن الدبلوماسية الأمريكية، لعبت دورا محوريا في استراتيجية استخدام القوة الناعمة، إشرافا وتنسيقا...، حيث يمارس الدبلوماسيون الأمريكيون، أنشطة مشبوهة تحت غطاء الحصانة الدبلوماسية.

وتعتمد "دبلوماسية المجتمع المدني، أسلوب التغلغل في فئات المجتمع النشطة، والتحالف معها خدمة لأهداف استراتيجية، تتمحور حول رؤية دوائر صنع القرار في الولايات المتحدة لمستقبل المنطقة، والعمل على توجيهه بما يضمن المصالح الاستراتيجية والأمن القومي الأمريكي، في أي تطور مستقبلي لأوضاع المنطقة".

ويشير التعامل الأمريكي مع نموذج البحرين إلى هذا التدخل، فقد عملت السلطات الأمريكية، على توجيه الحراك في البحرين، لصالح نظرتها للأمور في المنطقة.

وفتحت الولايات المتحدة قنوات اتصال سرية وعلنية، مع أطراف المعارضة البحرينية، في تجاوز وخرق واضح للأعراف الدولية، التي تقتضي عدم التدخل في الشؤون الداخلية، لدولة مستقلة ذات سيادة.

وتتحدث تقارير عن قيام الولايات المتحدة بالدور نفسه، في دول خليجية أخرى، إلا أن اختلاف الظروف الداخلية لهذه الدول عن الوضع البحريني، واستشعار أجهزتها للخطر، يحد من تأثير هذا التدخل، وإن كان الخطر لا يزال قائما على المدى المتوسط.

ومما يعزز هذا الطرح، ما تم تسريبه من وثائق أمريكية، تثبت أن الحكومة الأمريكية تنفق مبالغ طائلة في الترويج لمشروع "الديموقراطية" الموجهة للعالم العربي، فقد أثبتت وثائق "ويكيليكس"، أن أكثر من 1.54 مليار دولار، تنفقها الولايات المتحدة في الترويج لهذا المشروع عبر تقنية المعلومات.

وسبق للولايات المتحدة، أن استخدمت الأسلوب نفسه في دول "الربيع" العربي، حيث قدمت دعما سخيا، للانتفاضات في هذه الدول، من خلال توفير تغطية إعلامية واسعة، ودعم لوجستي كبير.

وتتحدث تقرير، عن تقديم السفارة الأمريكية في القاهرة، 105 ملايين دولار، لمنظمات مصرية، بدعوى مساعدتها على المشاركة في الحياة السياسية، الأمر الذي دفع الحكومة المصرية حينها، إلى الاحتجاج على تقديم هذا الدعم، دون علمها.

وتفيد التقارير، أن الولايات المتحدة، عملت على نسج علاقات قوية مع شخصيات حزبية، وفعاليات سياسية، في دول أخرى، مثل تونس والمغرب والأردن؛ لتعريفهم بأبجديات السياسة الأمريكية، في الشرق الأوسط، في إطار سياستها الجديدة في المنطقة.

وتكشف تسريبات "ويكليكس" العلاقات التي ربطتها الحكومة الأمريكية، من خلال سفارتها بالقاهرة، مع حركات مثل حركة 6 إبريل، وحركة كفاية، وحزب الغد برآسة أيمن نور، قبل "الثورة" المصرية.

كما تشير التقارير المسربة، إلى قيام السلطات الأمريكية، بتدريب نشطاء تونسيين معارضين قبل "الثورة"، على فنون الالتفاف على الرقابة الأمنية، وفي هذا الإطار تم تداول أسماء نشطاء مثل، أمين خشلوف، فاطمة الرياحي، لينا بن مهني.

ويشبه مراقبون الدور الذي تقوم به الولايات المتحدة، في المنطقة العربية، بالدور الذي لعبته في الثورات الملونة، في أوروبا الشرقية، بداية القرن الحالي.

وتستخدم الولايات المتحدة وسائل الإعلام كقوة ضاربة في حربها الناعمة، حيث تقوم بحملات؛ لتوجيه الرأي العام وفق رؤيتها الجديدة، لما يمثله الإعلام في هذا العصر من أهمية في توجيه الرأي العام.

كما تتحدث مصادر مطلعة، عن قيام السلطات الأمريكية بالتواصل مع نشطاء محليين، سواء بشكل مباشر، أو من خلال منظمات مجتمع مدني، محسوبة على دوائر رسمية أمريكية، من ضمنها وكالة المخابرات المركزية، ويستهدف معظم هذا التواصل تكوين الشباب، على استخدام تقنيات التواصل الاجتماعي، ووسائل الإعلام البديلة؛ مما يمكنهم مستقبلا من القيام بأي دور قد يطلب منهم وفق متطلبات المرحلة.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com