من هو رجل الأعمال السوري مازن الترزي الذي اعتقلته الكويت؟

برز اسم رجل الأعمال السوري مازن الترزي خلال سنوات الأزمة السورية، بوصفه أحد أقرب مؤيدي النظام السوري.

وأفرزت الأزمة السورية، التي دخلت عامها التاسع، شريحة جديدة من رجال الأعمال السوريين الذين صرحوا بولائهم للنظام السوري في مقابل الحصول على امتيازات واستثناءات أسهمت في تراكم ثرواتهم.

وكان من بين هؤلاء الترزي، وسامر فوز، وخلدون الزعبي، وبشار قاضي، ونادر قلعي وغيرهم، فضلًا عن رجل الأعمال المعروف، صاحب السطوة، رامي مخلوف، ابن خال الرئيس السوري بشار الأسد.

وأدى هذا التحالف بين المال والسلطة إلى مصلحة متبادلة يطمح خلالها النظام إلى تلميع صورته والاستفادة من نفوذ رجال الأعمال، فيما يستفيد هؤلاء من امتيازات وتجاوزات لن توفرها لهم السلطات من دون إبداء فروض الطاعة.

وإثر ورود تقارير من الكويت عن اعتقال الترزي، الإثنين، عاد اسم رجل الأعمال السوري (المولود في دمشق 1962 ) إلى التداول الإعلامي والسياسي.

وذكرت مصادر مطلعة في الكويت أن الترزي، الملقب بـ"رجل بشار الأسد"، سيحال إلى النيابة العامة قريبًا، بتهمة غسل أموال بناءً على تحقيقات الأجهزة المالية والمصرفية المختصة، إضافة إلى تهم تتعلق بنشر مطبوعات دون تصاريح.

وأوضحت مصادر على صلة بالموضوع أن التحقيقات ستشمل، على الأرجح، مسألة علاقة الترزي بحزب الله اللبناني، الذي يعد الداعم الرئيس للنظام السوري في حربه ضد " فصائل المعارضة المسلحة".

وقالت حسابات سورية معارضة على مواقع التواصل الاجتماعي: إن "سجلات الترزي المالية حافلة بتبييض أموال غير شرعية تمّ جمعها أثناء الحرب السورية لصالح رجال النظام الأقوياء".

ويعد الترزي، الذي أقام لسنوات طويلة في الكويت، من أبرز المدافعين عن سياسات النظام السوري، وطريقته الأمنية والعسكرية في إخماد الاحتجاجات، وحرص على التبرع لما يسمى بـ"مدارس شهداء" الخاصة بأبناء جنود وضباط الجيش السوري الذين قتلوا في المعارك.

وكان الترزي برهن على إخلاصه للنظام حين خصص طائرة خاصة في 2014 على نفقته لنقل السوريين من الكويت إلى سوريا ذهابًا وإيابًا؛ من أجل المشاركة في انتخابات الرئاسة، التي فاز بها، آنذاك، الأسد.

وأطلق الترزي، كذلك، حملة في 2015 بعنوان "راجعين يا سوريا" أعلن خلالها عن تحمله تكاليف عودة أي شاب سوري أينما كان إلى سوريا؛ بهدف مساعدة الشباب غير القادرين على العودة، غير أن هذه الحملة لم تحقق هدفها.

وفي مقابل هذا الولاء، كافأ النظام السوري الترزي على خدماته، إذ تشير التقارير إلى أن رجل الأعمال قد وقع مؤخرًا عقدًا مع "شركة دمشق الشام القابضة" لاستثمار مول "ماروتا سيتي" بدمشق، على مساحة 120 ألف متر مربع واستثمار 6 أبنية طابقية بمساحة 26 ألف متر مربع.

وبلغت القيمة الإجمالية للعقد 250 مليون دولار، على أن تكون حصة الترزي من المشروع 51%، في حين تبلغ حصة الجهة العامة 49%، وهي أول مرة تكون فيها حصة المستثمر أكبر من حصة القطاع العام.

وأعلن الترزي، كذلك، حصوله على ترخيص بتأسيس "الشركة الوطنية للطيران"، على أن يكون مقر الشركة مدينة صيدنايا بالقلمون الشرقي، شمال دمشق.