إيران تؤجج أزمة "مقتدى الصدر" بين العراق والبحرين
إيران تؤجج أزمة "مقتدى الصدر" بين العراق والبحرينإيران تؤجج أزمة "مقتدى الصدر" بين العراق والبحرين

إيران تؤجج أزمة "مقتدى الصدر" بين العراق والبحرين

تستنفر منذ أيام قوى سياسية عراقية مقربة من إيران حشودها للرد على البحرين بشأن رد وزير خارجيتها الشيخ خالد بن أحمد على زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر، إثر مطالبته العاهل البحريني بالتنحي عن منصبه.

ورأى مراقبون أن إيران استغلت هذه الأزمة الدبلوماسية لتعزيز رؤيتها فيما يتعلق بتقارب العراق مع محيطه العربي.

وكان الزعيم الشيعي مقتدى الصدر طالب أول أمس، العاهل البحريني بالتنحي عن المنصب، ليرد وزير خارجية البحرين خالد بن أحمد بقوله: "إن الصدر يبدي قلقه من تزايد التدخلات في الشأن العراقي. وبدل أن يضع إصبعه على جرح العراق بتوجيه كلامه إلى النظام الإيراني الذي يسيطر على بلده، اختار طريق السلامة ووجه كلامه إلى البحرين".

وأضاف "أعان الله العراق عليه وعلى أمثاله من الحمقى المتسلطين".

وعلى الفور برزت قوى سياسية عراقية، على خصومة عميقة مع مقتدى الصدر، لتجنّد أتباعها ونوّابها في البرلمان، وقنواتها الفضائية منذ بداية الأزمة أول من أمس، للرد على البحرين، والتضامن مع الصدر.

جاء ذلك على الرغم من أن الصدر فهم الرسالة وأدرك أنه جانب الصواب في مسألة التدخل بالشؤون الداخلية للبحرين، عندما طالب أتباعه بحمل الورد فقط، والتظاهر أمام سفارة المنامة في بغداد، إذ لم تشهد التظاهرة حضورًا معهودًا لأنصار التيار الصدري، وحضر عدد قليل حاملين معهم الورود.

ويرى المحلل السياسي عماد محمد أن "الحراك الدائر في العراق تقف خلفه إيران بالتحديد، عبر فضائياتها والصفحات التي تموّلها عبر منصات التواصل الاجتماعي، للترويج ضد المسارات العراقية الرامية إلى تعزيز العلاقات بين دول المحيط، واحتواء الأزمات بالطرق المعهودة".

وأضاف أن "الأزمات تحصل بين البلدان، ويمكن إنهاؤها بسهولة، خاصة وأن بغداد والمنامة تربطهما علاقة وثيقة تعززت أخيرًا، ويمكن التنسيق بينهما لاحتواء ما حصل من تراشق تصريحات".

وقال لـ"إرم نيوز" إن "الصدر معروف في الأوساط العراقية بتصريحاته المثيرة للجدل، وتدخله في شؤون دول الجوار، إذ إنه أكثر من مرة غرّد بشأن السعودية والحرب في اليمن على الحوثيين، ولكن كان الرد من المملكة تجاهل تلك التصريحات والتغافل عنها، خاصة وأنه لا يمثل الدولة العراقية وليس له منصب رسمي".

وأشار إلى أن " الناظر لحركة الخطابات التي ظهرت فإن أغلبها من القوى المؤيدة لإيران مثل تحالف الفتح الذي يتشكل من فصائل الحشد الشعبي، فقط، حتى القوى الشيعية تفهّمت موقف البحرين الذي دافع عن سيادته، وهي كذلك رفضت الإساءة للصدر".

وواصلت قوى سياسية موالية لإيران مثل: حركة عصائب أهل الحق، والنجباء، ومنظمة بدر، تأجيج الشارع العراقي ضد الدول العربية ومسار تطوير العلاقات، بالرغم من خلافاتها العميقة مع التيار الصدري وزعيمه مقتدى الصدر.

واعتبر مراقبون أن ذلك لا يتعلق بالصدر والدفاع عنه، خاصة وأنها ليست المرة الأولى التي يتدخل فيها الصدر بشؤون دول أخرى، ويُرد عليه.

وقال عراقيون، إنه كان بالإمكان إنهاء المسألة بشكل طبيعي، أو تقديم إيضاح من العراق والبحرين عبر القنوات الدبلوماسية.

واضافوا أن ما عقّد المشهد بين البلدين هو دخول جهات سياسية موالية لإيران على خط التصريحات واستغلالها الواقعة لتأجيج الرأي العام العراقي، ضد الانفتاح على البلدان العربية، وتحسين العلاقات معها.

واعتبروا أن ذلك يأتي في سياق إستراتيجية طهران التي تسعى -على الدوام- إلى إبقاء بغداد تحت هيمنتها والتصدي لأي محاولة يستقل بها القرار العراقي عن طهران.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com