استثناء كوشنير للكويت من جولته الخليجية.. تفسيرات متضاربة وسط مواقف متباينة من قضايا الإقليم
استثناء كوشنير للكويت من جولته الخليجية.. تفسيرات متضاربة وسط مواقف متباينة من قضايا الإقليماستثناء كوشنير للكويت من جولته الخليجية.. تفسيرات متضاربة وسط مواقف متباينة من قضايا الإقليم

استثناء كوشنير للكويت من جولته الخليجية.. تفسيرات متضاربة وسط مواقف متباينة من قضايا الإقليم

يحاول الطرفان الكويتي والأمريكي أن لا يعطيا أهمية كبيرة لموضوع استثناء جاريد كوشنر كبير مستشاري الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الكويت من جولته الخليجية المقررة نهاية الشهر الجاري.

في هذا الصدد، قالت صحيفة "الرأي ميديا" الكويتية، الأحد، إن "الأنباء تضاربت في تفسير هذه الملاحظة اللافتة، لكنها تمحورت في غالبها حول استياء لدى كوشنر من المواقف التي اتخذتها الكويت أخيرًا في مجلس الأمن أثناء المناقشات المتعلقة بالملف الفلسطيني".

ونقلت الصحيفة عن السفير الأمريكي في الكويت لورانس سيلفرمان، قوله إن "وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو سيصل الكويت في النصف الأول من شهر آذار/مارس المقبل، لعقد الجولة الثالثة من الحوار الإستراتيجي بين البلدين، وهي الزيارة التي كانت مقررة في كانون الثاني/يناير الماضي، لكنها تأجلت لحدوث حالة وفاة في عائلة بومبيو".

وكرر السفير الأمريكي تأكيد متانة العلاقات بين البلدين، والتزام الجميع بمواجهة الخطر الإيراني.

وهذه ليست المرة الأولى التي تتفق فيها البيانات الرسمية الأمريكية الكويتية على التقليل من حدّة أو أهمية ما وصفته الصحف بأنه "اجتماع قصير عاصف"، جرى في حزيران 2018 بين كوشنر والسفير الكويتي في واشنطن، الشيخ سالم عبد الله الجابر الصباح.

قيل يومها إن اللقاء الذي استغرق 5 دقائق فقط، تضمن عدة "تعابير حادة"، بعضها اعتراض من كوشنر على مبادرة تقديم قرار كويتي مقابل المشروع الأمريكي، لأن فوز المشروع الكويتي أحرج  كوشنر شخصيا وأحرج واشنطن أمام أصدقائها، كما أن كوشنر ذكَّر السفير الكويتي بدور واشنطن في حماية الكويت.

رغم ذلك، بادرت الإدارتان الأمريكية والكويتية، مباشرة بعد نشر الخبر، إما بنفي دقته وإما بالتأكيد على متانة وتشعب العلاقات المشتركة.

تفسيرات واختلافات

أما خارج المواقف والبيانات الرسمية من البلدين بشأن استثناء الكويت من محطات جولة كوشنر في المنطقة، فقد كانت التفسيرات أوسع من مجرد الوقوف عند اختلاف المواقف في واشنطن والكويت بشأن الملف الفلسطيني.

ففي المعلومات المتداولة أن جولة كوشنر التي تشمل تركيا ودول مجلس التعاون باستثناء الكويت، لها طابع إستراتيجي تندرج فيه "صفقة القرن" الخاصة بالسلام العربي الإسرائيلي، كمحور غير منفصل عن موضوع مواجهة الخطر الإيراني، بما في ذلك الملف السوري.

فالتوصيف الأمريكي لجولة كوشنر هو أنها "لمتابعة اتفاق وارسو الذي انعقد قبل أسبوعين تحت عنوان السلام والأمن في الشرق الأوسط، وأن هدف الجولة هو مشاريع إقليمية تفيد اقتصاد بلدان المنطقة".

وبموجب هذا التوصيف الرسمي للجولة، فقد أشارت قراءات تحليلية إلى أن الجولة ليست في نطاق دبلوماسية وزارة الخارجية الأمريكية، بل هي لعرض رؤية إستراتيجية من طرف كوشنر شخصيًّا باعتباره كبير مستشاري البيت الأبيض.

فالوفد المرافق لكوشنر يضم من وزارة الخارجية شخصًا بمرتبة مستشار هو بريان هوك، بالإضافة إلى جيسون غرينبلات شريك كوشنر في مشروع "صفقة القرن"، فضلًا عن آفي بيركووتيز مساعد كوشنر.

طبيعة هذا الوفد المرافق وإدراج تركيا في الجولة الخليجية التي استثنت الكويت أعطت انطباعات بأن الجولة تتعلق برؤية أمريكية إستراتيجية للشرق الأوسط ككل، وليس فقط للمسألة الفلسطينية.

 وربما يفسر توقيت الجولة بعد مؤتمر وارسو جانبًا أساسيًّا آخر  في الجولة وفي استثناء الكويت منها، فالجولة  تتوازى مع حيثيات الملف السوري التي كان آخر مستجداتها قرار ترامب إلغاء الانسحاب العسكري الكامل، وما يرافقه الآن من ترتيبات لشمال سوريا تشمل التنسيق مع تركيا وتتجاوزه بجعل إيران جزءًا من هذه الإستراتيجية التي أخذت ملامحها في مؤتمر وارسو.

في هذا النطاق، فإن بين واشنطن والكويت حسب ما هو متداول، هوامش واسعة من الاختلافات تتجاوز مواقف الكويت في مجلس الأمن، وهي التي استدعت اللقاء القصير المتوتر بين كوشنر والسفير الكويتي.

فالموقف الكويتي في الوساطة بأزمة قطر، يؤيده البيت الأبيض، لكن كوشنر يرى في تفاصيله انحيازًا لقطر، كذلك فإن الموقف الكويتي من مقتضيات المواجهة المشتركة للخطر الإيراني، هو موقف يراه كوشنر أقرب لموقف قطر التي شاركت في مؤتمر وارسو، لكن إعلامها روّج باتساع لفشله.

وهو أيضًا، كما تقول "المونيتور"، موقف كويتي قريب من الموقف القطري في شرعنة العلاقة مع حماس والإخوان المسلمين.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com